نصرالله…والتسوية مع داعش!

حزب الله وداعش
دعا السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير في ذكرى إنتصار حرب تموز العقلاء من الإسلاميين الذين يقاتلون في سوريا للدخول في تسوية، وذلك في رسالة هي الأولى من نوعها إلى عناصر داعش لوقف الفتنة والإمتناع عن قتل أخوانهم في الإسلام، وقد طالبهم بإلقاء السلاح.

شدد نصرالله على ان المجموعات الجهادية التي تقاتل في سوريا تخدم مصلحة أميركا حين قال «أنتم تم استغلالكم خلال خمس سنوات لتهديد محور المقاومة وشعوب المنطقة لتقوم أنظمة مكانكم عميلة خانعة للأميركي والإسرائيلي.»

في عام 2011 إنطلقت الثورة السورية في سوريا ولم يتحمل حزب الله مشهد تداعي النظام الذي يعتبره ركناً اساسياً في محور المقاومة فسارع حينها إلى وصف السوريين الثائرين بأتباع الأجندات الخارجية، وبدأ موقف الحزب من الثورة السورية يجنح إلى أماكن مختلفة تماماً عن خطاب الخيانة والعمالة.

عام 2012 دخل الحزب الأراضي السورية للمشاركة بالقتال إلى جانب النظام وأثار حمية جمهوره بشعارات طائفية،  كحماية المراقد الشيعية المهددة من قبل المجموعات السنية المتطرفة، وحماية القرى الشيعية الحدودية من الإعتداءات التي قد تطالها من القوى الطائفية بحسب وصف الحزب.

بنت جبيل 25 أيار 2014

وتلقى حزب الله ضربات قاسية في معركة حلب التي إنطلقت في شهر اب الحالي، وكان نصرالله قد أعلن في واحد من خطاباته على أن المعركة إستراتيجية وان الإنتصار فيها يؤسس لصمود محور المقاومة والممانعة بوجه أميركا وإسرائيل.

وتستمر المعارك إلى الان، ويحاول جيش النظام السوري المدعوم بغطاء جوي روسي ومن حزب الله الذي إرسال عناصر من فرقة الرضوان وهي فرقة النخبة لديه، ان يسترجع مواقعه التي خسرها في المدينة دون جدوى.

ويقول مراقبون ان دعوة نصرالله للمجموعات الجهادية أتت في سياق التقارب الروسي ـ التركي من جهة، والإيراني ـ التركي من جهة ثانية.

ولم تستجب اي من القوى المعارضة إلى دعوة السيد نصرالله، علماً انه في بداية النزاع السوري كانت المعارضة السورية قد دعته أكثر من مرة إلى الإحتكام للعقل والضغط على الرئيس السوري للإستجابة إلى المطالب الشعبية المحقة التي خرج من أجلها السوريين للتظاهر قبل خمس سنوات.

وخلال الست سنوات الماضي، لم يقم حزب الله ولو لمرة واحدة بمحاولة فصل الشعب السوري والمجموعات المسلحة التابعة للجيش الحر وهيئة الأركان السورية عن المجموعات المتطرفة المصنفة إرهابياً، وتعامل الحزب مع كل القوى المعارضة التي تقاتل على الأرض على أنهم تكفيريين وإرهابيين ويجب القضاء عليهم بأي ثمن.

ولعبت المكينة الإعلامية لمحور المقاومة والممانعة دوراً مهماً في تشويه صورة المعارضة السورية عبر إتهامها بالإرهاب والتطرف.

من جهة اخرى، لم يلحظ أي تفاعل من جمهور حزب الله مع الدعوة التي أطلقها السيد نصرالله للجماعات المسلحة، وإكتفت صفحات التواصل الإجتماعي التابعة له بالتركيز على النقاط المتعلقة بإسرائيل والحرب القادمة معها.

إقرأ أيضًا: «أمل» تستعد لمهرجان الصدر بـ«قرصة» لـ«حزب الله»
من جهة اخرى وقع حزب الله فريسة الإنتقادات من قبل معارضيه، فإستهزأ البعض بالكلام الصادر عن السيد، ورأى المعارضون في كلامه أنه يندرج ضمن محاولة حزب الله إنقاذ نفسه من ورطة إنهيار الجيش السوري على الجبهات في حلب، التي اخذت في الآونة الاخير تصب لصالح كفة الثوار على الأرض.

 

السابق
الغارديان: ادانات لفرض تركيا عقوبة الإخصاء الكيميائي على المدانين بالإعتداء الجنسي
التالي
اشغال للعدو قرب بركة النقار والجيش واليونيفيل تفقدا المنطقة