نصرالله يعطي برّي جرعة قوّة لتسويق الحلّ «العوني» للرئاسة

قصّة العصا والجزرة بين حزب الله وخصومه السياسيين على الساحة اللبنانية لا تنتهي، وآخرها كان ما ورد على لسان أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله في خطابه أول أمس حين ألمح إلى وجوب التوصّل الى حلّ سريع للأزمة اللبنانية على اساس ان يصل العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، مقابل القبول برئيس تيار المستقبل سعد الحريري لمنصب رئيس الحكومة.

في خطابه أول أمس قال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ردا على ما ألمح اليه رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة من ان من حق حزب الله تولي رئاسة المجلس النيابي فقال نصرالله: أقول لصاحب هذا الطرح ولمن يخطط معه ويتكلم معه، الآن نحن اليوم في 13 أب، يعني قبل الانتخابات النيابية المقبلة بكثير، ليأخذ البلد كله علماً، كل القوى السياسية، كل التيارات السياسية، أياً تكن نتيجة الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان، نحن ـ حزب الله ـ مرشحنا لرئاسة المجلس النيابي الوحيد والأكيد والقديم الجديد هو دولة الرئيس الأخ نبيه بري، شريكنا هو وحركة امل، شريكنا في المعركة، في السياسة، في التفاوض، في القتال، في الميدان، في الآلام، في الجراح، في المعاناة، وعلى طريقة اللبنانية “خيطو بغير هالمسلة”، أليس هكذا يقولون في لبنان؟ “خيطو بغير هالمسلة”.

اقرأ أيضاً: كذبة الإنتصار الإستراتيجي

لا شكّ بأن رئيس مجلس النواب نبيه بري كان بحاجة لهذه الدفعة المعنوية الكبيرة والاستعراضية للمباشرة بتسويق الحلّ المرتجى الذي يتوافق مع رؤية حزب الله، متجاهلا المواقف السلبية لبرّي تجاه ميشال عون المرشّح الوحيد أيضا بالنسبة لمنصب رئاسة الجمهورية لدى الحزب، كما ظهر أخيرا تلميحا وتصريحا في خطاب نصرالله الأخير.

ولا شك في أن الرئيس بري بطرحه قبل حوالي الشهرين لسلّة الحلّ الشهيرة التي عرفت باسمه، كان يستبق مشروع حلّ نصرالله الذي تبلور في خطابه أمس ليلاقيه، وكانت مصادر عين التينة أكّدت لـ«جنوبية» حينها أنّ «الرئيس بري يعتبر السّلة لا مفرّ منها لانتخاب رئيس للجمهورية، واجراء الانتخابات النيابية قبل اقتراب موعد نهاية المجلس الممدد له، والاتفاق على تشكيل الحكومة على غرار ما حصل في الدوحة».

غير ان المعارضين من 14 آذار اعترضوا على الاتفاق على تسمية رئيس الجمهورية على طاولة الحوار كما تقتضي “سلّة بري”، فـ«المعارضون لطرح السلّة الكاملة هم خائفون من اسم ميشال عون، ولكن تبقى الكلمة الفصل لتيار المستقبل»، لذلك فان كل الآفاق تلوّح بعدم السير في طرح بري وإبقاء الفراغ والتعطيل على ما هو عليه”.

السيد نصرالله
السيد نصرالله

لكن الرئيس بري عبّر في المقابل عن رؤية مغايرة اذ اعتبر خطاب السيد نصرالله “ايجابياً في كل مضامينه”. وقال أمام زواره مساء أمس إنه “منذ أن رشح الرئيس الحريري النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية أنا معه (الحريري) ظالماً أو مظلوماً، وتقتضي المرحلة والمصلحة الوطنية الاتيان بالحريري الى رئاسة الحكومة وهو يحقق الاستقرار ويبعد عناصر الفتنة”. الى ذلك، كشف رئيس المجلس انه “يبحث منذ شهر مع “تيار المستقبل” في المشروع المختلط للانتخابات النيابية الذي قدمته (64 نائباً بالاكثري و64 بالنسبي) كما أبحث في الموضوع نفسه مع “التيار الوطني الحر” والاتصالات جيدة مع الطرفين وسيستكمل في الخامس من أيلول المقبل واذا انجزنا قانون الانتخاب نكون قد حققنا 90 في المئة من سلة الحل”.

اقرأ أيضاً: نصرالله يدعو إلى المصالحة في سوريا…ولكن ماذا عن القصير؟

لكن بعض الاوساط المواكبة لإعداد قانون جديد للانتخاب قالت لـ”النهار” إن ثمة معطيات تعكس تعذّر التوصل الى صيغة توافقية قبل بدء العقد العادي للمجلس بعد منتصف تشرين الاول على رغم الدفع الذي يمارسه حاليا “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية”، مشيرة الى ان لا تحرّك للجان النيابية المشتركة على هذا الصعيد في المدى المنظور، فيما من المرجح أن يطّل الموضوع على طاولة الحوار النيابي في 5 أيلول.

السابق
5 إصابات في اشكال بمنطقة عين مجدلين – جزين
التالي
اهالي الخريبة صربا النبطية ناشدوا وزارة الطاقة حل أزمة الكهرباء فيها