عدوى التيفوئيد تظهر في الشويفات!

في أحد الأحياء الشعبية المكتظّة في الشويفات بركة كبيرة. هي ليست بركة ماء بل “مجارير” يصعب غض النظر عن حجمها ورائحتها نظراً لكبرها وموقعها بين الأحياء السكنية. فلماذا لا تتحركّ الجهات المعنية؟
يدّعي المواطن حسن عبيد أن مجروراً صحياً طاف بجانب منزله في منطقة صحراء الشويفات منذ أيام، وتجمّعت مياهه في بركة على مساحة 2 كلم مربع تقريباً، متسببة بحالات مرضية لدى السكان.
ويقول عبيد لـ”الجديد” إنه، وبعد عودته الى المنزل، وجد أخاه علي (26 عاماً) مصاباً بحمّى وحرارته مرتفعة الى 40 درجة، فقام بنقله الى مستشفى بيروت الحكومي. وبعد سحب عينات من الدم وإجراء الفحوصات اللازمة، تبيّن أن علي مصاب بحمّى التيفوئيد. ويشير الى أنه هو أيضاً يعاني من وجع في الرأس، كما ان أشخاصاً عدة أصيبوا بحالات مرضية خفيفة لكن لم يتم نقلهم الى المستشفى.
ويؤكد عبيد أنه حاول أن يتواصل مع رئيس بلدية الشويفات أكثر من مرة لكن “لا حياة لمن تنادي”. ويقول: “رئيس البلدية عاين الكارثة يوم الإثنين لكنه حتى الآن لم يتجاوب”، مضيفاً “قسّموا المضخّة يومان لحزب الله ويومين لحركة أمل أمّا المواطن فلا أحد يستجيب له”.
إزاء ذلك، ينفي رئيس بلدية الشويفات زياد حيدر إهمال البلدية للموضوع، ويؤكد لـ”الجديد” أنها تجاوبت منذ اليوم الأول وأنها تعمل في المنطقة بشكل متواصل ودائم، واعداً بمباشرة العمل يوم غد الثلاثاء. ويضيف: “نحن أرسلنا المضخة الى المنطقة، لكن الأحزاب المتواجدة في المنطقة هي التي تتكفّل بالعمل وتتولّى إدارته، لافتاً الى أن “البلدية مجبورة على التنسيق مع حزب الله وحركة أمل حيال هذا الأمر”.
ويضيف حيدر “الأهالي يجب أن يهدّئوا البال وعلى الجميع أن ينتظر دورَه لأن مشكلة مجاري الصرف الصحي في الضاحية أكبر من أي منطقة أخرى في لبنان والبلدية لا تستطيع استيعاب هذا العمل كلّه”. ويوضح أن المجاري تطوف بسبب الضغط الكبير عليها، “فأهالي المنطقة نزحوا اليها وقاموا ببناء بيوت بشكل غير منظم ومن دون بنى تحتية، فضلاً عن الكثافة السكانية الكبيرة فيها، لذلك طافت المجاري على الطرقات ونحن نحاول أن نعالجها”.
ويتابع حيدر قائلاً إن كل طرف في المنطقة يلقي باللوم على الآخر، فالمواطنون يتّهمون الأحزاب والأحزاب يتّهمون المواطنين. كما يشير الى أن مجلس الإنماء والإعمار أعد مشروعاً ضخماً لمعالجة مشكلة الصرف الصحي لكنه يحتاج بعض الوقت لكي يكتمل.
تجدر الإشارة الى أن التيفوئيد هو مرض معدٍ ينتج من أكل أو شرب المواد الملوثة بأنواع معينة من السلمونيلا، ويتسبب بحمى طويلة، قيء، فقدان الشهية، خمول عام، آلام شديدة في المعدة والأمعاء، تورم الغدد اللمفاوية، رعشة، وإسهال.
السابق
معركة معمل الاسمنت ما زالت محتدمة و «جيش الأسد» يتقهقر
التالي
الجديد: خيط رفيع بين الأناقة وقلة الذوق