وصمت نصر الله الذي تلقى هزيمة في حلب…

العديد من التحليلات والقراءات عوّلت على خطاب السيد حسن نصر الله اليوم في ذكرى نهاية حرب تموز 2006، لا سيما بعد خطاب الانتصار الأخير والذي أكدّ من خلاله أنّ محور المقاومة هو من يحدد الاستراتيجيات في سوريا. لكن ما تبعه كان عملية مباغتة لفصائل الثورة السورية في حلب كسرت الحصار وكبدت الجيش السوري وحزب الله خسائر بشرية كما العديد من المواقع داخل المدينة وفي ريفها.

في الذكرى العاشرة لحرب تموز أطلّ السيد حسن نصر الله من بنت جبيل التي أطلق منها عبارته الشهورة “اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”، إطلالة ارتقبها جمهوره أولاً واللبنانيون ثانياً، لمعرفة ماذا سيقول السيد عن معركة حلب وكيف سيقلب الهزيمة نصراً لا سيما وأن اعلام الممانعة كان لغاية يوم أمس يصرّ ان الثوار لم يحققوا شيئاً وأنّ كل ما يساق هو محض أوهام ابتدعتها المجموعات المسلحة وصدقتها وسائل الإعلام الموالية لها.
بداية، وقبل الخوض في الخطاب ومضامينه، نتوقف عند الحالة الجسدية والانفعالات التي تجسدت بإطلالة نصر الله، من التعرق، للتوتر، للتلعثم، ناهيك عن فقدانه القدرة بالتأثير على الجمهور، وهذا ما تجلّى ظاهرياً بعدم التفاعل السريع معه ممّا دفعه لتكرار العديد من العبارات الشعبوية مرتين.
هذا بالمجمل، أما بالعودة لمضمون الخطاب، والذي كان من المفترض أن تأخذ معركة حلب الحيّز الأكبر منه، فلم يكن إلا استعراضات لأمجاد وتوثيقات بتقارير اسرائيلية، أكثر من 30 دقيقة وخطاب السيد يدور حول فكرة واحدة وهي “اسرائيل تخافنا ونحن خطر على اسرائيل”.

إقرأ أيضاً: ما بعد بعد حلب
ما أراده السيد هو إثبات نظرية أنّ المقاومة لا تهزم بمعلومات اسرائيلية، والتاكيد على دورها في حماية العروبة من الغدر الصهيوني، هذه الاستفاضة في استعراض قوة الحزب عبر التصويب على مكامن ضعف الاسرائيلي من تصريحاته، كان ينفع أن تكون مقدمة منطقية لتبرير هزيمة حلب أو وصف خسائره كأقل تقدير بإعادة تمركز مؤقت، أو استراحة محارب سوف يعقبها عملية عسكرية تعيد الانتصار.

نصر الله
ولكن اللافت، هو الانتقال من عراضة الانتصارات إلى تنظيمي داعش والنصرة وتدرجهما التاريخي وصولاً لإسداء النصح إليهما ومن ثم إغلاق الملف السوري وكأنّه (ما في شي بحلب) وما من ملحمة حطمت العنجهية المشتركة بين نظام الأسد وحزب الله والطيران الروسي.
على الملف السوري مرّ نصر الله خجولاً ولبنانياً تمسك بعون كداعمة مسيحية، وأوهم الحضور أنّ هناك من يريد ان يرشح منافساً لبري ليؤكد أنّ رئيس حركة أمل هو المرشح الوحيد وليقول لمن تخوله نفسه الدخول بين الشقيقين “خيطوا بغير هالمسلة”.
كلمات قليلة في الشأن اللبناني لم تقدم ولم تؤخر، تبعها مانشيت هيهات منا الذلة وسوف ننتصر…. وغابت حلب، وكأنّ السيد لم يجرؤ على تحديدها.

إقرأ أيضاً: حرب تموز غير «مقصودة» وبدون «انتصار»

خطاب اليوم للسيد حسن نصر الله، كان مفككاً لا حلب ولا السعودية ولا اتهامات بالعمالة، لم يرتفع صوت السيد ولم يحرك اصبعه مهدداً.
حزب الله تلقى هزيمة في حلب، إطلالة اليوم لم تكن إلا محاولة لإعادة انتصارات قد ولّت، الميدان السوري قال كلمته “أبن الأرض لن يسقط”، وأمين عام حزب الله أصبح يدرك أنّ كل نصرٍ يدعيه في حلب لن يكون إلا مغامرة خاسرة.

السابق
نصر الله: نلتزم بترشيح كل من عون وبري.. وخيطوا بغير هالمسلّة
التالي
هذا هو واقع الهاتف والإنترنت في عكار قبل ضرب المتعهدين لكوابلها: كأنها بيروت يا سعادة النائب!