لماذا لم يفرح الناس بتحرير منبج كما فرحوا بتحرير حلب؟

بالرغم من صغر مساحة مدينة منبج  والتي لا يتجاوز محطيها الثلاثين كلم، فقد احتاجت القوات المهاجمة لأكثر من 90 يوماً وأكثر من 200 قتيل ولطائرات التحالف الدولي ولعدة مجازر في المدنيين نتيجة القصف العشوائي لتحريرها، ورغم ذلك لم تلقَ هذه المعركة منذ بدايتها أيّ توافق لا سوري كامل ولا حتى كردي كامل، لكونها اتخذت عملياً وعلى الأرض شكل الصراع العربي لكردي ولم تأخذ شكل التطهير من داعش.

مقارنة بهجوم الجيش الحر على منبج عام 2013 حيث سقطت المدينة بأقل من ثلاثة أيام، هناك فوارق موضوعية حقيقية بين طرد الاحتلال لقيام احتلال آخر، وبين قيام شعب ما بتحرير أراضيه ونستطيع تلخيص أسباب هذه المفارقة بين شعبية معركة حلب ضد النظام وبين التعاطي الخجول مع نتائج معركة منبج فيما يلي:
أولاً: لأن القوات المحررة لمدينة منبج أي قوات سورية الديمقراطية، لا تختلف عن قوات تنظيم داعش لا بالإجرام ولا بالمجازر ولا بقصف المدنيين وآخرها الاحداثيات المقصودة لأماكن تجمع المدنيين والتي سلمتها الميليشيات الكردية للأمريكان باعتراف البنتاغون العلني، كما لا تختلف لا بواقع التعذيب ولا بالاعتقالات والتي تطال الكورد قبل العرب تماما ًكما تطال اعتقالات داعش السنة والثوار قبل غيرهم.
ثانياً: خسارة مدينة منبج لصالح مشروع الخلافة البغدادية، ﻻ يختلف عن خسارة منبج لصالح الانفصال الكردي، حيث لا يخفي قائد هذه القوات الفعلي ” صالح المسلم” نيته إقامة دولة كردية انفصالية في الشمال السوري.
ثالثاً: سقوط نظرية “باقية وتتمدد” في ظلّ انكماش داعش المتتالي لا يختلف عن سقوط نظرية “قوات سورية الديمقراطية” في كون هذه القوات تمارس الديكتاتورية الكاملة في أماكن سيطرتها وتنسق مع نظام الأسد بشكل علني، وكان لها المساهمة الأكبر في حصار حلب وقطع طريق الكاستيلو، فضلاً عن احتلال عفرين وتعفيش وسرقة منازل العرب هناك.
رابعاً: في المفهوم الإيديولوجي فقد استخدموا نفس نظرية داعش في حرف الصراع عن مسار الحرية إلى مسار معاداة المجتمع الإسلامي الطاغي في اللون السوري،فعملية الدعاية المركزة على خلع الحجاب من قبل السوريات في منبج،ومحاولة إظهار خلع الحجاب كشكل من أشكال معاداة داعش، لا يختلف حقيقة عن إظهار قطع اليد والرأس عند داعش كشكل من أشكال معاداة العلمانية.

لذلك من المتوقع أن لا يستقر حال للميليشيات الكردية طويلاً في منبج لأن صراعها مع الشعب لا يختلف عن صراع النظام مع الشعب، وللشعب الكلمة النهائية في تغليب أحد المتصارعين على الآخر كما حدث في فك الحصار عن حلب الذي لم يأخذ يومين بسبب تدخل الشعب وقول كلمته.

السابق
اعدامات في ايران بتهم القتل والمخدرات‏
التالي
سمية خشاب توضح ما نشر عن طلاقها‏