التصحّر عنوان المرحلة ولا ملامح انفراج قريبة

في الداخل اللبناني ظلّ الجمود سِمة المرحلة وسط التوقعات بتمديد مفاعيله مع دخول البلاد عطلة عيد انتقال السيدة العذراء بعد غد الاثنين، ليعود بعدها الهمّ السياسي والاقتصادي الاجتماعي والمطالب المعيشية الى الواجهة مجدداً.

لا يبدو التصحر الذي أصاب المشهد الداخلي مقبلاً على نهاية قريبة في ظل الاجازة التي اقتطعتها القوى السياسية أقله حتى موعد الجولة الحوارية المقبلة في الخامس من أيلول، علماً ان ما تبقى من هذه الاجازة لا يبشر بأي ملامح انفراج في الجولة المقبلة ما دامت المعطيات التي أدت الى اخفاق الايام الثلاثة من الجولة الاخيرة لا تتبدل ولا تبدو قابلة لاي اختراق. وكشفت مصادر واسعة الاطلاع انّ “حركة اتصالات ناشطة قد بدأت بعيداً من الاضواء، إنطلاقاً من عين التينة، في محاولة وُصِفت بالجدية جداً، لتَجنّب الفراغ الخطير الذي يمكن ان يدخل فيه البلد، إن لم نتدارك الأمر بالوصول الى تسوية انتخابية”.

اقرا ايضًا: سلام اليائس من التعطيل هل يقلب الطاولة لإحداث صدمة؟

وتابعت المصادر إنّ موعد 5 ايلول الذي حَدّده بري ليتَسلّم من القوى السياسية أسماء ممثليها للجنة إنشاء مجلس الشيوخ قد لا يشكل الاولوية المُلحّة، أمام الاولوية الجديدة ـ القديمة بإنتاج قانون انتخابي جديد. ولفتت الى انّ بري يقود هذه الاتصالات، “على قاعدة انّ انتخاب رئيس الجمهورية وحده ليس هو الحل، بل هو جزء منه. كما يقودها من خلفية وَضع حدّ للمراوحة السلبية التي تقود: إمّا الى المؤتمر التأسيسي وامّا الى الحرب، ومن باب لَفت انتباه القوى السياسية ايضاً الى دخول البلد في سباق محموم مع الوقت، والمُتبقّي من الزمن لم يعد طويلاً، اذ انّ مهلة الوصول الى ايجابيات لا تتعدى تشرين الثاني المقبل، واستمرار السلبية على حالها من المراوحة سيقود حتماً الى الفراغ الخطير”. وأوضحت انّ اتصالات بري ستشمل مختلف القوى السياسية، وأشارت الى انه قد حَدّد سقفاً زمنياً لحركته هذه بدءاً من الآن وحتى الخامس من ايلول، لعله يتمكن خلالها من إحداث ما سمّاه ثغرة في الجدار الانتخابي، قد يتمّ النفاذ منها الى الاتفاق على صيغة انتخابية جديدة، تنقل الوضع من القانون الانتخابي الحالي بصِفته “أبو المشكلات” كلها التي يعانيها البلد، الى القانون الانتخابي الجدي بصفته “أبو الحلول”.

اقرا ايضًا: سجال بين دي فريج وباسيل يخرق الملل الحكومي

“الثنائي” يسخن الجهود لقانون الانتخاب

إل ذلك علم ان ثنائي “تفاهم معراب” “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية ” ينشط في ترسيخ التقارب بين طرفيه سعياً الى اختراق في الازمة السياسية بالتركيز خصوصاً على توحيد مقاربتهما لقانون الانتخاب.

وتقول مصادر معنية بالاتصالات والاجتماعات الجارية بين فريقي الثنائي المسيحي ان الاتفاق بينهما بات أكثر نضجاً على أكثر من مستوى وان هذا الملف يرتبط أيضاً باطراف آخرين الامر الذي يفتح مجالاً لايجاد أكثر من سيناريو ضمن الصيغ المطروحة لقانون الانتخاب لتشكيل جسر تواصل واتفاق بين اطراف الازمة.

السابق
فياض: نتمسك بالحوار كوسيلة لمعالجة المشاكل
التالي
بالارقام: هذه هي عائدات هيلاري كلينتون خلال عام 2015