جواد ظريف في تركيا: الإخوان المسلمين بوابة إيران للقاء السنة

قبل قليل توجه وزير خارجية إيران جواد ظريف إلى تركيا مؤكداً على ان زيارته جاءت لمباركة النصر الذي حققه أردوغان ضد المحاولة الإنقلابية الفاشلة. ويرى بعض السنة في سوريا ولبنان برجب طيب أردوغان أنه زعيمهم.

منذ إندلاع الثورة السورية إرتفعت حظوظ أردوغان في إحتلال مركز القيادة السنية بعد ضعف القيادة السعودية عن تأدية الدور المطلوب منها بالوقوف في وجه تدخل إيران وأذرعها العسكرية في سوريا والعراق.

وإستطاع رجب طيب اردوغان الذي واكب كافة مجريات الحدث السوري توفير أجواء لجوء أكثر إنسانية للهاربين السوريين من الحرب، والسماح لهم بإجتياز الحدود نحو أوروبا وهو ما عجز عن تأمينه المجتمع الدولي والحاضنة السنية العربية.

وعند مراجعة المواقف التي أصدرتها القيادة الإيرانية على ضوء الحرب في سوريا فإن مواقفها وإتهاماتها لتركيا لم تجنح إلى العنف اللفظي كتلك الموجهة إلى السعودية.

منذ عقدين من الزمن ساهم تحالف حركة حماس السنية مع حزب الله الشيعي بترسيخ أرضية متماسكة للصراع العربي –الإسرائيلي. وقبل اضطرام الحرب في سوريا هيمنت أجواء من التوأمة بين إيران وشيعة لبنان من جهة وسنة الإخوان المسلمين من جهة ثانية  حول المفاصل الأساسية للحرب بوجه إسرائيل.

عام 2015 نفى السيد حسن نصرالله وجود علاقة تجمع حزبه مع الإخوان المسلمين رغم محاولتهم طرق أبواب الاخوان خلال فترة تولي الرئيس المصري محمد مرسي وأصر على إمتداد الخلاف مع الإخوان المسلمين إلى ما قبل الثورة السورية.

إلا أن حادثين يبدو أنهما كافيان للتشكيك بموقف حزب الله تجاه إخوان المسلمين. الحادث الأول، المديح الذي أثناه مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله عمار الموسوي بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان بسبب موقفه في الأمم المتحدة ودعمه للقضية الفلسطينية. أما الحادثة الثانية، تتحدث عن امكانية ضلوع جماعة من الإخوان المسلمين في تهريب مجموعة لحزب الله اعتقلت في مصر ابان حكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وذلك أيام الفوضى التي شهدتها مصر بفعل الثورة الشعب المصري على حكمه.

جواد ظريف
جواد ظريف

وقد ساهم قتال الإيرانيين إلى جانب النظام السوري بتوسيع الشرخ الطائفي في الشرق الأوسط، بالمقابل إصطفت حركة حماس في غزة وحزب الحرية والعدالة المصري وحزب العدالة والتنمية التركي إلى جانب المعارضة السورية.

كذلك فقد صدرت عدة خطابات وتصريحات طائفية عن أكثر من مسؤول إيراني أسهمت بتحفيز الكراهية بين السنة والشيعة، ومن بين تلك التصريحات ما قاله المستشار الإيراني لشؤون القوميات والأقليات المذهبية علي ياسيني بضرورة ترك الشيعة لعروبتهم، ويضاف إليها ما صرحت به بعض قيادات الحرس الثوري ضد التطرف السني.

وتصرفت إيران أكثر من مرة بأسلوب سيء مع الطائفة السنية في ايران حين منعتهم هذا العام من أداء صلاة عيد الفطر وأجبرتهم على الصلاة خلف إمام شيعي.

في الآونة الاخيرة قامت إيران بزج 2000 مقاتل شيعي من حركة «نجباء العراق» بمعركة حلب التي مازالت مشتعلة بين المعارضة المسلحة والنظام السوري.

ومن الممكن الجزم بأن كافة «أسماء» المجموعات الشيعية التي ترسلها إيران إلى سوريا تحمل عقيدة الثقافة الشيعية المتطرفة، كلواء ابو فضل العباس، ولواء سيد الشهداء، وعصائب أهل الحق.

إقرأ أيضاً: حلب:نكسة روسية..إيرانية

إن إيران مجبرة على الإقرار بعجزها عن تجييش وتجنيد مجموعات سنية للقتال في صفها، وإرسالهم إلى ساحات صراعها المتنقل على غرار ما تفعله مع شيعة افغانستان والعراق ولبنان وسوريا. على الرغم من ان الاعلام في طهران إحتفل بخبر مقتل شابيين من الطائفة السنة كانا يقاتلان بصفوف الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وجاء تقرير وكالة «تسنيم» الإيرانية الناقل للخبر بعنوان «إستشهاد السنة الإيرانيين في سوريا يحبط الفرقة المذهبية».

ولا يوجد أي مؤشرات عن إمكانية دخول إيران والسعودية في حوار بسبب إحتقان الإتهامات الموجهة للطرف الشيعي بالضلوع في تهجير عدد كبير من السنة السوريين والمشاركة بالقتال إلى جانب نظام يطغى عليه الطابع العلوي  وإتهام إيران للسعودية بدعم التطرف وتغذيته ومحاولة تهميش الوجود الشيعي في الخليج العربي. إلا ان دخول جواد ظريف مجدداً إلى عقر ديار الإخوان المسلمين في تركيا يشكل محاولة جديدة منها لجذب الطائفة السنية.

إقرأ أيضاً: إيران مهتمة بعودة السلام الإقليمي…كيف؟

وقد إتفق الوفد الإيراني على ضرورة العمل مع الجانب التركي لمكافحة التطرف وعلى تكثيف اللقاءات بهدف التوصل إلى حلول للملف السوري، ولكن لا أمل تعلق كثيراً لتضميد جرح الحرب الطائفية الذي يعود إلى 1400 واعيد فتحه قبل سنوات بعد غزو العراق والتدخل الايراني في سوريا لدعم نظام بشار الاسد ضد الغالبية السنية.

السابق
بالفيديو… نديم قطيش: اربح معنا ابتسامة الأسد.. بشار سمايل للنجومية
التالي
لو أن نصرالله على الضفة الأخرى