مافيات المياه في الغبيري أقوى من الدولة والبلديات‏

بالعودة إلى البرنامج الإنتخابي الذي قامت من خلاله لائحة «الوفاء والتنمية» بالفوز على لائحة «الغبيري للجميع»، فإن اللائحة إلتزمت توسيع المساحات الخضراء وزيادة فرص العمل للشباب.

كما حال باقي لوائح أحزاب السلطة السياسية في مختلف المناطق اللبنانية فإن النقاط المتعلقة بمكافحة الفساد لتحسين مسار تطوير البلدة تغيب عقب الانتخابات عن تلك البرامج.

وكما حال مختلف مناطق الضاحية الجنوبية، فإن الغبيري تعاني من شح المياه وتمتد جذور المشكلة إلى سنين طويلة. وبحسب بعض سكان المنطقة تأتي المياه مرة واحدة في الأسبوع ولمدة ساعتين بينما تنقطع ثلاثة ايام ويمتد إنقطاعها أحياناً إلى أربعة أيام ما يضطر السكان الى شرائها من أصحاب مافيات بيع المياه.

وتختلف نسبة إنقطاع المياه بين حي واخر وبين منطقة واخرى. وتعاني البلدة من الهدر في المياه بسبب سوء تنظيم ومراقبة حصول السكان على كميات متساوية وتساهم شبكة الإمدادات المهترأة بمنع حصول السكان على الموارد المائية بالكميات المطلوبة.

كذلك، تتفاوت تسعيرة المياه التي تبيعها المافيات بحسب إلحاح حاجة الأحياء، وقد تصل التسعيرات المفروضة من اصحاب السترناتات إلى عشرين ألف لكل عشرة براميل وتتجاوز احياناً الخمس وعشرين ألف.

إقرأ أيضاً: لائحة « الغبيري للجميع»: ضغوطات وتحريم وعراضات مسلحة واجهتنا
فمن مسؤوليات وزارة الطاقة توضيح اسباب عدم تلزيم خطط ناجحة لمعالجة أزمة المياه في بيروت. إلى جانب هذا من واجب بلدية الغبيري التصرف بحزم امام إستمرار السياسة المافياوية المنتشرة بكثافة داخل أحياء الغبيري وتعجيل بناء الخطط لمكافحة هدر المياه. ولا يمكن نسيان دور نواب المنطقة بتحريك ملف انقطاع المياه المستمر عن الضاحية التي يتجاوز عدد سكانها المليون في جلسات مجلس النواب ومجلس الوزراء.

في إتصال مع موقع جنوبية رأى رئيس لجنة العلاقات العامة في بلدية الغبيري وصفي كنج أن «من ضمن الخطط التي بدأت تناقشها البلدية هي مكافحة هدر السكان للمياه من خلال التعدي من قبل بعض الشبيحة على الشبكة بواسطة موتيرات الشفط، كذلك يجب ان تسعى البلدية لإصلاح شبكة المياه المهترأة ببعض الاماكن في الغبيري لتعوض عن تقصير وزارة الموارد المائية والكهربائية».

وأكد كنج على ضرورة القضاء على بعض الثقافات المهيمنة على العقلية الشعبية السائدة في الأحياء وبين السكان ومن ضمنها تشريع سياسة عدم التساوي في توزيع المياه بين السكان ومباركتها.

إقرأ أيضاً: بلدية الغبيري: محسوبية في إزالة التعديات

وبما يتعلق بطمع مافيات المياه وتسلطها على الموطنين في الغبيري لتحقيق المكاسب الماليةالغير مشروعة، إعتبر كنج أن «البلدية لم تفرض للآن تسعيرة موحدة ولكن ستعالج القضية في الوقت الراهن».

الغبيري

وأشار كنج إلى مصادر مياه اصحاب السترنتات المتنوعة «فبعضها من داخل ابار الغبيري والبعض الاخر من خارج الغبيري». وهو ما عاد وأكده لنا احد سكان الغبيري عن حصول المافيات على المياه من الابار الإرتوازية التابعة للبلدة كما ويرجح حصولهم على المياه من منطقة الاوزاعي والجناح الكلسية المالحة، المجاورتان للبحر.

السابق
هذه الاسباب الخمسة التي تمنع تنظيم داعش من استهداف اسرائيل…
التالي
بالصور.. سقوط عناصر لحزب الله من قريتي علي النهري ومشغرة