«داعشي» سابق يروي تجربته في الرقة: لهذا هربت!

داعش

الشحوب يضرب وجه الموقوف معتز أحمد سراج؛ صوته الكئيب خلال الإدلاء بإفادته أمام منصة الشهود في قاعة المحكمة العسكرية الدائمة؛ انحناءة رأسه وتركيز نظره على منصة قوس المحكمة، والالتفات بوجل الى وجه رئيس المحكمة العميد الركن الطيار خليل إبرهيم، دلائل عن معاناته من اضطراب نتيجة ما عايشه من هول مشاهداته أثناء وجوده مع تنظيم #داعش في الرقة، منتمياً اليه.

اقرأ أيضاً: دراسة: ما هو عدد ضحايا داعش؟

قال الطالب في دار الافتاء: “نعم، شاهدتُ رؤوساُ مقطعة وجثثاُ خلال الثمانية أشهر التي عشتها مع داعش. وأكرر كل إفادتي الأولية. أنا اخطأتُ ونادم. اعتقدت أنهم أناسٌ معتدلون عندما ذهبتُ إليهم، لكنني وجدتُ العكس. وجدتُ أناساً آخرين. حبسوني في المرة الأولى ثلاثة أيام، وشهراً في المرة الثانية لأنني خالفت أوامرهم. وفي المرة الثالثة، أنزلوا بي عقوبة الإعدام بعدما اتهموني بالخيانة. يكفّرون كلّ مَن لا يؤيدهم. ولم أتفق معهم ومع تفكيرهم. همّهم القتل والذبح والإعدام، بينما أؤيد الخط المعتدل. خضعتُ لدورة عسكرية حول كيفية استعمال بندقية الكلاشينكوف والـ”بي كا سي”، على يد أبو عبدالله التميمي، الذي يأتمر بوالي حمص سيف الله الشيشاني الذي درّبني على القتال”.

داعش الرقة

كيف وصل ابن العشرين عاماً سراج البيروتي إلى تنظيم “داعش”؟ يقول إنّ المدعو عمر عيتاني اتصل بالملاحق في هذا الملف المدّعى عليه نبيل سكاف الملقب بـ”أبو مصعب”، وقرّرت الهيئة محاكمته غيابياً مع الشيخ فضل الشهال الملاحق غيابياً هو الآخر بتهمة إقدامهما على إعطاء سراج الإرشادات ومساعدته في ارتكاب الجرائم. وزكّاه الاخير للالتحاق بـ”داعش”.
وأضاف المتّهم الذي ثابر على الوتيرة إياها من الاضطراب حتى انتهاء استجوابه: “في مقتبل وصولي إلى #الرقة، طلبوا مني ومن سواي القيام بعملية انتحارية. رفضت، وتعرّفت هناك إلى أبو قتاده من مجدل عنجر، ويحمل الجنسية الكندية، وأيضاً إلى أبو خالد. لا أعرف سوى لقبهما”. ووصف المتّهم مشاهداته رداً على العميد إبرهيم: “رأيت رؤوساً مقطعة وجثثاً. كان الشيشاني يأمر بقطع رأس كلّ مَن يختلف معهم. قرّرت الفرار إلى أن تمكّنتُ من ذلك مع مهرّب سوري تقاضى مني خمسة آلاف ليرة. نقلني إلى #تركيا ومنها عدت إلى لبنان. وأرسل لي أهلي مبلغ 300 دولار لتأمين مال العودة”. وطلب المتهم سراج من المحكمة عند اعطائه الكلام الأخير “الشفقة والرحمة”، مستطرداً: “أريد أن أعيش حياتي”.

وحوكمت في ملفٍ على حدة، اللبنانية فلورانس عليان (51 عاماً)، بتهمة دخول بلاد العدو الاسرائيلي. وهي على إفادتها، تزوّجت من فلسطيني مقيم في بلدة قرب طبريا، وأنجبت ولدين. عملت في الخضر والفاكهة، وقبضت بدل عملها بالعملة الإسرائيلية. غادرت بلدتها البياضة في الجنوب بعد الانسحاب الاسرائيلي، ولم تعد إليها إلا قبل مدّة، بواسطة الصليب الأحمر بعد طلاقها من زوجها وإقامتها مع زوجته الثانية في المنزل عينه. لم يتم منحها الجنسية الإسرائيلية. تفهم العبرية ولا تتكلّمها. وعندما سئلت عن سبب عدم تكلمها العبرية، قالت: “كل الاسرائيليين يتكلّمون اللغة العربية”.

(النهار)

السابق
موسكو تهدد الناتو برد فعل قوي
التالي
المطالعة تطيل العمر