تقرير الخارجية الاميركية: ماذا عن إبادة الاكثرية؟‏

داعش
أثار التقرير السنوي للولايات المتحدة أمس عن الحرية الدينية حول العالم موجة إنتقاد لاذعة لجهة تنديد الولايات بـ«الإبادة» التي يرتكبها تنظيم «داعش» ضد الأقليات المسيحية والايزيدية والشيعية في وقت إستثنى الاضطهاد الذي أيضًا الذي تتعرض له الطائفة السنية من التنظيم الدولة الإسلامية.

وفي هذا التقرير الشامل حول الحرية الدينية عام 2015 في قرابة 200 دولة،.شجبت الدبلوماسية الأميركية، كيانات، ليست بالدول، مثل تنظيم “الدولة الإسلامية” وجماعة بوكو حرام النيجيرية الإسلامية المتشددة اللذين “لا يزالا يمارسان أكثر الانتهاكات فداحة للحريات الدينية في العالم.”

وبينما يدرس التقرير الحالة الدينية في أكثر من 200 دولة خلال عام 2015، إلا أنه أشار، كالعادة، إلى أن أسوأ حالات القمع الديني كانت في حليفتها السعودية، بالإضافة إلى الصين وإيران وباكستان وأفغانستان والسودان.

وكما حدث في العام السابق، عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من تصاعد معادة السامية والخوف من الإسلام في أوروبا، على خلفية هجرة اللاجئين اليها والتصاعد الكبير في هجمات المتشددين الاسلاميين فيها.

داعش

وأشار نائب وزير الخارجية، انتوني بلينكن، في حديثه للصحفيين، عند تقديم التقرير، أن الوزير كيري في شهر آذار “أوضح رأيه في أن تنظيم داعش هو المسؤول عن الإبادة الجماعية ضد التجمعات الدينية في المناطق التي يسيطر عليها … داعش يقتل الآزيديين لأنهم آزيديون، والمسيحيين لأنهم مسيحيون، والمسلمين الشيعة لأنهم شيعة.”

كما اتهم بلينكن التنظيم الذي يسيطر على آراض شاسعة في العراق وسوريا “بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم تطهير عرقي.”وكان كيري وخبراء الأمم المتحدة قد استخدموا في السابق تعبير إبادة جماعية، بما يحمله من تبعات قانونية في الولايات المتحدة، للإشارة إلى الجرائم التي يقوم بها تنظيم الدولة في العراق وسوريا.

إقرأ أيضاً: الابادة السورية

وفيما توسع هذا التقرير السنوي بإدانة ما سمته بـ “الابادة الجماعية ” من قبل داعش وهو المصطلح الذي له انعكاسات قانونية وفق القانون الأميركي، إلا أن المآخذ على التقرير إنه لم يف إيران حقها بالأعمال العسكرية والامنية التي ترتكبها في كل من سوريا والعراق وغيرها حيث ترسل العتاد والأسلحة والميليشيات فبالكاد تم التطرق إلى هذه الأعمال إذ انتقدت إيران بسبب قمعها للأقليات السنية والمسيحية وخصوصاً البهائيين الذين يواجهون تمييزاً اجتماعياً وتحرشات. كما يتحدث عن حالات صرف من العمل للأقلية البهائية، مشيراً في الوقت نفسه الى التمييز الذي يُمارس ضد الصوفيين السنة.

وفي هذا السياق، رأى الكاتب والمحلل السياسي سعد محيو في حديث لـ”جنوبية” بأن “التوجه الأميركي الحالي في المنطقة هو توازن القوى بين السنة والشيعة”. وتابع إنه “لإدارة هذا الصراع تتبع سياسة إضعاف طرف مقابل تقوية طرف آخر وبالعكس وذلك لإحداث توازن”.

وسمّى محيو هذه السياسة بأنها “تلاعب بموازين القوى فلا يستبعد أن تنشر الولايات المتحدة بعد فترة تقريرا مشابها يدين أطرافا إيرانية”. وتابع “عمليا ما يحصل هو تغذية الصراع بين السنة والشيعة”.

إقرأ أيضاً: «داعشي» سابق يروي تجربته في الرقة: لهذا هربت!

إلى ذلك قال الناشط السياسي ورئيس جمعية أمم” لقمان سليم في حديث” لـ”جنوبية” إنه “لا شك أن مثل هذا التقرير يساهم في تأجيج الصراع أكثر من تخفيفه سيما في هذا التوقيت الدقيق من عمر الازمة في المنطقة”.

لكن سليم أشار إلى انه “ومنعا للالتباس وإطلاق الأحكام المتسرعة لا بد من قراءة التقرير باللغة الإنكليزية وملاحظة كيف وصل إلينا باللغة العربية وكيف تم تداوله لأنه “.

وفي الوقت نفسه لفت إلى أن “هذا التقرير مفاعيله سيئة جداً وهو يبين بشكل واضح أن المسألة فيها تحيّز مقصود أو إهمال”.

السابق
الأمم المتحدة: الوضع الإنسانى فى مضايا «صعب» بسبب حصار حزب الله
التالي
هذه الاسباب الخمسة التي تمنع تنظيم داعش من استهداف اسرائيل…