تساؤلات حول مواقف باسيل المستجدة من بري ومن ملف الرئاسة

نبيه بري
لم يسجل على الصعيد المحلي اللبناني أي حراك سياسي ذي تأثير جدي على مسار الأحداث، وإن كان اللقاء المتجدد بين الرئيس نبيه برّي ورئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، شكل في حدّ ذاته حدثاً، يمكن توظيفه في تحريك ملف النفط المتعثر لدى رئاسة الحكومة، رغم التفاهم الذي تمّ بين الرجلين قبل ثلاثة أسابيع على بلوكات النفط بدءاً من الجنوب باتجاه الشمال.

اتصالات تحضيرية لجلسة 5 أيلول الحوارية

فيما تبقى الآمال معلّقة على إمكان حدوث اختراق ما في جلسة الحوار المقبلة في 5 أيلول المقبل، ظلّت الملفات الخلافية تراوح مكانها، وأبرزها ملف انتخاب رئيس جمهورية.

وفي انتظار جلسة 5 ايلول، انّ الاتصالات مستمرة بين المتحاورين هاتفياً وبلقاءات بعيدة عن الاضواء تحضيراً للأجوبة التي طلبها رئيس مجلس النواب نبيه بري حول جدول الاعمال، سواء في مواضيع قانون الانتخاب ومجلس الشيوخ والمجلس النيابي الذي ينبغي ان يسبقه وينتخب على أساس وطني لا طائفي.

اقرأ أيضاً: مصدر معارض في التيار الحرّ: المعارضة تكبر وقرارات الفصل ستتزايد

لقاء جديد بين بري وباسيل: نفط وأكثر…

شكل اللقاء المتجدد بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، في حدّ ذاته حدثاً، يمكن توظيفه في تحريك ملف النفط المتعثر لدى رئاسة الحكومة، رغم التفاهم الذي تمّ بين الرجلين قبل ثلاثة أسابيع على بلوكات النفط بدءاً من الجنوب باتجاه الشمال.

إلا أن البيان الرسمي الذي صدر عن عين التينة بعد اللقاء، لم يشر إلى مسألة النفط، مكتفياً بالاشارة إلى الأوضاع الراهنة والبحث في عدد من الملفات الحيوية، فقد لوحظ ان باسيل حتى لم يتطرق إلى هذا الموضوع في البيان الذي تلاه بعد اجتماع تكتل “التغيير والاصلاح” ولا في كلمته امام الملتقى الاغترابي اللبناني، مما يشير إلى ان هذا الملف ما زال متعثراً، أقله على خط عين التينة – المصيطبة.

النفط

لكن مصادر مطلعة على اللقاء أكدت أنه كان “سياسياً واستراتيجياً، وأبعد من النفط”، وإن كان البحث تطرق الى الملف النفطي لناحية التنسيق في شأن الموقف من الطروحات الأميركية حول حل الخلافات الحدودية البحرية مع إسرائيل. وأوضحت أن اللقاء “كان إيجابياً للغاية، وأكثر من ودود، ويبدو أن الرجلين تجاوزا الى حدّ بعيد مسألة الكيمياء المفقودة بينهما”. وتابعت أن الطرفين “على نغمة واحدة في ما يتعلق بقانون الانتخاب وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية. وهناك تنسيق دقيق ونقاش استراتيجي في شأن كل الملفات، كالرئاسة والحكومة ومجلسي النواب والشيوخ وكل ما يتعلق بالنظام”.

إلى ذلك قال بري لـ”السفير” ان البحث بينه وبين باسيل “تركز على الملف النفطي إضافة الى ما يمكن فعله في جلسة 5 أيلول الحوارية”، أضاف مبتسما: “لمن يهمه الامر، لم نتطرق الى الشأن الرئاسي”.

كما أكد باسيل لـ”السفير” ان لقاءه ببري كان جيدا، موضحا انه تناول مسائل تتعلق بالحوار والنفط وغيرهما. ولفت الانتباه الى ان هناك امورا نتناغم فيها، وأمورا ننسق فيها، فيما تبقى مسائل أخرى قيد النقاش. وأشار باسيل الى ان العلاقة بيننا وبين الرئيس بري “دخلت في مرحلة جديدة، كان التفاهم النفطي من بين طلائع مؤشراتها، ونحن الآن نتشاور ونتعاون حول ملفات استراتيجية في البلد”، وتابع: “إذا كان البعض لا يعجبه هذا التطور في العلاقة مع بري فهذه مشكلته، علما ان هذا البعض يعترض، سواء اتفقنا أو اختلفنا مع دولته”.

باسيل: لسنا متمسِّكين بترشيح عون

وكان أيضًا لوزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مجموعة مواقف، أهمها إعلانه بأن تكتل “الاصلاح والتغيير” ليس متمسكاً بشخص العماد ميشال عون مرشحاً للرئاسة الأولى، لكنه اشترط بأن “أي خيار آخر للشعب اللبناني سنوافق عليه”، في إشارة إلى الاستفتاء الذي سبق ان تحدث عنه عون مراراً.

اقرأ أيضاً: هكذا جرت المفاوضات السرية لإنهاء الأزمة الروسية التركية

وإذا كان موقف باسيل لا يمكن صرفه في أي مكان، على حدّ ما علق عليه أحد الوزراء لـ”اللواء”، مشيراً إلى ان الهدف منه، هو الإمساك بالتيار في ظل بروز تيارات وانقسامات داخل التيار نفسه، فإن مصادر في التيار أوضحت ان اجتماع تكتل “التغيير والاصلاح” تناول في قسم لا بأس منه نتائج جلسات الحوار الثلاثية، وأن التركيز كان منصباً على أهمية رئاسة الجمهورية، باعتبار أن هذا الملف يُشكّل أولوية ويرتكز على الميثاقية التي شدّد عليها باسيل نفسه عندما اعتبر ان “اي رئيس بالنسبة لنا غير مقبول، إذا لم يكن الرئيس ميثاقياً”.

 

السابق
العثور على جثة رجل على اوتوستراد شكا
التالي
التحقيقات تكشف: انتهاكات الشرطة للسكان «إجراء روتيني» بمدينة أميركية