بيرقدار لـ«جنوبية»: الغوطة عائق أمام «سوريا المفيدة» والمعركة لفتح خطوط الإمداد

من تحرير حلب إلى معركة الغوطة، يتكبد جيش النظام السوري وحلفائه الخسارة تلوَ الخسارة، فما هي الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الغوطة بالنسبة للمعارضة، وكيف تقرأ المعارضة واقع المعارك التي تدور حولها؟

في محاولة لفهم واقع الغوطة الاستراتيجي، ولمعرفة أهميتها، وحيثيات المعارك والاشتباكات الدائرة، كان لموقع “جنوبية” حديث مع عضو الهيئة السياسية في جيش الاسلام الدكتور محمد بيرقدار، الذي أكدّ أنّ “الغوطة هي خاصرة دمشق وتمثل العثرة الرئيسية في مشروع سوريا المفيدة، إذ حرص النظام السوري على تطبيق هذا المشروع لا سيما بعد إحتلاله لحمص. إضافة إلى كون الغوطة تشكل تهديداً للنظام في عقر داره واستهدافه لها بالكيماوي كان عقب سلسلة ضربات مُني بها النظام على تخوم دمشق، لذلك كان الاستهداف لبلدة زملكا بالذات التي استهدفت النظام في فترتها وأثرت على عقله واثارت جنونه”.

وأضاف “يمكن أيضاً أن نشير إلى أنّ الحصار زاد من كفاءة المقاتلين في الغوطة بكل ما للكلمة من معنى”.

الغوطة

وفيما يتعلق بتعليق البعض على معركة الغوطة أنّه كان من الأفضل لها أن تتجه نحو دمشق لا نحو مرج السلطان، أوضح بيرقدار أنّ “هذه القراءة غير صحيحة فمن يتابع جيداً يعلم عدد المعارك التي فتحت باتجاه دمشق، ولكن هناك أمرين يجب التوقف عندهما، الأوّل أنّ المعارك ضمن الأبنية تكون صعبة جداً وتحتاج كميات كبيرة من الذخائر والتقدم فيها يكون بطيء جداً، الأمر الأخر أنّ معارك المرج وغيرها في الاتجاهات الأخرى لها بعدين، البعد الأوّل فتح خطوط إمداد ليتمكن الثوار من إمداد معركة دمشق، البعد الثاني دفاعي حيث اعتمد النظام على الضغط على هذه الجبهات لتقليل الضغط على جبهة دمشق”.

إقرأ أيضاً: بعد حلب الغوطة مقبرة الغزاة

ولفت أنّ “مناطق المرج مفتوحة ( طبيعة صحراوية تخلو من التضاريس ) وتحتاج في الدفاع فيها إلى مضادات بعيدة المدى (غير موجودة في الغوطة ) وأيضاً سلاح متوسط غير متوفر بالشكل الكافي ممّا يجعل النظام يشعر بتفوقه بالعتاد في هذه المناطق، إضافة لذلك فقد كان هناك معارك وخطط كثيرة باتجاه دمشق لم يكتب لها النجاح الكامل لأسباب كثيرة منها قلة الذخيرة، تحصين النظام للجبهة، طبيعة الجبهة المكشوفة من جبل قاسيون ورصدها لأي تحركات يذهب عنصر المفاجأة، واسباب اخرى كثيرة”.

وعن العوامل التي تغيرت في هذه المعركة، بيرقدار أنّه “لم يتغير منها شيء لكن ما يبعث الأمل تطور القدرات القتالية للثوار وقدرتهم على تذليل هذه الصعاب”.

مسنداً سبب عدم مشاركة فيلق الرحمن لانّ “المعركة هي غارات ولاتحتاج لأعداد كبيرة أو عتاد ومن الممكن ان يشارك الفيلق لاحقا بغارات على جبهاته”.

إقرأ أيضاً: اسلام علوش لـ«جنوبية»: تكتيكات جديدة لمعركة الغوطة.. ونثق بموقف أردوغان في روسيا

وعمّا إن كان تزامن معركة الغوطة مع حلب مقصوداً، أكدّ أنّ “حاجة الجبهات جميعها للضغط على النظام موجودة والتوقيت له بعد استراتيجي مهم، خاصة في هذه المرحلة وكلنا نعلم أنّ النظام أصابه الغرور بما حققه في حلب فكان لابد من كسره على اكثر من جبهة”.

وختم بيرقدار مشيراً “نحن في الغوطة لدينا دائماً بنك أهداف وخطط جاهزة ممكن ان تتزامن مع أيّ عمل على مستوى سوريا ومعركة “الله غالب” التي أوقفت تقدم النظام في الزبداني كانت اكبر دليل”.

السابق
مسؤول المكتب الخارجي لفيلق الرحمن: جيش الاسلام لم يلتزم اتفاق المبادئ الستة
التالي
السوريون يعرفون أنّ نظام الأسد انتهى وتوقع عملاً في دمشق