رئاسة الجمهورية في عامها الثالث.. تنتظر الستاتيكو العسكري في سوريا

بين تأجيل استحقاق الجلسة المقبلة لهيئة الحوار في الخامس من أيلول، وترحيل استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية إلى السابع من أيلول، في جلسة تأخذ الرقم التسلسلي 44 بفارق يومين بين الاستحقاقين، لا يعني سوى تقارب زمني لا أكثر ولا أقل، ولا يعكس سوى عمق المأزق الذي تواجهه البلاد.

على شاكلة كان وأخواتها  تمرّ جلسات انتخاب رئيس للجمهورية التي “حققت” امس رقمها القياسي الجديد الـ43 ورحلت الى ما وصفه رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ”أم 44″ في السابع من أيلول المقبل . ولعلّ السِمة الجامعة بين هذه الجلسة وكل سابقاتها، انها أكدت بما لا يقبل الشك انّ الملف الرئاسي ما زال “طبخة بحص” عَصيّة على النضوج. إنما ما مَيّز التجربة الفاشلة، أمس، أنها قطعت حبل التوقعات التي سَوّقها منجّمو السياسة في الآونة الاخيرة، وأسقطت كل الرهانات عليها بأنها قد تشكّل “القابلة القانونية” لتوليد الرئيس العتيد.

وبدا جلياً انّ كل تلك الرهانات، مُضافاً اليها رياح التفاؤل التي عصفت بالاجواء الرئاسية في الآونة الأخيرة، لم تكن اكثر من رهان على سراب، خصوصاً انّ القوى السياسية محبوسة في اختلافاتها وتناقضاتها لا بل عجزها عن بلوغ مدار التوافق على رئيس وإنهاء حالة الفراغ التي تضرب الرئاسة الاولى.

اقرا ايضًَا: الجلسة 43 للرئاسة: «المستقبل» أسقط عون بـ 23 صوتاً… ومرشح ثالث!

جمود بإنتظار حلب

إلى ذلك، يتردد في الآونة الأخيرة ربط المصير السياسي في لبنان بين المسار العسكري في سوريا ، ومثلما الدوران العسكري في سوريا الدوران السياسي في لبنان، ومع اعتبار ان وجود زهاء مليوني نازح سوري في لبنان، وفي ظل التصدع السياسي والمذهبي، يجعل الوضع اللبناني امام مفترقات (وخيارات) بالغة الخطورة.

غير ان مصدراً وزارياً مضطلع أكّد ان الاستحقاقات الداخلية ستبقى في حالة من الجمود، رغم كل الحراك الداخلي الذي يجري لاحداث خرق في جدار الأزمة المستحكمة بهذه الاستحقاقات، موضحاً انه من الآن وحتى الخامس من أيلول موعد الجولة المقبلة للحوار، من غير المنتظر ان تطرأ أية مستجدات من شأنها ان تغير الوضع القائم. وبحسب رأي المصدر فإن الحرب الدائرة في حلب ستطول، وهي ربما تتحوّل إلى خطوط تماس إقليمية – دولية، وبالتالي فإن ربط الملفات الداخلية بحسم هذه المعركة هو رهان في غير محله، معتبراً أن أمد الفراغ الرئاسي ربما يبقى إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية.

بري: الرئاسة أولاً

والى موعد جديد في السابع من ايلول المقبل، رحّل رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة الانتخابية، ويحدوه الامل في أن يكون ايلول بانتخاب رئيس الجمهورية “مَبلول”، الّا انّ ذلك يبقى رهناً بالتقاء الارادات الداخلية، ولَو لمرة واحدة، على وَضع حد للوضع الشاذ الذي يعيشه البلد. ولكنّ هذا يتطلّب معجزة تضرب الأمزجة السياسية، وتفتح مغارة الحلول على مصراعيها. كما اكد أمام زوّاره انّ الاستحقاق الرئاسي يبقى الاساس.

اقرا ايضًا: الرهان العوني على جلسة الانتخاب اليوم تبدد.. وهذا السيناريو الرئاسي الجديد

“8 آذار” تحذر من الفراغ

وفي هذا السياق، قال مصدر قيادي في قوى “8 آذار” “نحن نعلم انّ “حزب الله” يقف مع الجنرال عون. خريطة الحل واضحة ولا تحتاج الى كثير من الاجتهاد، الملف الرئاسي يحتاج الى الرئيس الأقوى، وقانون الانتخاب يحتاج الى القانون الأقوى. فالرئيس الأقوى هو عون والقانون الأقوى هو النسبية، وما عدا ذلك، الفريق الآخر يعانِد الواقعية السياسية ويذهب الى رهانات خاطئة ويواصل سياسة البقاء أسير الموقف السعودي غير المُكترِث لأيّ من الملفات غير ملف اليمن لأنه يتصل بأمنه القومي. ودعا تيار “المستقبل” الى أن “يقرأ أفق المرحلة جيداً”، معتبرا انه “إذا استمر على هذه الحال فهذا يعني أننا سنقترب من الاستحقاق الانتخابي والبلد في مواجهة احتمالات خطيرة”.

السابق
حبيب : اتهام «المستقبل» بتعطيل انتخاب الرئيس استهتار بعقول الناس
التالي
الرياض ترفع رسوم التأشيرات لزيادة الإيرادات