معركة حلب في الميزان: قبضة أمنية في لبنان وقلق كردي

الباحث لقمان سليم ونائب رئيس رابطة المستقلين الكرد السوريين المحامي رديف مصطفى يتحدثان ل"جنوبية" فيقرآن في تطورات المواجهة في حلب بعد كسر الحصار عن المعارضة وانعكاس ذلك على المستوى اللبناني من جهة والاقليمي من جهة قانية فضلا عن تأثيره على مفاوضات جنيف السورية المرتقبة.

فما انعكاس هذه التطورات لبنانياً؟ وهل الحل السياسي قريبٌ في سوريا؟ وماذا سوف تحمل زيارة اردوغان لبوتين على صعيد الملفين السوري والكردي؟

الباحث والناشط السياسي مدير جمعية “هيا بنا” الأستاذ لقمان سليم أكدّ لـ”جنوبية” أنّه “عندما نتحدث عن حلب فنحن لا نتحدث تماماً عن مكان جغرافي اسمه حلب وإنمّا ساحة مركزية باعتراف الجميع في الصراع الدائر اليوم في سوريا، فحلب هي أبعد من حلب وأكبر من حلب”.

وأضاف “ما جرى في حلب خلال الأسبوع الماضي بصرف النظر عمّا يمكن أن يؤول إليه، قد كسر وهم القوّة العارمة للتحالف الروسي لحزب الله الإيراني البعثي، وهذا هو الأمر المهم ما سجل من سابقة وليس الانجاز الميداني” .

لقمان سليم

وأوضح سليم أنّه “كلما تعقدت الأمور ميدانياً أكثر في سوريا كلما ذهب حزب الله لمزيد من التخدير للوضع في لبنان، بإبقاء الوضع على ما هو عليه، وعدم السماح بالقيام بأيّ شيء ممكن أن يُشتمّ منه عودة الحياة السياسية إلى البلد، والتي شروطها انتخاب رئيس، إجراء انتخابات ديمقراطية وأن يتمكن الشعب من المشاركة في صناعة القرارت”.

ولفت أنّ “الانعكاس الأوّل والأهم لتطورات حلب هو المزيد من السيطرة الأمنية سواء المباشرة أو غير المباشرة على الحياة الوطنية اللبنانية”.

وفيما يتعلق بتأثير أحداث حلب على مواقف قيادات حزب الله، أشار أنّه “بصرف النظر عمّا يمكن أن يحدث بحلب اليوم أو غداً، إذ يمكن اليوم بعد لقاء الرئيسين الروسي بوتين وطيب رجب أردوغان أن يتجه أحد الأطراف للعب لعبة الأرض المحروقة، ولا يبقي ولا يذر هذا كله ممكن، ولكن سابقة ما جرى في حلب لا يمكن العودة عنها حتى لو تمكن الحلف الإيراني الروسي البعثي من استعادة الجغرافيا هناك شيء قد تسجل”.

وأكد أنّه “بهذا المعنى لا يمكن لخطاب امين عام حزب الله في 13 آب الجاري ان يكون خطاباً انتصارياً، فالانتصار لم يعد اليوم يقاس بالجغرافيا وبالأمتار المربعة من يريد أن يقول بأنّه ينتصر عليه ان يقول أنّه منذ 2006 لليوم أدخل أعداداً من الشباب الشيعة على الجامعات وخلق فرص عمل لا أن يقول أنّه زاد رصيده من الشهداء”.

معلقاً “كلما قال قائلهم أنّ الإنتصار هو في زيادة عدد الشهداء كلما كذب على نفسه وعلى جمهوره”.

وعمّا إن كان الوضع اللبناني معرض لتفجير أمني، أوضح سليم “هذا مؤكد حتى لو كان تفجيراً بارداً، أيّ تلويح بتفجير أمني الهدف منه هو تعميم القبضة وإنزال ستار حديدي على الحياة الوطنية في لبنان، وحتى إن لم يحدث وتمّ الاكتفاء بالتلويح به فهو أداة من أدوات كم الأفواه وتعطيل الحياة السياسية.”

إقرأ أيضاً: أحرار الشام: روسيا تريد كسر المعارضة عسكرياً ومعركة حلب لتحرير سوريا

وفي سياق متصل اكد نائب رئيس رابطة المستقلين الكرد السوريين المحامي رديف مصطفى من جهته لـ”جنوبيه” أنّ “التقدّم الميداني للثوار جارٍ على قدمٍ وساق والثوار في مرحلة تقدم وبالمقابل الطيران الروسي يقصف ادلب وبعض أحياء حلب بشكل جنوني وبالقنابل الفسفورية”.

وأوضح أنّ”مدينة حلب سوف تتحرر وسوف تشكل انعكاساً اساسياً لميزان القوى”.

حلب

وتابع مصطفى في حديثه عن مفاوضات جنيف المرتقبة انّ “النظام السوري غير مقتنع بتسوية سياسية لذلك فالمفاوضات متعثرة، إلا انّ هناك طارئ جديد تغير على الأرض وسوف يستخدم كورقة قوة في مطالب المعارضة والتي هي مطالب انسانية تشمل فك الحصار و وقف القصف وفك سراح المعتقلين”.

لافتاً أنّ “ليست حلب وحدها محاصرة”.

ومؤكداً أنّ “أي تسوية سياسية في المرحلة القادمة غير ممكنة”.

إقرأ أيضاً: استعدادات ميدانية لمعركة طاحنة وفاصلة في حلب

وفيما يتعلق بزيارة أردوغان إلى موسكو وما ستعكسه على الملف السوري عموماً ولا سيما في المسألة الكردية، أشار أنّ “هناك تخوفات تركية من سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يتبع لحزب العمال الكردستاني لاسيما وأنّ هناك صراع مسلح”.

واضاف “هناك قلق لا سيما وأنّه بعد اسقاط الطائرة الروسية اصبح هناك تقارب بين الروس وحزب الاتحاد”.

وأكدّ موسى أنّ “الأكراد من السوريين منقسمون حول هذا الموضوع، فيما الآن هناك حديث بين تركيا والروس حول الشمال السوري وايقاف المشروع الذي يتحدث عن السيطرة على هذا الشمال وبالتالي فصل تركيا عن المناطق التي يسيطر عليها النظام”.

السابق
استعدادات ميدانية لمعركة طاحنة وفاصلة في حلب…
التالي
المملكة العربية السعودية تتجه لتخفيض دبلوماسيها في لبنان