أحرار الشام: روسيا تريد كسر المعارضة عسكرياً ومعركة حلب لتحرير سوريا

ملحمة حلب الكبرى قد انطلقت، ومن عنوان فك الحصار الذي حققته الفصائل، طُرح عنوانٌ آخر ليل أمس وهو عملية تحرير كامل مدينة حلب من جيش الأسد ومن الميليشيات المذهبية.

الإمدادات وصلت للأهالي في حلب بعدما كٌسر الحصار خلال سبعة أيام من الثقة والقتال بروحية جنديّ لا أهداف له إلا تطهير الأرض من الظلم والاستبداد.

ما استمات النظام وحلفاؤه للحصول عليه طوال ثلاث سنوات، استعادته فصائل الثورة السورية في أيام قليلة، وبأسلحة لا تقارن بتلك التي يحملها عناصر الأسد والميليشيات، ودون غطاء روسي يقصف بالقنابل المحرّمة ويدك المستشفيات والمدنيين، ليتحصنوا فقط بغطاء الوطنية.

ابن الأرض لا يقارن بالمحتل هذا ما رسخته معركة حلب، وصاحب القضية لا يوضع بميزان القوى نفسه مع مقاتل لم يأتِ لسوريا ولم يغرق في مستنقع الحرب الا لوهم مذهبي أو لحفنة من المال تحت ضغط الفقر والعوز حال افغان إيران.

فماذا بعد فك الحصار وما أهداف معركة التحرير؟ وما مصير من يناصرون الأسد من المدنيين؟

عضو الجناح السياسي في حركة أحرار الشام حذيفة الحسن أكدّ لـ”جنوبية”، أنّ “الهدف حالياً بعد فك الحصار هو العمل على استكمال تأمين المناطق المحررة حديثاً في ريف حلب الجنوبي وفتح طريق آمن لعبور المواد الإغاثية لأهلنا في أحياء حلب الشرقية وإبعاد خطر ميليشيات النظام عن هذه الطريق، وبعدها ستبدأ مرحلة لتحرير أحياء حلب المحتلة وفق مراحل مدروسة”.

حلب

وعن انعكاس ما تمّ تحقيقه في ملحمة حلب الكبرى على المفاوضات، أوضح “نعتقد أنّ تحركات النظام وحلفائه الروس تشير بشكل واضح إلى أنّهم ﻻ يهتمون بأيّ مسار سياسي على العكس هم يعملون على كسر الثورة عسكرياً من خلال حصار المدن وقتل السكان بواسطة القصف الجوي، هم اليوم يحاصرون أكثر من 15 بلدة تحوي مئات آﻻف الناس ويمنعون عنها كل أسباب الحياة، كما أنّهم يقصفون المدن والقرى بالذخائر العنقودية والمواد الكيميائية الخانقة”.

مضيفاً “بناءً على ما تمّ ذكره فإنّ الحديث عن عملية سياسية حالياً أمر غير مطروح بعد أن توضحت نوايا النظام والتوجه الروسي”.

وفيما يتعلق بمصير المواطنين المؤيدين للنظام في حلب، والتعاطي معهم من قبل الثوار، علّق الحسن “نحن لم نأتِ لنحاسب الناس على آرائهم السياسية أو معتقداتهم الدينية، وما أطلقنا هذه العملية العسكرية الانسانية إﻻّ لمنع حصار أهلنا وقتلهم جوعاً كما يحصل في داريا والمعظمية وغيرها، نحن ننظر إلى جميع السوريين على أنّهم شعبنا ولهم علينا واجب الحماية وﻻ نفرق بين سوري يعيش في منطقة محررة وآخر يعيش في منطقة محتلة”.

مردفاً، “أمّا من تورط بإرتكاب جرائم إلى جانب قوات النظام فله علينا أن نحيله إلى محكمة عادلة للفصل فيما ينسب إليه”.

إقرأ أيضاً: الفصائل تستعد لمعركة تحرير حلب الكبرى
وعن موازين القوة في معركة تحرير حلب والتي أطلقت ليل أمس، أشار الحسن أنّ “النظام والمليشيات كما نعتقد قد فقدوا نقطة ارتكاز قوية بخسارتهم لمجمع الكليات العسكرية جنوب حلب، وهم الآن بالتأكيد أضعف ممّا كانوا عليه قبل ذلك، لكننا نتعامل بجدية وموضوعية مع الواقع العسكري الراهن ونعدّ له من جانبنا ما نعتقد أنّه كفيل بكسر قوتهك بإذن الله”.

وتابع مؤكداً “المعركة مستمرة ولن تكون قصيرة ولكن ثقتنا بنصر الله مطلقة”.

أما فيما يتعلق بالفصائل المشاركة بمعركة تحرير حلب وإن كان هناك من عملية انسحاب، فقد نفى الحسن أيّ تشتت بين الفصائل، موضحاً أنّ “الميزة الأبرز في المعركة الأخيرة أنّها جمعت غالبية الفصائل تحت قيادة واحدة وأظهرت روح الوحدة والإنسجام بين جميع المقاتلين وهذا ما جعلها تتكلل بالنجاح بعد توفيق الله عز وجل وبالطبع لم ينسحب أيّ من الفصائل المشاركة”.

إقرأ أيضاً: انتقال نصر الله «واجب جهادي» إلى طريق القدس في حلب

وختم مؤكداً أنّ “الثورة السورية لم تنطلق منذ عام 2011 إﻻّ لتحرير جميع الأراضي السورية وتخليص جميع السوريين من ظلم واستبداد نظام الأسد واليوم وهي على مشارف عامها السادس ﻻ تزال متمسكة بذات الهدف بل نستطيع القول أنّنا اليوم أكثر اصراراً على تحرير بلادنا بعد أن حوّلها النظام إلى بلد مستباح للجيوش والمليشيات الأجنبية” .

السابق
إطلالة مرتقبة للسيد حسن نصر الله..
التالي
اللامركزية الإدارية في الحوار: حق يُراد منها باطل