7 آب ذكرى جمعت التيار والقوات …فما الذي يجمعهما اليوم؟

هو السابع من آب 2001 ، يوم جسدت فيه بدايات المقاومة ضد الوصاية السورية، انها الذكرى الخامسة عشر ليوم قمعي اسود خرج فيه معارضو النظام الامني اللبناني – السوري في عهد الرئيس إميل لحود إلى ساحات الاعتراض فواجهتم السلطة آنذاك بالضرب والاعتقالات بالجملة.

الشراسة الشديدة التي جابه بها الامن اللبناني مئات الناشطين الشباب من التيارات ولا سيما منها التيار الوطني والقوات اللبنانية وحزب الوطنيين الأحرار وسواهم  امام المجلس العدلي جعلت من يوم السابع من آب 2001، يوما تاريخيا مشهودا سجّل في صفحات عزّ من شارك فيه من احزاب وجمعيات ومسؤولين.

هذا التحرك الذي دفعه الإحباط اللبناني والمسيحي على وجه الخصوص، بعدما بدأت النداءات بضرورة جلاء القوات السورية من لبنان والافراج عن قائد القوات اللبنانية الذي كان قابعا في سجن بعبدا، وتطالب أيضا بعودة العماد ميشال عون من منفاه في فرنسا، وكانت أولها مع نداءات البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في 5 آب عام 2000 أثناء الزيارة التاريخية للجبل وتكريس المصالحة بين المسيحيين والدروز بزعامة النائب وليد جنبلاط.

دون نسيان ذكرى التحرير عام2000 الذي أيقظ الشعور المسيحي بالتخلّص من وصاية النظام سيما أن حزب الله كان بعد التحرير يعمد إلى تعزيز تراسنته من الأسلحة وهنا بدء زمن الاحباط المسيحي والذي كان دافع التلاقي بين القوات اللبنانية والتيار الوطني للمطالبة بعودة ميشال عون واطلاق سراح سمير جعجع، وفي ذلك اليوم توحدوا لأول مرّة  بعد حرب إلغاء كانت نتائجها كارثية على لبنان وكانت ذكرى 7 آب.

ذكرى 7 آب تصادف هذا العام  مع تحالف معراب بين القوات والتيار بعدما فرقهما التحالف الآذاري عشرة أعوام فكيف يعلقان اليوم سيما أن ما جمعهما في الـ 2001 يفرقهما في 2016 رغم التحالف؟

ميشال عون في معراب
ميشال عون في معراب

المفارقة هذا العام أن ذكرى السنوية الخامسة عشرة لهذه المحطة، التي لعب فيها التيار الوطني دورا قياديا أنه قام بإجراءات عقابية تعسفية بحق  ثلاثة من رموزه كانوا من صنّاع تلك المحطة المفصلية التي توجها نضالهم  ضد نظام الوصاية والنظام الأمني في الساحات . منهم نعيم عون ابن شقيق العماد ميشال عون، الذي يملك في وجدان مناضلي التيّار الوطني حضوراً وبعضاً من رائحة الماضي، أيّام السجون والتظاهرات والنوم في الخيم وهو الذي رافق عمّه مذ أن كان الأخير قائداً للواء الثامن ومن ثم قائداً للجيش. مع النفي إلى العاصمة الفرنسية، فشكل دينامو العلاقة بين القائد وجنوده الطلاب الذين ظلوا على العهد وتابعوا «ثورتهم السلمية» في بيروت. اليوم أضحى نعيم عون خارج التيار وتمّ نسف نضالات وتاريخ هذا الرجل هو ورفاقه المفصولين.

 نعيم عون صرّح لـ”جنوبية” أن “أهمية ذكرى السابع من آب هي في جوهر وروحية ذلك اليوم ورمزيتها بالحجم الذي أخذته”. لكن عون يرى أن “هذه الذكرى لم تعد لمناضليها بل أصبحت اليوم تكريم لرموز كانت حينها في وجهنا آنذاك”.

وفيما يتعلّق بتغير سياسة التيار ووجوده اليوم صفا واحد مع حلفاء النظام السوري في 8 اذار، قال عون إن “الحياة السياسية ديناميكية ولا شيئ ثابث في التاريخ ولا وجود لعداوة ثابتة او مصالحة ثابتة”. وتابع “صحيح أن آنذاك كنا نقاوم لقضية معينة لكن مع التغيرات والمواقف التي جرت فالصراع ليس أبديا والقضية يحددها موقف الانسان منها”. مشيرا إلى أن “الخلاف اليوم هو تنظيمي، رفضا للأساليب القمعية والتسلطية المبنية على مصالح ضيقة لا تعي خطورة المستقبل،  وليس على استراتيجية سياسية بالمعنى الكبير”.

إقرأ أيضاً: بعد هجوم القاع الارهابي هل تستلم القوات الدولية الحدود؟

وبمناسبة مرور ذكرى تظاهرة 7 آب، وجّه نعيم عون وهو الذي اصبح خارج تيار عمّه الجنرال رسالة لأبناء التيار الوطني الحر بالقول “أنا أنفذ قناعتي وأرى أن هذه السياسة المتبعة اليوم في التيار ضرب لهذه الروحية والذي لا يحافظ عليها لا يراهن على مستقبل باهر”. 

انطوانيت جعجع

وفي هذه المناسبة قالت المسؤولة الإعلامية في القوات اللبنانية انطوانيت جعجع لـ”جنوبية” أن ذكرى 7 آب تذكرها على المستوى الشخصي “مواجهة النظام الايراني والنظام الأمني آنذاك الذي كان نتيجة حقيقية لخطوة بكركي الزيارة التاريخية التي قام بها البطريرك صفير”. وأشارت إلى “مدى أهمية تلك الخطوة التي لم تقدر آنذاك ولم يعرف قدر أهميتها  ولكن اليوم نلتمس وندرك جيدا مدى أهمية تلك المحطة التاريخية”.

ورأت جعجع أن “في التاريخ هناك محطات قاسية وأليمة للشعوب ولكن رغم قساوتها فان النتائج الايجابية التي أسفرت عنها تجعلنا نتذكرها بقوّة وفرح”.

إقرأ أيضاً: التيار الوطني الحر: كفى تحريفاً

ولفتت إلى أنه “في تلك المرحلة، انضم الى التيار الوطني والقوات العديد من القوى الحزبية التي شاركت في مقاومة النظام الأمني، ولكن اليوم مع مشهد التحالفات والتفاهمات بين المكونات التي انجزت المصالحات والتفاهمات يؤخذ بها وتشعر بالأمل”.

وبرأي جعجع “في السياسة هناك معطيات وظروف تجبر على التعاطي مع القضية بشكل عام وليس التطرق للتفاصيل التي تفرق”. مشيرةً إلى أنه “بالنسبة للتيار والقوات لا يزال هناك خلاف على مسألة التعاطي مع سلاح حزب الله، ولكن هناك قضايا أخرى مهمة تجمعنا، كالقضية التي تلاقينا حولها في مقاومة النظام الأمني وتوجت نهار 7 آب”. وتابعت “هناك نقاط إلتقاء وخلاف أيضًا فلا توجد قوى سياسية متكاملة بشكل كامل على أمل أن يقتنع التيار أن لا جدوى من السلاح غير الشرعي”.

وخلصت جعجع بالتأكيد” أن الدولة هي ضمانة لقيام اي جماعة”. 

السابق
انتصارات حلب وكسر الحصار الأسدي والدولي وسلاح الصمت العربي – التركي
التالي
حلب تكسر الحصار والعنجهية