قهوجي: عملية «وادي عطا» رسالة لكل معتدِ

جان قهوجي

لم تكن عملية “وادي عطا” وفق “المستقبل” سوى محطة نوعية على درب مكافحة الإرهاب الطويل، لها ما قبلها من رصد وتعقب ودقة في التخطيط والتنفيذ، وما بعدها سواءً على خط اليقظة وعمليات الدهم والتفتيش عن المشتبه بهم كما حصل في مشاريع القاع أمس أو على خط النار والتمشيط المدفعي لمواقع المسلحين في الجرود منعاً لتمركزهم وتقدمهم باتجاه العمق اللبناني.

غير أن هذه العملية اكتسبت بحد ذاتها أهمية استثنائية وفق التقويم السيادي الوطني ربطاً بما أسفرت عنه من “صيد” ثمين أوقع في شباك المؤسسة العسكرية اثنين من أهم قياديي “داعش” طارق الفليطي وسامح البريدي المسؤولين مباشرةً عن عمليات إرهابية إجرامية بحق عسكريين ومدنيين لا سيما عملية “غزوة عرسال” وما تخللها من خطف عناصر أمنية وعسكرية وما أعقبها من إعدام الرقيب الشهيد علي البزال وما سبقها من قتل الرائد بيار بشعلاني والرقيب ابراهيم زهرمان، وفي ذلك “رسالة مهمة” بحسب ما شدد قائد الجيش العماد جان قهوجي لـ”المستقبل” مفادها أنّ “كل معتدٍ على الجيش اللبناني أو على المدنيين لن يفلت من العقاب”، علماً أنّ الأجهزة المعنية باشرت أمس تحقيقاتها مع كل من الفليطي والسوريين اللذين أوقفا معه بعدما قضى البريدي متأثراً بإصابته خلال الاشتباك المسلح مع القوة العسكرية الخاصة.

ولفتت “السفير” إلى أن الجيش تكتم على التحقيقات، خصوصا أنه تم في ضوء الاعترافات جمع أسماء وعناوين وتحديد أماكن بعض مخازن السلاح والأهداف التي كانت تنوي المجموعة استهدافها في عرسال وخارجها، لكن مصادر معنية قالت إن أخطر ما أدلى به أفراد خلية “داعش” في عرسال، هو اعتماد منهج اللامركزية في الهجمات الإرهابية، بحيث صار متاحاً لكل مجموعة اذا كانت مؤلفة من عنصر أو عنصرين أو أكثر أن تنفّذ هجوماً بالتوقيت والأسلوب والهدف الذي تراه مناسباً.

 

السابق
امبراطورية الحريري تنهار.. من يعمل على اغتياله مالياً؟
التالي
وصول وفد كبير من العائلة الخازنية الى بكركي للتوجه برفقة الراعي الى المختارة