ذكرى مصالحة الجبل الـ15: تجمّع سياسي وديني حاشد اليوم في المختارة

البطريرك الراعي
الحدث في الجبل اليوم، إذ ستتجه الأنظار الى المختارة التي ستشهد على الارجح أوسع تجمع سياسي ووطني في إحياء للذكرى الخامسة عشرة للمصالحة، وتدشين كنيسة السيدة في المختارة برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي والنائب وليد جنبلاط.

تأتي الذكرى الـ15 لمصالحة الجبل التاريخية التي كان البطريرك الماروني السابق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير عرابها وراعيها مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في عز مشهد مختنق سياسياً. وتتجلّى قيمة هذا الحدث في كونه مناسبة تخرق الانسداد السياسي القائم، ولم تكن آخر جولات الحوار باخفاقاتها الا التعبير الاحدث عن انسداده وتأزمه. ويعوّل على هذه الذكرى أنها تؤسس لما بعدها بوصفها فرصة ثمينة للتلاقي وتقريب المسافات بين المكوّنات اللبنانية، خصوصاً أن المختارة تحتضن الحدث، وهي ذكرى تاريخية يحييها اللبنانيون اليوم، تشكّل محطة مفصلية في العلاقات بين المكونات اللبنانية التي شرذَمتها الحرب.

اقرأ أيضاً: بعد فشل «ثلاثية الحوار»… ماذا بعد؟

وفي مثل هذا اليوم، انطوَت صفحة كانت مليئة بالحروب، وفتح البطريرك صفير صفحة جديدة في كتاب التاريخ اللبناني عموماً، والماروني – الدرزي خصوصاً، وبالتأكيد ما كانت خطوة صفير لتنجح آنذاك لولا وجود إرادة مشتركة مع المكوّن الدرزي وعلى رأسه النائب وليد جنبلاط في إعادة اللحمة الى جبل لبنان. وتأتي أهمية هذه الذكرى، كما يقول معنيون بها، بكونها تتزامن مع واقع شديد الحساسية، خلاصته أولاً، يجمع الموارنة والدروز، الخوف على المصير لا بل الخوف الوجودي، وسط تفشيّ الإرهاب في العالم. ثانياً، فقدان المسيحيين لحضورهم في سوريا والعراق، ومنطقة الشرق الأوسط عموماً بعد موجات التهجير. ثالثاً، خوف دروز سوريا من ان تتمدد اليهم نار الازمة السورية. ورابعاً، سَعي المسيحيين، والموارنة بشكل خاص وكذلك الدروز لإعادة رسم أدوارهم الفاعلة ضمن التركيبة السياسية اللبنانية.

وتبعا لذلك من الطبيعي ان تتجه الأنظار اليوم الى المختارة التي ستشهد على الارجح أوسع تجمع سياسي ووطني في احياء هذه الذكرى عبر احتفالية كبيرة سيشكل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والنائب جنبلاط من خلالها ركني اعادة تثبيت المصالحة وتجديد ضخ الدم في عروقها امتداداً الى محاولة التأثير في الأزمة السياسية الجاثمة بقوة على البلاد.

ولعل أبرز ما يتوقع ان تشهده هذه المناسبة هو حشد سياسي وديني وديبلوماسي كبير نظراً الى اتساع الدعوات التي وجهها رئيس “اللقاء الديموقراطي” لحضور المناسبة وفي مقدمهم الزعماء الموارنة والمسيحيون وتحديداً الرئيسان أمين الجميل وميشال سليمان ورئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جان قهوجي، الى كبار المسؤولين الرسميين ومئات الشخصيات والمدعوين. وليس مستبعدا ان يشارك عدد من الزعماء في المناسبة التي تكتسب طابعاً وطنياً عاماً.

البطريرك صفير

كما أنه أستكملت التحضيرات اللوجيستية لحدث تدشين كنيسة المختارة التي تعود ملكيتها الى آل الخازن، بعد انجاز أعمال ترميمها بقرار من النائب جنبلاط والتي بناها عام 1820 الشيخ بشير الخازن في إطار العلاقة التاريخية بين آل جنبلاط وآل الخازن وقرر النائب جنبلاط إحياء هذا الاثر التاريخي مجدداً. ويبدأ التدشين في الحادية عشرة قبل الظهر، فيرأس البطريرك الراعي الذبيحة الإلهية ثم ينتقل ومضيفه الى قصر المختارة المجاور لإستقبال الشخصيات المدعوة والتي يناهز عددها الالف.

اقرأ أيضاً: رأي في الفكر المتطرّف وعدم قبول الرأي الأخر..

وعشية الذكرى الـ15 لمصالحة الجبل أجرى النائب جنبلاط وفق “النهار” إتصالا بالبطريرك صفير وقال له: “بكرا نهارك. أنت فتحت الطريق سنة 2001 للمصالحة في الجبل ولبنان، وكان الجبل ولبنان بحمايتك، وبكرا راح يكون الجبل ولبنان بحمايتك، وراح تكون حاضر بيننا مثلما كنت حاضر معنا من أول الطريق”.

السابق
كازنوف: وفاة 13 شخصا وجرح 6 في حصيلة حريق رووان الفرنسية
التالي
الرياض تخفض سعر خام آسيا لتزيح روسيا من الصدارة