معركة حلب قلبت الموازين: صفعة لروسيا وتحرير مؤتمر جنيف

معركة حلب اطلقت تجربة المقاومة السورية من خلال اجتماع كل الفصائل قلباً وقالبا تحت اشراف غرفة عمليات واحدة وفتحت افقا جديدا في المواجهة مع النظام وحلفائه، فما هي الأبعاد السياسية لهذه المعركة؟ وكيف ستنعكس على مفاوضات جنيف وما هو دور ائتلاف قوى المعارضة السورية اليوم؟!

دخلت معركة حلب المرحلة الثالثة، وبحسب اخر المعطيات فإنّ كسر الحصار أصبح وشيكاً، هذه المعركة قوتها دلالاتها تمثلت في وحدة الصف السوري المعارض وفي التنسيق الجدي بين الفصائل، ولكن يبقى السؤال ماذا بعد هذه المعركة التي لم تنته بعد؟ّ وكيف ستنعكس على الموازين في جنيف 3 الذي تمّت الدعوة إليه والنظام في موقع السيطرة فيما الآن انقلبت المعادلة!
الناشط الحقوقي ونائب رئيس رابطة المستقلين الكرد السوريين المحامي رديف مصطفى أكدّ لـ”جنوبية” أنّ “معركة حلب هي معركة الحرية الأساسية للشعب السوري بكلّ مكوناته، وهي رسالة للدور الروسي الذي ساهم بحصار المدنيين في حلب الشرقية أكثر من 60000 مدني، وبدأ هو والنظام سياسة التجويع والممرات الآمنة لإخضاع أهاليها”.

مضيفاً “أبعاد هذه المعركة هي رسائل سياسية للنظام ولروسيا، ولكل ميليشيا طائفية (حزب الله والمقاتلين من العراق) التي تحارب الشعب السوري”.

حلب

وأوضح مصطفى أنّ “معركة حلب تتجاوز فك الحصار إلى التحرير، هذا الحصار الذي كان واجباً على المجتمع الدولي مواجهته، والذي تدينه اتفاقيات جنيف، إذ أنّ حصار المدنيين جريمة”.
وأشار أنّ “توحيد قوى الثورة واجتماعها على كلمة واحدة خير دليل أنّ المعركة تتخطى فك الحصار إلى تحرير حلب من النظام، وهذا ما يعد انتصاراً للثورة السورية”.

إقرأ أيضاً: هنا حلب.. هنا مقبرة أبي لهب
وعن انعكاس تداعيات حلب على مؤتمر جنيف 3 المنتظر عقده أواخر الشهر الحالي، لفت مصطفى الى أنّ “روسيا والنظام السوري كانا يراهنان على تعديل ميزان القوى وهما لم يقتنعا بالحل السياسي، حصار حلب كان الهدف منه اذعان السوريين وفرض الشروط على المفاوضين لإبقاء الأسد مع إدخال عناصر معارضة موالية للنظام لكن معركة حلب قلبت الموازين وسوف تنعكس بالتالي على مفاوضات جنيف والتسوية السياسة، وليس على مستوى نظام الأسد وروسيا فقط بل على المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية التي سلمت الملف السوري لروسيا والتي هي اليوم محرجة، كما أنّ هذا التطور سوف يظهر عدم جدية كل من الجانبين الروسي والإيراني”.
أما فيما يتعلق بالتنسيق بين الائتلاف والفصائل السورية، أوضح أنّ “معركة حلب كان يتم الإعداد لها منذ مدة إذ كان هناك تسريبات أنّ النظام يخطط لفرض حصار، والجيش الحر كان يعدّ العدة، أما الائتلاف فلا علاقة له مباشرة ولكنه عبّر عن موقفه بالتضامن مع الفصائل”.

إقرأ أيضاً: حلب.. انتكاسة الشرق الأوسط الروسي

وتابع مصطفى “الملفت في هذه المعركة هو التوحد بين الفصائل لأنّ الاختلاف هو من الأسباب التي استغلها كل من النظام السوري وروسيا، وبالتالي حلب هي درسٌ كبير وسوف ينعكس على الساحة السورية، هي درس بالدرجة الأولى للقوى الفاعلة في الميدان أنّ هذا الزخم بالتوحد فرص مناسبة سوف تستغلها الفصائل وتقتنع أنّ التفرقة لا طائل منها”.

وختم مؤكداً “أنّ هناك نقطة أخرى حالياً وهي من سوف يدير حلب، ادارة مدنية أو عسكرية مشتركة، وهناك فرصة أمام المعارضة لاتباع منهج جديد يدير حلب ويتضمن استيعاب المدنيين في المناطق التي كان يسيطر عليها النظام ممن لم تتلوث أيديهم بالدماء”.

السابق
سالم زهران يغرّد… نافياً
التالي
بالفيديو: الثوار يعلنون بدء معركة جديدة للسيطرة على حي الراموسة