استكمل رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي لقاءاته في لبنان، على رأس وفد نيابي. والتقى أمس رئيس المجلس النيابي نبيه بري، مؤكداً أن “الاستحقاق الرئاسي أمر داخلي لبناني”. وأمل بأن “يؤدي الحوار إلى حل لكل الملفات العالقة” وعما إذا كانت ايران تشجّع مرشحاً معيناً، أجاب: “بالتأكيد لا”. وقال “نولي الاستقرار في لبنان عناية فائقة”.
وزار بروجردي رئيس الحكومة تمام سلام، معتبراً بعد اللقاء أن “لبنان يقف في الصف الأول للمقاومة والممانعة ضد العدو الصهيوني”، منوهاً بـ”الدور المميز الذي يقوم به الجيش اللبناني في مجال حفظ الأمن والاستقرار”. وأشار إلى أن “المنحى البياني لنشاط التنظيمات الإرهابية سواء كانت داعش أو أخواته آخذ بالانحدار، ليس فقط في سورية وفي العراق بل في المنطقة كلها”. وكان بروجردي زار الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله وبحث معه “آخر التطورات السياسية والأمنية في المنطقة”، وفق بيان للعلاقات الإعلامية في الحزب.
وفي تقدير مصدر سياسي تابع عن قرب زيارة بروجردي ان النتائج العملية لهذه الزيارة عقدت مهمة الحوار في الاتفاق على انتخاب رئيس، بسبب المواقف المتناقضة التي أدلى بها هذا المسؤول الإيراني، سواء بالنسبة لتوصيفه لبنان بأنه “قلعة المقاومة والممانعة” أو الانتقادات التي وجهها للمملكة العربية السعودية، أو الاستعداد الإيراني للمساعدة على إنهاء الفراغ الرئاسي ثم تراجعه عنه، تحت عنوان ان إيران لا تتدخل بالشؤون الداخلية لأي بلد. غير ان واقعة ما جرى بين بروجردي والرئيس تمام سلام في السراي، كشفت بأن الرجل لا يملك قراراً، سوى استمرار التعطيل الإيراني لانتخاب الرئيس، ذلك أن الرئيس سلام فاجأ المسؤول الإيراني، مذكّراً إياه بموقف بلاده الذي كان مساعداً في تأليف حكومة المصلحة الوطنية، ثم طلب منه بصراحة أن تتدخّل طهران مجدداً من خلال التدخل مع حلفائها للمساعدة في انتخاب رئيس للجمهورية، مشدداً على أن لبنان يحتاج إلى رئيس، وذلك من خلال نزول النواب إلى المجلس النيابي والانتخاب في أسرع وقت ممكن، لافتاً نظره إلى أن الحكومة لم تعد تحتمل وحدها تسيير الأمور.
