ايران تهاجم محمود عباس وتحاول السطو على القرار الفلسطيني

القضية الفلسطينة أبرز القضايا وأكثرها تعقيدًا على الصعيدين العربي والدولي، فعلى الرغم من التعقيدات التي ترافقها إلاّ أنّ السلطات الايرانية لم تتوقف يومًا من استغلالها من أجل احكام هيمنتها على العالم العربي، وما تصريح رضائي بالأمس إلاّ دليل على النظرة الايرانية للسلطة الفلسطينية!

تستمر طهران بالمجاهرة بسياستها الفوقية والتخريبية التي تنتهجها تجاه البلدان العربية، والتي تعتمد على تجنيد مؤيدين وتمويل خلايا تنفذ أجندتها لتوسيع رقعة هيمنتها داخل البلدان العربية عبر نشر التشيّع الساسي وتصدير الثورة الايرانية كما ينصّ دستورها.

هذه السياسة تجسدت يوم الاثنين عبر تصريح أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي الذي شنّ هجومًا قاسيًا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسبب لقائه يوم السبت الماضي، في مقر إقامته بالعاصمة الفرنسية باريس، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الخارج المعارضة مريم رجوي، حيث وصفه رضائي بـ«أتفه شخص في حركة فتح».

وأضاف «عباس يحاول دعم زمرة المنافقين ضد الجمهورية الإيرانية» وختم «إننا لا نجامل ولم نعقد عقد الإخوة مع أحد، وسنکسر قدم کل من يتخذ أدنى خطوة ضد الشعب الإيراني. »

هذا الهجوم الايراني على الرئيس الفلسطيني جاء بالتزامن مع كشف موقع «عربيل» الاسرائيلي لمخطط ايراني «لتقويض حكم السلطة الفلسطينية في الضفة وحكم حركة حماس في القطاع»، عبر «تجنيد العملاء ليس من اجل ارتكاب اعتداءات ضد إسرائيل وحسب، وانما لإنشاء قوة عسكرية موالية لها في الضفة والقطاع »، كما نقل الموقع الاسرائيلي.

وكشف الموقع وفقًا لمصادر مقربة من أجهزة الامن الفلسطينية عن «تفكيك خلية مسلحة من ثلاثة افراد في الضفة الغربية في شهر نيسان ابريل الماضي. وافيد ان هذه الخلية خططت لارتكاب “اعتداءات ارهابية” في العمق الإسرائيلي بأوامر من منظمة حزب الله وفيلق القدس الإيراني . إضافة إلى القيام بأعمال ضد مؤسسات السلطة الفلسطينية بغية ضعضعتها». دائمًا بحسب ما ذكره موقع «عربيل» الاسرائيلي.

هشام دبسي
هشام دبسي

مدير مركز تطوير الدراسات الاستراتيجية هشام دبسي رأى في حديث لـ «جنوبية» أنّ «تصريحات رضائي ضدّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس تظهر مكامن الايرانيين للفلسطينيين، ومحاولات الأذى التي يصوبها النظام الايراني ضدّ السلطة الفلسطينية، والتي تكرست عندما ساهمت طهران بدعم الشرخ والانقسام بين الفصائل الفلسطينية، وتشجيع التطرف داخل كل فصيل، فضلاً عن المحاولات الحثيثة لنشر التشيع بين الفلسطينيين والمتمثلة حاليًا بحركة “الصادرون».

إقرأ أيضًا: ايران والقضية الفلسطينية

وأضاف دبسي «طهران تريد الامساك بالورقة الفلسطينية لكي تنتزع الشرعية لنظامها، واختراق المجتمع الفلسطيني لخلق شيئ شبيه بتنظيم حزب الله اللبناني. فإيران لا تكتفي بأن تخلق حلفاء لها بل تريد تنظيمات تابعة لسلطتها في المنطقة ينفذون أوامرها وسياستها، وهذا ما زعزع علاقتها بحركة حماس، والجهاد الاسلامي قبل تغريرها بالمال».

ولم يستغرب دبسي الهجوم على عباس بل أكّد أنّ «التصريح هو دليل على عدم الوفاق السياسي بين السلطة الفلسطينية الرسمية وحركة فتح ومنظمة التحرير من جهة والنظام الايراني من جهة ثانية، وهذا الخلاف هو خلاف تاريخي منذ نجاح ثورة الخميني عندما رفض الرئيس الراحل ياسر عرفات التعامل مع ايران بسبب حرصه على استقلال القرار الفلسطيني آنذاك. وهذا مستمر الى اليوم لأنّ سياسة ايران في استثمار القضية الفلسطينية للمزايدة على العرب والفلسطينيين ولاختراق المجتمعات العربية باتت واضحة لدى السلطة الفلسطينية الرسمية».

 

السابق
بالصورة: هذا ما فعلته فصائل المعارضة السورية بجثث الطيارين الـ5!
التالي
شريف شحادة ينصح الأسد بأن يقلّد أردوغان فيحميه الشعب في حلب!