حوار بلا أهداف… وميشال عون ورقة إضافية بيد حزب الله

جولة حوارية ثلاثية بلا أهداف، وسلّة مثقوبة، هذا ما عكسته الجولة الاولى من الحوار الوطني الذي أطلقه الرئيس نبيه بري، إذ لم يتضح أيّ مناخ إيجابي، ولم تأتِ الجلسة كذلك بمؤشر إيجابي يبنى عليه تطلعات قادمة..

لم يُصدم اللبنانيون بنتيجة المبادرة التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري والتي تضمنت جولة حوارية ثلاثية وسلّة متكاملة، فإطلالة السيد حسن نصر الله الأخيرة وما وجهه للسعودية من شتائم واتهامات عكس صورة واضحة للواقع اللبناني المترنح.

لبنان في قعر الزجاجة، وأوساط عون أكدت أنّ التفاؤل الذي حضر بعد تصريحات وزير الداخلية نهاد المشنوق، تراجع بفعل تصريحات نصر الله الأخيرة، من جانبه أكدّ الجنرال ميشال عون اليوم أنّه ” التزم الصمت الاعلامي منذ مدة تفادياً للوصول الى سجالات مبنية على تفسيرات وتأويلات غير صحيحة في مرحلة تكثر فيها الشائعات”.

فماذا سينتج مرمى الجولات في الأيام المقبلة؟ وأين أصبحت رئاسة الجمهورية اللبنانية؟ وما الرابط بين إطلالة السيد وفشل المبادرة؟

الصحافي والمحلل السياسي مصطفى فحص أكدّ لـ”جنوبية” أنّه “في الأساس السيد نصر الله وحزب الله والفريق الإقليمي الذي ينتمي إليه، هو ليس بوارد الإفراج عن الانتخابات الرئاسية حتى لو قام اللبنانيون بأجمعهم بتفويض ميشال عون لرئاسة الجمهورية، فإن حزب الله سوف يخترع الحجج لعدم وصوله حتى لو أن عون أقرب حلفائه، وذلك لأسباب عديدة أوّلها أنّ إيران تحتاج لمقايضات كبيرة على المستوى الإقليمي وتعتبر لبنان أحد أوراق المقايضة، لذلك فإن الانتخابات الرئاسية لم تعد محلية وكلام نصرالله لم يعد محلياً، هو جزء من الصراع الإقليمي الذي يرسل رسائل داخلية ببعد إقليمي”.

إقرأ أيضاً: هل يعطّل الحريري الاستحقاق الرئاسي؟

مصطفى فحص

وأضاف “فكرة الحوار فكرة افتراضية لم يصل الحوار إلى أيّ مكان، خصوصاً اليوم إذ أصبح يعقد على أنغام حلب وهو حوار طرشان لن نسمع منه إلا أصوات المدافع “.

وأوضح فحص “من كان يعتقد أنّه انتصر في حلب كان يريد أن يملي شروطاً على المنطقة ولكن أي انتصار سيكون جزئيا، بمعنى أنّه من غير المسموح للجيش السوري أو للمعارضة أن تنتصر انتصاراً كاسحاً في حلب، من غير المسموح أن تسقط أو تسقط المعادلات. وهذا ما يجعل لبنان يعود إلى منطقة المراوحة الدائمة في انتظار حل إقليمي شامل بعيد، لأنّ الأمور وصلت لنقطة لا غالب ولا مغلوب”.

إقرأ أيضاً: المشنوق وعون: هل استوت الطبخة الرئاسية؟

وختم فحص مؤكداً أنّ “ميشال عون ورقة يستخدمها حزب الله، وعون لا يستطيع أن يخرج من حزب الله إذ اصبح مرتبطاً به ارتباطا عضويا حتى الحزب لن يسمح له بذلك ، أما عن حوار بري والحريري، فالحريري يراهن في الوقت الضائع على ورقة لم تعد مربحة، إذ أنّ القرار اللبناني والقرار الشيعي خصوصاً بيد حزب الله، وهناك هامش يتصرف به الرئيس الحريري وفقاً لما يراه حزب الله لا أكثر، وكل مراهنات الرئيس الحريري على بري ليست في محلّها، فالرئيس بري ليس بيده قرار لا الحرب ولا السلم”.

السابق
بالفيديو: استهداف ثكنة أكاديمية الأسد العسكرية في حلب
التالي
برّي: لا رئاسة بلا «دوحة» لبناني