معركة حلب سياسية –عسكرية والمعارضة باغتت «النظام»

لأجل حلب، تحوّلت الفصائل السورية لفصيل واحد، اتحدت غرف العمليات، وعادت أصوات الثورة لترتفع بقوة محطمة عنجهية النظام وحلفائه، ومتقدّمة بخطوت ثابته وبانتصارات لافتة... كيف هو الوضع الميداني في حلب بعد 24 ساعة من بدء الهجوم المعاكس للمعارضة؟ وما هي الخطة التي اعتمدت لفك الحصار عن حلب؟

عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين زنكي ياسر اليوسف، وهي احد فصائل المعارضة المشاركة في معركة فك الحصار عن حلب وردا على سؤال الخطة التي اعتمدت في المعركة الاخيرة أكدّ لـ”جنوبية”، ” تجنبنا تحديد التوقيت أو تقديم أيّ معطيات عن امكانية قيام هجوم ضد القوات المعادية، والنظام السوري كان يتوقع أن يكون الهجوم من الشمال حيث الملاح وحندرات، إلا أنّ الضربة الأساسية كانت من الجنوب”.

وأضاف ” منذ عدّة أشهر ويجري الاعداد لهذه المعركة والأخوة الذين قدموا خطط عسكرية لهذه المعركة، واكد اليوسف بعد ساعات قليلة “سيطرنا على العديد من النقاط في الجنوب وصولاً لتلة المشرفة التي تطل على كلية مدفعية الميدان بالراموسة وهي ثكنة عسكرية كانت تدك ريف حلب وتضم أكثر من ألفي عنصر من النظام وحلفاءه وقد تمكنا من استهداف مرابض المدفعية فيها (120 ملم) وتحكيم منصات الصواريخ”.

وتابع اليوسف “جميع الجبهات اليوم مشتعلة حول حلب، وهذا ما يربك “النظام” وحلفائه إذ أنّه لا يعرف من أيّ جهة يأتيه الهجوم الأساسي حتى الإعلاميين كانوا أكثر دقة فلم يتداولوا معطيات ومعلومات وإنّما حقائق عن انجازات حققت وهذا أثّر ايجاباً”.

ولفت اليوسف الى ” سلاح اطارات الكاوتشوك المحترقة وما قام به الشعب وبينهم أطفال ونساء، كان له اثراً حيث اصبحت سماء حلب مظللة بالغيوم السوداء ممّا أربك الطائرات التي عجزت عن تحديد النقاط بدقة، وهذا تكلل اليوم بإسقاط الطائرة الروسية في إدلب”.

اطفال حلب

وأوضح اليوسف في سؤال عن المدى الزمني المتوقع لمعركة فك الحصار أنّ “الهدف الأن هو مدرسة المدفعية إذ أنّه من خلال السيطرة عليها يكون النظام قد حوصر، إلا أنّه لا يمكن أن نتحدث عن توقيت فهذه معلومات تتعلق بالخطة العسكرية، ولكن بالنسبة للخريطة بعد المدفعية تكون الطريق سالكة، وفي حال إطلاق المرحلة الثالثة ستكون الأهداف هي الملاح والكاستيلو”,

مردفاً “الهدف من العملية ليس محاصرة النظام وإنّما فك الحصار وتحرير حلب وافراغها من الميليشيات المسلحة، هي عملية عسكرية- سياسية”.

إقرأ أيضاً: اسلام علوش لـ «جنوبية»: حلب ستكون الجحيم الذي سيقضي على الإرهابيين

وعما أشيع من توتر بين “النظام” وحزب الله، أكد أنّ “هناك حساسية بين حزب الله والنظام بسبب عنجهية الحزب والاستعلاء، هم يقاتلون معاً ولكن حقيقة هناك كراهية بين الطرفين، ومنذ مدة زمنية استهدف جيش النظام عناصر حزب الله”.
وعمّا يشاع أنّ المعركة مدروسة وتوقيتها مرتبط بانشقاق جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة، واعلان تنظيم جديد باسم فتح الشام، أشار أنّ “التأويلات كثيرة وقد استهدفنا بشكل كبير وتمّ دفعنا لخانة الارهابيين، أما جبهة النصرة فكان هناك طوال الفترة الماضية ضغطاً عليها لأجل فك الارتباط ليس فقط تنظيمياً بل عقائدياً أيضاً، أما حملة حلب فيعد لها منذ أشهر وهذه الخطة كانت متروكة كخطة بديلة في حال استطاع النظام السيطرة على طريق الكاستيلو”.

إقرأ أيضاً: المعارضة السورية توحّدت وهجمت… وحلب خط أحمر تركي
وفيما يتعلق بأهدافهم في حال تحققت خطة فك الحصار بعد توحدها، أوضح أنّ “يجب بلورة الرؤية السياسية لسوريا المستقبل والمضي معا كفصائل معارضة لتحقيقها، أما عن الوحدة بين الفصائل العسكرية شدد اليوسف على “اننا عسكرياً كنا دائماً متحدّين”.
وحول الجنسيات المشاركة في القتال مع النظام وعديديها ، أكدّ اليوسف أنّ “هناك العديد من الجنسيات ولكن ما من صورة واضحة عن النسب، كما أنّ لدينا العشرات من الأسرى الذين لم نفصح عن جنسياتهم بعد”.

السابق
تمهيد كثيف على بعض النقاط في كلية المدفعية من قبل الفرقة الوسطى
التالي
مقتل نقيب بالحرس الثوري خلال معركة حلب