سيدي السيستاني أنقذ شيعة العالم من النهاية المُفجعة

نتيجة السياسة المفعمة بالغرور، والتفكير المثالي الطوباوي، والارتكان الى ثقافة مهدوية مرتبكة، وتسلُّط الصبيان على مقاليد الامر الشيعي، والانتهازية السياسية على حساب المصلحة الدينية والاجتماعية وحتى المذهبية، والافتتان عن جهل أو قصد بمبدأ ولاية الفقيه، وتغليب الولاء المرجعي على الولاء الوطني، والانفعال برواسب التاريخ المشبّع بالدم والشعور بالإثم والخطيئة، ولإغراقنا حتى اللعنة بسياسة جلد الذات، ولازدواجية نابتة في ضمائرنا نخدع بها انفسنا وغيرنا، ولانشغالنا بتاريخ مات ومضى ولن يعود، ولقتلنا للزمن بلا رحمة ولا فكر ولا تبصر، ولانهمامنا بالصغيرة وتركِنا الكبيرة، ولانغماسنا بالقشور دون الجوهر واللب، ولأننا نقبل بالحلول الجاهزة، ونستمرئ التبرير والتوكل، ولأننا ضحية المظاهر والتوافه والهوامش، ولتعلقنا بالإطار دون الصورة، ولاستهلاكنا بالكلام وليس الفعل، ولأن المنبر تحول الى دعاية هابطة، ولأننا نفتش دائما عن قبور جماعية، ولأننا نؤمن بالموت المجاني، ونرقص على جروحنا فرحين من الألم، ولأن النجف تم خطفها، ولأن الحسين صار عنوان الارتزاق والاستعلاء والتسوّل، ولأن الكاظم صار إيقونة وليس رمزا، ولأن علياً الكبير ضاع بين لهو الجن ولعنة السحرة، ولأن الشهادة استغلت واستثمرت لاستئصالنا وقتلنا بالمئات، ولأننا نفرح ،ونسكر وننتشي ،ونغني ونرقص استجابة لنداءٍ، يستظهر رحمةً، ويستبطن عذاباً، ولأن الكون في فكرنا كله حزن، كله مأساة، ولأن التاريخ قدر، ولأن العمر في الاربعين يكون قد ودّع الحياة، ولأن الغنى شر، والفقر خير، ولأننا نرفع شعار الوحدة الإسلامية ،ونتهامس سرا بنفاقها ودجلها وتفاهتها، ولأننا نتواصى بتسقيط رموزنا، ولأننا نحتمي بالمنطقة الخضراء، وعلى الموائد خير الزاد، ورائحة المسك والعنبر، وترانيم فكر (خط البط وبط الخط)، فيما شبابنا تزفّهم قوافل الموت الزؤام بلا حساب يا سيدي، ولأن دموع عبد الزهرة، وعبود، وشناوة ،وكاظمية، وشمهودة لا تهز ضمير الأيدي التي تتوضأ،ولأنهم يدفعون بربيع أولادنا الى القتال ،وأولادهم يترنمون دعاء كميل الكسول في لندن وكندا والسويد والدانمارك، ولأن فلسطين يجب ان تعود لأهلها، بدمائنا وأرواحنا وعرضنا مرغمين، ولا تكريم حتى بلغة النفاق، ولا خبز عيش مشترك حتى لو ضاقت بنا كل الدنيا،ولا عزة تذكير وشكر،بل كمَّن يتلقى الرماية ممن علَّمه الرماية، ولأن تحرير الاندلس من الاحتلال الاوروبي البغيض يجب أن يكون مهمتنا حتى لو أن علياً يُلعن في ما بعد على المنابر، ولأن العمامة أشرف وأهم وأقدس من دماغ عالم الذرة، ومنجي الجسوم والاروح من الموت والجوع والقهر والوجع والدموع،ولأن الاميين والجهلة والمنتفعين هم الحراس على تراث الحسين وحب الحسين، فيما اهل الوعي والتجربة والمحبون كفرة أوغاد…
هل تريد من مزيد ياسيدي؟
أعتقد انه كاف…
ولكن ما هي النتيجة يا ترى؟
ظاهرة اليتم الشيعي…
وظاهرة التعوّق الشيعي…
وظاهرة الترمّل الشيعي…
وظاهرة الفقر الشيعي…
وظاهرة التسوّل الشيعي…
وظاهرة التشرّد الشيعي…
هل من مزيد ياسيدنا العزيز؟
شيعة العالم اليوم يعانون من حصار عالمي، حصار جغرافي واقتصادي واجتماعي وسياسي، وقد أعلن أوباما في خطابه الاخير أن الشيعة ليسوا اهل حكم وإدارة وفن وعلم، فهل هي القوس الاخير في حلقة الحصار العالمي للشيعة في العالم، كل العالم، في إيران والعراق وسوريا ولبنان والسعودية والإمارات واليمن والقارة الهندية؟
النجف ياابن المصطفى تستصرخكم، يريدون لها ان تتحول الى بوار، وروحانية بغداد بكاظمها الغيظ وحنيفها الفقه يريدون لها ان تتهدم الى الابد .
سيدي الكريم…
قطرة شهيد في مجزرة سبايكر وديالى خير والف خير من كل حجارات مشهد العقيلة زينب، فمالنا صرنا نقدس الحجر ونهجر العقل، مالنا نؤمن بأن بناء الانسان اهم وأخيروأقدس من بناء الله، سيدي اطفال سبايكر يصرخون في وجه المتحصنين في المنطقة الخضراء، أرامل ديالى، نساء ديالى المغتصبات حاسرات الراس، ناشرات الشعور، هائمات على الوجوه، دموعهنّ الحائرة تلعن المنطقة الخضراء والسمراء والسوداء والحمراء…

إقرأ أيضاً: دواعش الشيعة يكفرون فضل الله: حشره الله مع عائشة وأبي بكر!
شيعة العالم اليوم سيدي ضحايا، ضحايا (وهم) يقولون عنه أم قرى الإسلام الجديدة، ضحايا الحجر الميت، ضحايا الجهل والفقر والمثالية والسعي لإثباتِ انتماءٍ همْ شهداء على نظافته وروعته، فيا غريب الدهور والفكر والتاريخ..
سيدي الكريم…
إلى إين نحن ذاهبون؟
من قال يجب ان نكون شهداء رغماً عنا، ومن قال يجب ان نكون حطب حرب مفروضة علينا، ومن قال يجب ان نخلص لتراب واحد،وفقيه واحد، وعاصمة واحدة؟
من قال يجب ان نعادي العالم كله، ومن قال إننا مسؤولون عن تحرير كل بقاع الدنيا، ومن قال إننا وحدنا مسلمون، ومن قال ان الجنة من نصيبنا وحسب؟
والضمير من وراء القصد.

(المدى)

السابق
مرجع إيراني: المهدي المنتظر يستخدم الصحن الطائر
التالي
مجزرتان في منبج بتوقيع التحالف و«داعش» وثالثة في إدلب ارتكبتها مقاتلات روسية