جرعات وهمية لانعاش الملف الرئاسي.. و«فرنجية» يحسم: لا أحد يمون علي بالإنسحاب

عشيّة جلسات الحوار المقرّرة مطلع آب، بدا أنّ المناخ العام في البلاد ذاهب نحو التشنج أكثر فأكثر، خصوصاً مع خطاب الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي تضمن هجوماً جديداً ضد السعودية ورد الرئيس سعد الحريري عليه أعاد خلط الأوراق على صعيد الحوار المرتقب، كما على صعيد الملف الرئاسي، الذي شهد مؤخراً موجة من التفاؤل.

بعد موجة التفاؤل التي شهدها الملف الرئاسي مؤخرا لفتت مصادر وزارية الى انه لا معطيات تؤكد إجراء الانتخابات الرئاسية في آب، واصفة ما يشاع على هذا الصعيد بأنه نتيجة بطالة سياسية.إذ لا وجود لضمانات بعد بحصول انتخابات قريبة، كما يشاع، حيث أن رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون ما يزال يشعر أن لا أكثرية كافية لانتخابه.

اقرأ أيضاً: عيد الجيش في ذكرى خطف الجنود.. ماذا طلب أهالي المخطوفين من داعش؟

ويكفي سماع خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، وردّ الرئيس سعد الحريري، عليه، للاستنتاج بأن كل ما يتم تداوله في الشأن الرئاسي، عبارة عن محاولة لملء الوقت الضائع بجرعات وهمية من التفاؤل سرعان ما تتبدد، عندما يكتشف اللبنانيون حجم الاشتباك الإقليمي الذي يدور من حولهم. وتوقعت مصادر وزارية ان تكون هناك تأثيرات سلبية لمواقف الامين العام لـ”حزب الله” امس على الحوار النيابي المقرر إبتداء من 2 آب المقبل، ورأت ان هذه التأثيرات ستطاول الحظوظ الرئاسية لعون.

كما توقف المراقبون عند كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق الاخير، فيما وصف رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الملف الرئاسي بالصعب والمعقّد، مؤكداً انّ “حزب الله غير جدّي في ترشيح عون الى الرئاسة، فالحزب لا يحتمل خسارة عون و”التيار الوطني الحر” على صعيد التحالف السياسي، ولكن في الوقت نفسه لا يريده رئيساً”.

سليمان فرنجية

فرنجية يرفض الإنسحاب من عين التينة

فاجأ النائب سليمان فرنجية الوسط السياسي بزيارته لرئيس مجلس النواب نبيه بري غداة عودة الاخير من اجازة في الخارج وخرج من لقائه معه ليعلن موقفاً حاسماً من تمسكه بترشيحه للرئاسة، قاطعاً الطريق على كل ما أشيع وتردد عكس هذا الموقف.

وقال فرنجية: “قلت من اليوم الاول إن أحداً لا يمون علي بالانسحاب (من السباق الرئاسي) ولا ننسحب الا للاجماع الوطني والتوافق الكامل”. وشدد على انه باق في المعركة “الى آخر دقيقة ما دام هناك من يؤيدني”، لافتا الى ان الرئيس سعد الحريري “ليس من الذين يغيرون رأيهم من دون استشارة من تفاهم معهم”.

ووفق لمراقبون للحراك الرئاسي فإ موقف فرنجية وضع حدّاً لكلّ ما أثير في الفترة الأخيرة عن إمكان انسحابه لمصلحة عون. وقالت أوساط “المردة” إنّ “مواقف رئيسه جاءت في الوقت المناسب ومن المنصّة المناسبة، بغية وَقف مسلسل الروايات التي تطلق من وقت لآخر من مصادر يتيمة حافلة بالأحلام والتمنيات”.

إلى ذلك علمت ان لقاء بري وفرنجية تحدد اثناء وجود الاول في الخارج وتناولا خلاله باسهاب آخر ما يدور حول الاستحقاق الرئاسي والتحضيرات لجولات الحوار الاسبوع المقبل.

اقرأ أيضاً: أهالي الإقليم ينصبون الخيم رفضاً للتقنين وتلوّث معمل الجية الحراري

كما ردد بري أمام زواره مساء انه لم يكن في أجواء كل المعطيات التي تناولت الاستحقاق الرئاسي في الايام الاخيرة. ورد مبتسماً على ما تردد من ان الانتخابات الرئاسية “اصبحت خالصة” لمصلحة عون، بقوله: “لو حصل هذا الامر لوفروا علي الكثير”. وفهم ان فرنجية أبدى امام بري انزعاجه الشديد من التسريبات التي تتحدث عن انسحابه من السباق الرئاسي وأصر على استمراره في قرار الترشح. ولما سئل بري هل من جديد في الملف الرئاسي أجاب: “لا جديد ولا من يجددون”.

 

السابق
الارهاب والتديّن
التالي
ملاك كحيل… عزيمة وإصرار لم يحبطهما العمر!