هل ينجح أردوغان في السيطرة على الجيش أم يلقى مصير مرسي؟

بعد الإانقلاب الفاشل في تركيا قبل أسبوعين، انقضّ الرئس التركي رجب طيب أردوغان بقوّة على الجيش فعزل حوالي 2000 عسكريا وضابطا من رتب مختلفة مستعينا بمعلومات أمنها له جهاز مخابراته الذي يرأسه هاكان فيدان المشهور بولائه المطلق له، وكذلك تمّ عزل الآلاف من القضاة ومن كبار الموظفين من أجل تفكيك ما اصطلح على تسميته بـ"الكيان الموازي" الذي يتزعمه الزعيم الإسلامي المنفي فتح الله غولن.

قالت صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية، في تقرير لها يوم الجمعة، إن خطط أردوغان تأتي في ظل “تسريح مخزٍ لنحو 40 في المائة من قيادات وجنرالات الجيش التركي”.

اقرأ أيضاً: السياسة الخارجية التركية ما بعد الانقلاب الفاشل

وفي السياق نفسه، قال الجيش التركي يوم الجمعة إن المجلس العسكري الأعلى قرر ترقية 99 ضابطًا برتبة كولونيل إلى جنرال أو أميرال، وأحال 48 جنرالاً للتقاعد في إطار تعديلاته السنوية رغم أنه لم يحدث أي تغيير يذكر بالنسبة لكبار القادة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت هذا الشهر.

وأجرت تركيا عملية تطهير واسعة في ثاني أكبر جيش بحلف شمال الأطلسي بعد الانقلاب الفاشل في الـ15 من يوليو/تموز الجاري الذي نجا منه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأعجوبة من الاعتقال وربما القتل.

ومنذ ذلك الحين تم تسريح 1684 عسكريا، بينهم 149 جنرالا، وجرى اعتقال أكثر من 15 ألفا وثمانمئة شخص -بينهم نحو عشرة آلاف من الجيش- وفقا لأرقام الحكومة التركية، كما صدر أكثر من 8100 مذكرة اعتقال.

استسلام عناصر الانقلاب

بالموازاة مع ذلك ولتبرير تلك الاقالات من المؤسسة العسكرية والمدنية قال وزير العدل التركي بكير بوزداغ، إنه “كما عاد الخميني من باريس إلى إيران، فإن فتح الله غولن كان سيعود إلى تركيا”، لو نجحت محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد منتصف يوليو الجاري.

وشدد الوزير التركي، أنه حان الوقت لتطهير القوات التركية المسلحة من عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية، مشيرًا إلى استمرار التحقيقات في سائر أرجاء البلاد، مؤكدًا على ضرورة التحقيق في ما جرى في القواعد العسكرية، ليلة المحاولة الانقلابية.

غير ان مراقبين مختصين بالشؤون التركية بدأوا باصدار اشارات قلق، عززتها نشر تقارير غربية برزت قبل أيام، فحواها ان الجيش الذي يفوق عدده النصف مليون عسكري لن يحتمل هذا التغيير المفاجىء في قياداته وعزل جنرالاته بهذه الصورة المذلة، خصوصا بعد ان قالت مصادر في البرلمان التركي إن إردوغان يرغب في إجراء تعديلات قانونية تتيح له السيطرة على الجيش بشكل كامل، مشيرة إلى أن التعديلات الواسعة التي تشهدها القوات المسلحة وأجهزة الاستخبارات تؤكد هذه الرغبة.

التجربة المصرية ما زالت ماثلة في الأذهان، ونجاح الانقلاب في مصر ضدّ حكم الرئيس محمد مرسي قبل عامين وفشله في تركيا لا يعني ازالة الخطر كليا عن حكم أردوغان كما تقول تلك التقارير الغربية، اذ ان العبث بالجيش أمر خطير.

واذا كان الرأي الأميركي مؤشرا لا يمكن اغفاله في هذا الشأن فإن مدير المخابرات الوطنية الأميركية جيمس كلابر قال أمس الخميس “إن التطهير العسكري الذي يُجرى للجيش في تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة يعيق التعاون في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية”.

وأوضح كلابر أن “كثيرين ممن كنا نتعامل معهم استبعدوا أو اعتقلوا، وما من شك في أن ذلك سيحدث انتكاسة ويجعل التعاون أكثر صعوبة مع الأتراك”.

واخيرا فان الرئيس عبد الفتاح السيسي منفذ الانقلاب في مصر قال للرئيس مرسي الإخواني المعتقل حاليا، وبعد ان بدأ الأخير باجراء تشكيلات في الجيش تلائم الواقع السياسي الاسلامي كما يفعل أردوغان الان: “ان الجيش المصري وطني وليس اخوانيا ولا سلفيا ولن يكون”.

اقرأ أيضاً: أردوغان وغولن.. صراع الجنّ والمهدي

فهل يخرج الآن من الجيش التركي من يحاول الانقلاب مرة اخرى على اردوغان ويقول له “ان الجيش التركي علماني اتاتوركي وليس اسلاميا ولن يكون”؟!

السابق
الجولاني و«لعبة» فك الإرتباط عن القاعدة
التالي
نصر الله: أبو خليل عنوان لجيل من المقاومين والمجاهدين وتخصص بالمدفعية