مؤامرة اسقاط حلب بقيادة روسية وموافقة أميركية

بعد شهرين من القصف الممنهج على حلب بالبراميل المتفجرة والصواريخ الروسية، تمكنّ محور الممانعة من حصار المدينة وللعمل على استعادتها من قوات المعارضة السورية.

في تطور ملفت لمجريات المعارك الدائرة في حلب بين النظام السوري وحلفائه من جهة، وفصائل المعارضة السورية من جهة ثانية، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أنّ «روسيا والحكومة السورية ستبدآن عملية إنسانية في حلب ».

وتابع أنه «سيتم فتح 3 ممرات في حلب لخروج المدنيين والمسلحين الراغبين في إلقاء السلاح، بالإضافة إلى ممر آمن رابع نحو طريق الكاستيلو لمسلحي الجيش الحر الذين مازلوا يحملون السلاح».

وأضاف شويغو أن وزارته توفد مجموعة خبراء برئاسة الجنرال جيمحمدوف، إلى جنيف لإجراء مشاورات مع خبراء أمريكيين من أجل وضع إجراءات مشتركة لاستعادة الاستقرار في حلب. وكشف أن هذه الخطوة تأتي استجابة لطلب شخصي من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

ويأتي هذا الاعلان من الروس عن احكام حصار حلب بالتزامن مع إصدار الرئيس السوري بشار الأسد مرسومًا يعفي كل من حمل السلاح من العقوبة إذا بادر بتسليم نفسه خلال 3 أشهر.

الكاتب السياسي مصطفى فحص رأى في حديث لـ«جنوبية» أنّ الحصار على حلب يظهر «تلكؤ مما يسمى بأصدقاء الثورة السورية إضافةً إلى التراجع في الدور التركي بسبب الانشغالات الداخلية، في ظلّ شبه توافق أميركي – روسي استغله النظام السوري الذي لن يتوقف عن العمل لاستعادة حلب وتدميرها بتأييد من حزب الله وايران».

إقرأ أيضاً: أديب لـ«جنوبية»: في حلب كل ثلاث ساعات… يسقط شهيدمصطفى فحص

ولفت فحص أنّ «الجانب الروسي متردد في حسم معركة حلب، فهو يتعامل مع مطالب النظام السوري بالقطعة، أي يختار ما يتناسب مع مصالحه ومصالح الكيان الاسرائيلي، فالسيطرة على حلب من قبل النظام أو المعارضة لا يؤثر على الأمن القومي الاسرائيلي نظرًا للبعد الجغرافي لحلب عن الحدود مع الجولان لذلك هناك تردد روسي».

وتابع فحص «أمّا الرئيس الاميركي أوباما فهو غير مبال لحصار حلب، وهو يرحب باجتياحها وانتهاء الثورة السورية. ويحضّر لأضخم تواطؤ أميركي على الثورة السورية لم تشهد مثيله هذه الثورة في الشهرين المقبلين قبل خروج أوباما من البيت الأبيض، وتهدف الى استعادة ميزان القوة لصالح نظام الأسد وبالتالي تضعيف أي مشروع أوروبي بإمكانه ان ينعش الثورة».

إقرأ أيضاً: حلب التي يجري خنقها من العالم … ولا تستسلم

وختم فحص «القلق الحقيقي هو سياسي لأنّ هذه الحرب ستكون طويلة ومكلفة جدًا وستؤثر على الداخل السوري والاقليمي والعالم الاسلامي، خصوصًا أنّ حلم الانتصار في حلب هو حلم شيعي. لذلك على قوى المعارضة السورية استيعاب الصدمة في اسرع وقت ممكن لإعادة تثبيت دورها».

السابق
فجر الدويلات الشيعية والسنية قادم!
التالي
وزير الاعلام لـ«جنوبية»: التلفزيونات ليست حلبات مصارعة…و «محفوظ»: نستنكر التحريض