شهادات حية تظهر كيف يسيطر حزب الله على بلديات البقاع والجنوب

إفتتحت كل من جمعية شؤون جنوبية وتجمع لبنان المدني ندوة بعنوان "قراءة وتجارب نتائج الانتخابات البلدية 2016 شهادات حية "عصر اليوم الخميس في فندق الكراون بلازا في الحمرا.

بعد النشيد الوطني القى رئيس تحريرمجلة شؤون جنوبية الاستاذ محمد عقل كلمة افتتح فيها جلسة نقاش آفاق وأبعاد الانتخابات البلدية . وكشف قائلا انه “وانطلاقا من جولات ميدانية في محافظتي الجنوب والنبطية تبين أنه على مدى أربعة محطات انتخابية (1998 – 2004-2010-2016 ) سجل الثنائي الشيعي “حزب الله وحركة أمل” فشلا ذريعا على المستوى الانمائي في القرى التي تسلم بلدياتها على مدى 18 سنة متواصلة”.

وكشف عقل أن ” هذا الواقع انعكس في انتخابات 2016 حالا من التململ الشعبي وعبر عن نفسه بندرة الاقبال على الانتخابات”. ولفت إلى أن ” تقارير وزارة الداخلية أن نسبة الاقتراع لم تصل إلى 50%”.  مشيرا إلى “مشاركة أكثر من 20% من المعارضات ليقولوا لا كما حصل في بعلبلك والبقاع الغربي وبلدات جنوبية كثيرة وفي الضاحية الجنوبية”.

وخلص إلى أن “نسبة الثنائي الواضع يده على بلديات محافظتي الجنوب والنبطية هي أقل من 30% ويتحكم بأكثر من الجنوبيين”.

ندوة جنوبية

ثم بدأت الجلسة الأولى التي أدارها الصحافي وفيق هواري، وكانت الكلمة الأولى لرئيس البلدية السابق في بعلبك غالب ياغي تحدث فيها عن” ممارسات حزب الله في تعطيل المشاريع التي كانت مقررة بعدما “هزمنا الحزب في انتخابات البلدية عام 1998، وفي انتخابات 2004 تبلغنا رسميًا من السوريين بأن الرئيس بشار الأسد يريد تسليم البلديات الى حزب الله لكي يبرهن للولايات المتحدة أن الحزب ليس حزبًا ارهابيًا، لذلك علينا عدم الترشح. وبالرغم من الضغوطات التي مورست علينا شكلنا لائحة في اللحظات الأخيرة، وخضنا الانتخابات في 2004 كما في 2010.

في 2016 كانت التجربة قاسية جدًا، فبعلبك مدينة أثرية يعيش أبناءها على السياحة، ومنذ تسلم حزب الله البلدية في بعلبك وتعاني المدينة من وضع اقتصادي صعب، حتى وصل الأمر بشبابها الذين يعانون من البطالة والفقر للالتحاق بحزب الله للقتال في سوريا مقابل 500$، هذا عدا عن التفلت الأمني هذه الأسباب وغيرها دفعتنا لتشكيل لائحة.

وبالرغم من عدم قدرتنا على هزم حزب الله الذي يعتمد بقوته على عنصرين: الترغيب والترهيب بالمال والسلاح، إلاّ أننا ومندوبينا وناصرينا خضنا معركة بطولية بالرغم من الترهيب والترغيب».

الناشط السياسي في بلدة كفرشوبا السيد زكي طه قال: “إنّ استمرار احتلال مزارع شبعا وكفرشوبا مادة غنية يستخدمها حزب الله لاستمرار سيطرة المقاومة على البلدة، في الانتخابات البلدية والنيابية، وفي السنوات الماضية تحالف حزب الله مع باقي أحزاب السلطة وشكلوا لوائح في البلدة بمواجهة قوى اليسار المتمثلة بمنظمة الحزب الشيوعي والحزب الاشتراكي، وقد فازا في دورتي 2001 و2004 بأربع مرشحين ولكن تمّ طردهم من البلدية، كذلك في انتخابات 2010 شكلت أحزاب السلطة لائحة لم يستطع اليسار معارضتهم.

وصولاً إلى انتخابات 2016 فقد توافق التيار الديمقراطي المستقل، مع المستقلين في البلدة بتشكيل لائحة بمواجهة لائحة رئيس البلدية السابق الصديق لحزب الله وسرايا المقاومة والحزب القومي والبعثي وجمعية المشاريع.

وضعنا مشروعنا الذي لامس هموم الناس خصوصًا أنّ بلدتنا منسية في ما يخص  التنمية والمشاريع الحيوية، وتواجه تحديات عصيبة أبرزها النزوح السوري…لقاءاتنا مع ابناء كفرشوبا المنتشرين في البقاع وصيدا وبيروت والقاطنين في البلدة جعلهم يحسمون خيارهم.

أتت الانتخابات البلدية وكانت النتيجة فوز لائحة التيار الديمقراطي المستقل بالتحالف مع المستقلين بفرق كبير عن لائحة أحزاب 8 آذار.

بعد انتهاء الفرز وصدور النتائج التي لم يتقبلها مرشحو اللائحة المواجهة المدعومة من حزب الله، وصلت رسائل إلى منازل أعضاء اللائحة الفائزة ” نهنئكم بفوز لائحة الادارة المدنية في كفرشوبا” هي لغة التخوين السهلة باتهامنا أننا ضدّ المقاومة، وكأن تاريخ المقاومين قبل حزب الله هو تاريخ ممحي».

رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ سابقا مروان زكي قال بدوره “هناك سؤال مهم هل ممكن أن تدخل السياسة في العمل البلدي؟ أنا برأيي لا يمكن أن ندخل السياسة في العمل البلدي، ولكن في الحقيقة لا يمكن منع السياسة من العمل البلدي ولكن مع روابط وقيود. فمثلاً ما يحصل من تقسيم الولاية لرئاسة البلدية هو أمر مخالف للقانون الذي ينص على طرح الثقة برئيس البلدية بعد ثلاث سنوات وليس تقسيم الولاية.

إذًا بات السياسيون يقسمون المناصب وكأنها جوائز ترضية لمناصيرهم وأعضائهم، على حساب العمل التنموي الذي يجب أن يكون أساس العمل البلدي”.

الناشطة في التجمع النسائي الديموقراطي دلال بستاني تحدثت عن تجربتها بالترشح لعضوية المجلس البلدي في بلدة الرياق – بعلبك، فعكست ضعف  دور المرأة اللبنانية على الرغم من إيمانها الكبير بالنجاح لخدمة بلدتها جنبا إلى جنب الرجل “لكن للاسف االواقع شيء والتمنيات شيئ اخر فلم يكن هناك تشجيع للمراة للمارسة هذا الحق”. ولفتت بستاني أن “الأحزاب كان لها دور كبير بتغييب دور المرإة. كما انتقدت عمل المجلس البلدي السابق العديم الانتاجية والذي على الرغم من ذلك  ربح للمرة الثانية في هذه الدورة في حين انها تقدمت ببرنامج انمائي واجتماعي صحي في وقت لم يتقدم احد ببرنامج يذكر”.

أما عضو مؤسسة جمعية لؤلؤة والمرشحة لعضوية المجلس البلدي في مجدل العنجر كوثر عبد الفتاح فعبرت عن حلمها بأن” يكون للمرأة  دور في العمل البلدي انصافا لها وذلك نظرا لعطاءاتها التي لا تنتهي “. وأشارت إلى أن “سعيها هو حبا بالترشّح وليس الوصول للمقعد البلدي”. ولفتت إلى أنه كان لديها رؤية تحسين وضع المرأة الا انه واجهت تحديات عائلية قضت بترشيح فرد اخر من العائلة ضدها “. وأكدت عبد الفتاح انها “لن تتوقف وستستمر وانها تشجع كل امراة لأنها صاحبة ادوار من خلال فكرها وعطاءاتها”. وخلصت إلى أن ” التجربة كانت حافز للاستمرار”. مطالبة بأن “يكون للمراة كوتا سياسية”.

ندوة جنوبية

المرشح لعضوية المجلس البلدي في بلدة سحمر أديب الخشن أكد الى ان “المشاكل الكبيرة التي وقعت بين الناس والبلدية كاشفا أن كان هناك محاولات من قبل الثنائية الشيعية ليكون المجلس توافقي كما عام 2010 بحجة تجنب المشاكل والمصاريف المالية”. كما لفت إلى أن المجلس على مدار هذه السنوات كان كيديا فاسدا، مشكلا مناصفة بين حزب الله  وامل ويختلس الطرفان أموال البلدية “. كما اشار إلى أن ” المستقلين لم يرضخوا وشاركوا بالانتخابات  وحصدوا على 25% من الاصوات، مشيرا لا انه تم انسحاب البعض بعد ضغوطات حزبية، عدا عن الحملة الكبيرة التي شنت على اللائحة المعارضة بان كل يترشح أو يصوت حتى لها هو ضد الطائفة الشيعية والمقاومة”.

إقرأ أيضاً: إفتتاح ندوة «قراءة وتجارب نتائج الانتخابات البلدية 2016 شهادات حيّة»

الناشط الاجتماعي والمرشح السابق لعضوية المجلس في الغبيري بلال علامة أكد انه لم يترشح من منطلق أن الثنائية لم تفسح المجال للمستقلين انما ترشح من منطلق الحق في الترشح، وبهدف فتح الباب أمام المواطنين لخيار ديمقراطي. وبتقدير علامة أن “المشكلة في لبنان هي في القانون الانتخابي وان من يخوض العملية يعلم ما يشوبها من المعوقات والمشاكل”.

كما أشار إلى أن الغبيري تعد باب مدينة بيروت فيها 30 الف ناخب لذا تاخذ استقطابا سياسيا كبير “فلا نستطيع فصل العمل البلدي عن السياسة “. وخلص الى انه ” لم يكن لدى اللائحة احلام كبيرة الا اننا استطعنا خلق قضية وفتحنا مجالا ديمقراطيا للناس”.

الدكتور اديب كنج

وكذلك المرشح لعضوية البلدية في الغبيري الدكتور اديب كنج لخص مداخلته بثلاث نقاط “الاولى من خلال المتاجرة بدم الشهداء وهذا مشترك من قبل كل القوى السياسية لمجرد ترشح اي شخص مقابلها. الثانية الاتهام بالعمالة والتخوين، اما الثالثة فالاتهام بقبض الاموال من الخارج” .

كما أشار إلى أنه ” في يوم الانتخابات حصلت عراضات حزبية من قبل مئات العناصر للضغط والتأثير على الناس”.

خلص كنج انه “في ظل الشحن الطائفي والمذهبي الموجود في المنطقة ان العمل على ضرورة تفعيل دور المجتمع المدني مهما كان صغيرا من خلال نشر الوعي الاجتماعي وتعريف المواطنين على حقوقهم وواجباتهم، والمساهمة في التاثير بضرورة المشاركة الفعالة في اي استحقاق انتخابي”.

 

الناشط السياسي من مدينة الهرمل البقاعية نضال أبو شاهين قال في مداخلته انه “يمكن اختصار ما حصل في الهرمل من ىتراجع لشعبية حزب الله بمحطتين، الاولى عام 1998 عندما جاءت الجماهير الغفيرة في الانتخابات البلدية انذاك لانتخاب لائحة حزب الله التي فازت بكامل اعضائها تحت شعار استكمال التحرير والمقاومة.

اما المحطة الثانية عام 2016 ، عندما تجرأ فيها ابناء الهرمل على تشكيل لائحة بلدية غير مكتملة من 12 عضوا بوجه احزاب السلطة في المدينة ” حركة امل وحزب الله، القومي والبعث السوري”. واللافت أن عدد المرشحات المستقلات كان كبيرا، اضافة الى تجرأ الناس على الوقوف امام مراكز الاقتراع، والاعتراف انهم صوتوا للّائحة المنافسة”.

 إقرأ ايضاً: ندوة «شؤون جنوبية والتجمع المدني» حول قراءة لنتائج الانتخابات البلدية

وختم شاهين “ما حصل في ذاك اليوم الانتخابي دفع حزب الله الى استقدام باصات تقل مقاتلين باللباس العسكري ليسوا من ابناء المدينة وادلوا باصواتهم لتغيير النتائج الذي لم تكن  لصالحهم، ففازو بلائحتهم مكتملة . وتغير مزاج الهرمل بوجه حزب الله يعود للسرقات العلنية والموثقة التي لا يمكن نكرانها في البلدية. فبات واضحا للشيعة عموما ان حزب الله يقاتل من اجل دخول المعترك البلدي من اجل السيطرة على اموال البلدية واستغلال سلطتها”.

السابق
وزير الاعلام لـ«جنوبية»: التلفزيونات ليست حلبات مصارعة…و «محفوظ»: نستنكر التحريض
التالي
الحوثيون وصالح يشكلون مجلسا أعلى.. والمخلافي: إنه انقلاب