من يفتح الباب لأفكار «قرون وسطية» باسم التشيّع؟

سامي خضرا
بعض رجال الدين مضحكين ، ولا ألومهم أبدا على افكارهم الجهنميّة حول المرأة، بل ألوم علماء الدين الغائبين عن الساحة الذين أفسحوا المجال لأمثال هؤلاء بالإطلالة والبروز.

كيف يمكن عقل أو فهم او تدّبر ما ينشره السيد سامي خضرا عن المرأة في برامجه التلفزيونية؟ وبماذا يمكن تفسير استضافته على العديد من الشاشات والمحطات الدينية الشيعية التي تريد حسب فلسفتها تقديم صورة صحيحة عن الإسلام والتشيع؟

اقرأ أيضاً: ناشطون هاجموا «السيد سامي خضرا» لأنه أهان «غير المحجبات»!

كيف يمكنني وأنا المرأة الشيعية المتدينة ان أقبل ما ينشره ويبثه من تحطيم لدور المرأة وتصغيرها وإستهبالها وتقليص دورها في المجتمع؟ هل تريدني يا سيد سامي ان أجلس في المنزل وأترك أمر تدبر شؤوني لزوجي؟ وأولادي؟ ام لخادمتي؟ وما هو دوري في الحياة؟ ان أجلس منتظرة بعلي ليأتي للمنزل، فأزين له نفسي وأطبخ له وأكنس وأن أستأذنه ليسمح لي بزيارة أهلي؟ والى ما هنالك من حلقات تلفزيونية نستعيد معها (باب الحارة) السيئ الذكر.

هل مطلوب تسطيح المرأة وتقليص دورها؟ ولصالح من؟ مع العلم انه ذا كانت المرأة المسلمة المتدينة قوية الشخصيّة، وحاضرة، ومتعلمة، وتخوض في الحياة، فإنها تصبح أمّاً ناضجة قوية تصمد أمام ظروف إستشهاد زوجها أو ابنها أو أخيها الذين تزيّنون لهم الآخرة والموت.

مجتمعنا صار كله أرامل، فاذا أصبحن كلّهن مخبيّات مخدرات مشودرات يقرن في البيوت.. فمن يدير هذا المجتمع؟ من تكون المعلمة والمربية والبائعة والتاجرة والدكتورة والصيدلانية وسائقة التاكسي، ومن تذهب الى السوق لتخدم الزوج الذي يكون في عمله طيلة النهار؟ أم من يخدم الأيتام الذين تركهم هذا المجاهد ورحل الى العلييّن بسبب تشجعيكم له على الموت؟

سامي خضرا

هل تريدون ان تعيدوننا الى القرون الوسطى؟ الى فلسفة المملكة السعودية التي تمنع المرأة من القيادة، وتمنعها من الخروج دون مَحرم؟ هل تريدون خلق طبقة ثانية في مجتمعنا اللبناني الفقير من خلال الخدم الآسيويين والافارقة مثلا؟ هل تريدون ان نأكل بشراهة ونشاهد التلفزيونات ونترك أمر البيت والعمل والعائلة والتعليم الى الخدم؟ لكننا لسنا مجتمعا ثريا أولا، ولسنا نساء غبيّات، بل ان نساء لبنان بشكل عام وخاصة الجنوبيات والبقاعيات تحملّن الكثير وناضلن وجاهدن وعلّمن أبنائهن وبناتهن واشتغلن بالأرض وعملن بائعات ومزارعات وكل أصناف العمل باحترام وكدّ وشرف، وخرجن مع الفجر الى حيث الزرع، فحصدن ورمين الزيت المغليّ على المحتل في طريق عودتهن، وخبّأن الأسلحة للمجاهدين والمناضلين والمناضلات في غمار القش والتبن.

استغرب حقدك على النساء يا سيّد سامي، وأنا التي تعرف الكثيرات من المحجبات الواعيات المشرّفات والقديرات، وخاصة الإعلاميات، إضافة الى الطبيبات اللواتي نتعالج عندهن، واللاتي تنصحنا انت وغيرك بقصدهن بدل الطبيب الرجل.

وأسألك هنا كيف سأجد طبيبة إمرأة ان كنت جنابك تسوّق لأفكار داعشية؟ كيف أعمل كمديرة في مكتبة او مؤسسة ولا أختلط مع الرجل ان كنت تنصح المرأة بعدم الإستثمار والتجارة؟ وكيف.. وكيف أكون وجها إعلاميّا يقدّم صورة حقيقية عن الإسلام ان إفتيت جنابك بعدم خروج المرأة؟

بربك قل هل أنت مقتنع بما تقول أم ان مقتضيات العمل مع المحطات التي “اندلقت” علينا مروّجة لداعشيّة شيعيّة هي التي تطلب منك ذلك. وسابقا كنت قد اعتبرت غير المحجبّة ضعيفة الشخصية فماذا تقول حين تعرف اني كنت غير محجبة وملحدة واتخذت قراري بالحجاب؟ إذن حسب فلسفتك الداعشية هذا القرار ضعيف لانه صادر عن شخصية ضعيفة!

لذا عليّ إتباع النتيجة، وهي اعادة خلع الحجاب والعودة الى ما كنتُ عليه. وانا اعلم ان كثيرات متعلمات ومميزات لكن غير محجبات يعملن في مؤسسات إسلامية نظرا لكفاءتهن ولنقصن في هذا المجال لدى هذه المؤسسات، ولانكم لا تشجعون المرأة الا على الزواج في سنّ مبكر مما يحرم مجتمعنا من قوّته التي تضطرون للاستعانة بأخريات من خارج وان كنا غير محجبات. فتكون أنت ومن معك ومن يؤيدك يضر هذا المجتمع ضررا كبيرا لأن الإختصاصية -غير المحجبة- لا تملك أفكارك نفسها ولا سياستك نفسها، وتصبح انت ومؤسساتك تحت رحمتها في كل ما تنشر من أفكار. فمن يكون الخاسر يا “مولانا”؟

ومناسبة هذا الدفاع هو فيديو منتشر على الفايسبوك يبثّ فيه السيد سامي خضرا أفكار غريبة عجيبة منها عدم استحباب خروج المرأة إلا للضرورة القصوى..

أقول له ختاما المرأة في إيران – دولتك الرائعة – هي التي خرجت ضد الشاه وهي التي ناضلت، وكذلك في فلسطين وسوريا ولبنان بكل طوائفه، وهي التي تحملت نتائج حروبكم، أنتم الرجال، حين فقدت أبناءها أو قتلوا أو جرحوا أو خطفوا أو أعيقوا..

فهل قرأت الرواية الإيرانية (سأنتظركِ) التي تتحدث عن امرأة تدعى (قدم خير محمدي كنعان) كيف كانت الأم والأب والصديقة والرفيقة والداعمة والمجاهدة مع زوجها الذي استشهد وهي لا تزال في ريعان الشباب؟ وكيف أكملت مسيرته؟

لو اننا كلنا سرنا على نهج أفكارك لكان الوطن لا زال محتلا، لان الاب سيكون مشغولا بجلب الخضار لزوجته وبالذهاب لقضاء حوائجهم..

اقرأ أيضاً: السيد سامي خضرا يضرب مجددا: لا ينبغي للشيعة الحديث عن المحبة والسلام!

أرجوك إحترم عقول الناس. فما تقوله يا سيد سامي ليس إسلام التغيير والثورة… بل إسلام الهوادج والتكيّات والحريم!

السابق
إرهاب داعش يزداد وحشية في فرنسا… ماذا بعد ذبح الكاهن؟
التالي
بشرى الخليل لـ «جنوبية»: برّي بطل الفيلم… وهذا سبب إخلاء سبيل يعقوب!