من «دكتاتور» الى«اللص الظريف» فإطلاق نار: حزب الله على خط التهدئة بين برّي والخيّاط

حرب مقدمات إخبارية بين قناتي الـ nbn و newtv ، مقدمات بليغة وفصيحة تفضح "الفساد" ولو حسب المزاج والمصلحة والاتجاه السياسي عودتنا عليها محطة "الجديد" التي وجهت سهامها هذه المرة باتجاه الرئيس نبيه بري وبلا هوادة ولا تحفّظ، لترد محطة الرئاسة الثانية وتصف المتموّل تحسين خياط بـ"اللص الظريف"، فكل جهة صارت تفتح دفاتر الطرف الآخر التي أغلقتها وتغاضت عنها منذ سنوات على مبدأ «مرقلي تمرقلك» أمّا اليوم يبدو أنّ مصالح الجهتين لم تعد تتلاقى فقررا فضح فسادهما أمام الرأي العام!

بعد الحرب الإعلامية المفتوحة في المقدمات الإخبارية بين قناتي “الجديد” والـ “ان بي ان”، أقدم مجهولون الليلة الماضية على إطلاق النار على مكتب رئيس مجلس إدارة قناة “الجديد” تحسين خياط، في بئر حسن قرب السفارة المصرية وفيما اقتصرت الأضرار على الماديات وتضرر ثلاث طبقات من المبنى. وعلى الفور، حضرت الى المكان القوى الامنية وفتحت تحقيقا في الحادث.

اقرأ أيضاً: من هي شركة الخرافي التي أججت الخلاف بين نبيه بري وتحسين خياط؟

بداية القصة كانت مع قناة “الجديد” مع عرض تقرير عن تلزيم شركة «الخرافي» لمواقف مطار بيروت، والخرافي هي الممول الأساسي لقناة “NBN”، حتى بدأت الرشق الناري من الـ “NBN” على الخياط في مقدمتين في نشرة أخبارها والتي وصفت خياط «بالدجال والفاسد، واللص والمنحط..»

وفي اطار الردود والردود المتبادلة بين القناتين، كانت الجديد قد شنّت مساء أمس الثلثاء في مقدمة نشرتها هجوما على رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وجاء في المقدمة: “ولأنّ المختلين عقليا في الساحة المحلية هم أدوات محرومو النعمة الصحافية وفاقدو القلم والعقل فقد آثرت الجديد الرد اليوم على من هو مرجعهم الأعلى فهم في النهاية زملاء وإن كانوا مبتوري الصياغة فارغي المضمون العلوي… فإن معركتنا لن تكون معهم ولا مع محطة الـmtv التي لو أردنا أن نرجمها بحجر لتهدم بيتها الزجاجي المصنوع من مال الدولة المشكوف على فضيحة الإنترنت صعودا وفضائح أخرى نزولا ردنا اليوم على الرئيس نبيه بري ذاته حيث بدأ عصر فتح الملفات العابرة عن ظهر المحرومين”.

وفي سياق النشرة عرضت قناة الجديد تقريرًا وصفت فيه بري «برمز من رموز الفساد، والملتصق بالكرسي كدكتاتوريي الأمس القريب»، وهذا أبرز ما جاء في التقرير «لم تقل الجديد المعروف والمتداول وهو تمسك بري بالسلطة منذ 25 عامًا سبيلاً للصفقات والسمسرات والتلزيمات..ولم تعلّق الجديد أنّ بري لم يفوت فرصة للتعبير بلغة متقاسمي الغنائم عن المطالبة بحصته في كعكة الفساد التي شارك بخبزها.

الجديد

وفي خلال عقدين ونصف ما لمست يدا رئيس المجلس المستدام وزارة ولا مديرية ولا مكتب إلاّ وعلم أثره، من وزارة الطاقة بملياري دولار سنويًا من دون كهرباء، إلى وزارة الأشغال والنقل من دون نقل وأشغال..ولم تقل الجديد أن بري تعلم من غريم الأمس القذافي كيف يجعل من الكرسي امتدادًا لجسده وكيف يجعل من الكرسي امتدادًا لجسده وكيف يجمع الثروات باسم حرمان الناس سنين طوال..»

وختم التقرير «لاشك أن الحركة التي أسسها الإمام موسى الصدر لنصرة المحرومين نجحت في نصرة بري وانتشاله من حرمانه ليبقى أهل الحركة محرومين من كل شيئ إلاّ من صوت أدلو به في الانتخابات البلدية وكان جرس انذار لبري علّه يستفيق بفعله أنين الناس وأوجاعهم، ولكن يبدو أنّ لمكيفات المجلس النيابي منوم لا يصحو منه إلاّ من يطرد طرداً في أقرب انتخابات مقبلة».

ردّ ال nbn لم يتأخر فمساء أمس الثلثاء جاء الردّ في مقدمة النشرة الإخبارية بالقول:” “رد قناة الـ NBN على ‫‏دكانة الجديد عودٌ على بدء، مع دكّانة تحسين الخياط المسمّاة الجديد، التي جنّدت كل طاقاتها ومهاراتها وأقلامها في تهجّمها مجددًا على حركة أمل والرّئيس نبيه برّي وقناة ال NBN، ومعهم قناة الMTV…لا بأس… إذا أتتك مذمّتي من ناقصٍ فهي الشّهادة لي بأنّي كامل، أسميناه دجّالًا في مقدّمتنا الإخباريّة السّابقة، لكنّنا اكتشفنا أنّ تحسين الجديد هو أيضًا لصٌ ظريف، لكن للأمانة والإنصاف فإنّ هذا اللّص مستعدٌ للقتال والدّفاع عن لقبه حتّى الإستماتة، وهذا يسجّل له…لم تفاجئنا تحسين الخيّاط في مقدّمتك الإخباريّة التهجميّة اللّيلة، فنحن أشرنا مسبقًا إلى أنّك أنت أنت، لم تتغيّر ولم تتبدّل، فعلامات الإنحطاط واضحة في أسلوبك وإدارتك ودكّانتك التي فاحت رائحتها، وهرب من هرب منها وهاجر من هاجر من موظّفيك خوفًا من الغرق في فسادك الذي لا حدود له، وكي لا يتلوّثوا بما خبروه فيك وعنك…وللخيّاط نقول… إنّنا في قناة NBN قرارنا الرّد عليك لم يكن بتكليفٍ من أحد كما جاء في مقدّمتك الممجوجة باللّغو والكلام الفارغ والتّجريح الشّخصي، ونُعلمك بأنٌنا لسنا في وارد تقديم شهادة حسن سلوكٍ لك أو لغيرك، فتاريخنا يشهد لنا وفخورون به، أمّا تاريخك فيشهد عليك بالفساد والإفساد والمهارة في سياسة فرّق تسُد، كما حاولت في مقدّمتك الإخباريّة الفصل بين الرّئيس نبيه برّي وجمهور حركة أمل والمقاومة…عبثًا أيّها الدجّال تحاول، فأمثالك لا يستطيعون النّيل من الرّئيس نبيه برّي ولو استخدمت كلّ المفردات والمعاجم والأموال والأبواق..”.

الآن وبعد ان تطوّرت هذه المواجهة من اعلامية الى ميدانية مع اطلاق النار على مكتب رئيس مجلس ادارة تلفزيون الجديد، كيف سيكون ردّ الجديد الليلة …اعلاميا أم ميدانيا؟ أم أن وسطاء سوف يتدخلون لإنهاء هذا السجال الذي يمكن أن يجرّ الى ما لا تحمد عقباه؟

اقرأ أيضاً: سويد: تحسين خياط لديه تشويش في الرأس.. وهذا ما ينتظره منّا

أوساط ترشّح دخول حزب الله على خط التهدئة، خصوصا وأنه حليف وصديق للطرفين المتنازعين المحسوبين على معسكر 8 آذار سياسيا واعلاميا، وبالتالي هو لن يسمح ان تتطوّر المواجهة الى معركة بين حليفيه مسرحها ميدان الممانعة، وذلك في ظلّ الاعباء الامنية والعسكرية والسياسية التي يتعرض لها الحزب في لبنان وسوريا.

 

السابق
أشرف الناس بلا كهرباء ومياه
التالي
دوي انفجار في ألمانيا