لن نبرّئ الاسلام من «الارهاب» مجدّدا!

مع كل "ضربة كف" في أي بقعة من بقاع الارض أصبحنا نحكم عن سابق اصرار وتأكيد على الفاعل بانه من حملة الجينات الاسلامية، لانه بالفعل وغالباً، هذه هي الحقيقة!

ومن ثم نجدد التأكيد على أن المنفذ أومن القي بهم في هذه المعمعة، هم شواذ عن المجتمع و“الاسلام” منهم براء، وأيضاً هذه هي الحقيقة. ولكن، لماذاعلينا التأكيد المتكرر لهذا الأمر؟ ولماذا نشعر بالخوف من ان نتهم بالتطرف اذا أطلقنا عبارة دينية اسلامية معينة كانت قبل “همروجة” داعش تمر مرور الكرام على مسامع الجميع؟!

ان معاودة التأكيد بعد كل جريمة ارهابية بأن الارهاب لا يمت للاسلام بصلة لم يعد ينفع، فالبعض في مجتمعنا اللبناني تحديداً يريد أن يسمع كل يوم بتفجير ما أو بعملية انتحارية تتبناها “داعش”، أو على الأقل أن يعلن عن “الهوية الاسلامية” للمنفذ، ليدعم بعدها أفكاره الدفينة منذ الحرب اللبنانية، اذا سلمنا جدلا أنها دفنت أصلا، ويبدأ بتكذيب التأكيد السابق، وهذا الأمر لا يقتصر على طائفة معينة، بل على مختلف الطوائف لا سيما الاسلامية منها! والمثير للاستغراب أكثر أن هؤلاء من أبرز دعاة الانفتاح على الأخر والعيش المشترك والديمقراطية والانسانية وغيرها من الشعارات التي بدأت تتهاوى بعد تكرر الهفوات التي تجعلهم أبعد ما يمكن عن اي من الشعارات السابقة.

إقرأ أيضاً: السيد محمد حسن الأمين يكشف الاسباب الحقيقية لتفشي الارهاب

المشكلة اليوم ليست بتنظيم متطرف استعاد بريقه في السنوات القليلة الفائتة، بل المشكلة بجزء من الشعوب التي انتظرته طويلاً، فهذا البعض يرى بهذا التنظيم السبب الأول لمهاجمة الدين ككل ولتبرير كل أفعاله الشخصية المنافية لهذا الدين، علماً أن ما من أحد دعاهم لتغيير حياتهم الشخصية أو تعديلها، فالدين أصلا لم يأمرنا بذلك! فلما التبرير أصلا؟ ولماذا التناسي بأن أغلب ضحايا هذا التنظيم من “أبناء دينه”؟ ولما التجاهل لمرحلة لفترة التي سبقت ظهور هذه الأنواع من التظيمات الجهادية المتطرفة وما فيها من دوافع سياسية تقف وراءها؟

نعم المشكلة بالأفكار التي ترسخت في عقول البعض، ذلك لأنها لن تنتهي مع انتهاء “داعش” وأخواتها، بل ستتنقل عبر الأجيال، وتضعنا أمام مصنع جديد للتنظيمات عينها، ولكن هذه المرة ستكون من صنع الأفكار عينها التي عادت ما اتت به التظيمات المتطرفة، بطريقة متطرفة مشابهة لها، ان لم تفوقها تطرفاً!

إقرأ أيضاً: القتل والارهاب اصبحا ثقافة وظاهرة عالمية

لا لن نبرئ الاسلام من “الارهاب” مجددا! فمن يعرف الاسلام والديانات الاخرى والكتب السماوية ليس بحاجة لتبرئة الأديان بما فيها من فتاوى من شيء، أما الجاهل بما سبق فهو كالمريض ذهنياً، وليس على المريض حرج!

السابق
قتل باسم الإسلام… الأب الذي ذبح أقرب منكم إلى الجنة
التالي
أنور الثاني في إسرائيل.. من التالي؟