عدّ يا أبي

ابي كنت وستظل في وجداني،سيظل النسيان يقف أمامي عاجزاً، لأني لا أريد سوى ذكراك.

اريد أن تبقى هنا ان تعود الى مكانك، الأشياء تسأل عنك، اروقة المنزل، كل شارع مررت فيه كل الاشياء تفتقدك يا ابي. حتّى انا أنام وأصحو على أمل لقائك آملة ان تكون وفاتك مجرّد كابوس وانتهى…

كنت جبلاً شامخاً عصياً على الألم، وفجأة رحلت دون سابق انذار، رحلت وتركتنا نتألم ونبكي حسرة على فراقك… موتك فاجعة لم ولن اتقبلها. ولا يزال الأمل يحدوني بأنك سوف ترجع إلينا يوما … قم يا أبي القبر ليس مكانك، مكانك هنا بين عائلتك.

كنتَ حتى اللحظة الأخيرة متمسكًا بالحياة. كنت تهمس لي بصوت متقطع، ماذا قال الطبيب؟

قلت لك انك بخير يا ابي لا تقلق، مسكت يدك، وكنت أود تقبيلها لكني تراجعت خوفا من أن تشعر بسوء حالتك.

قلبك لم يحتمل، وكان الوداع الاخير، لم تكن ترغب بالرحيل، اعلم ذلك لأنك بكيتَ عندما فارقتنا.. كما بكينا نحن.

حين أخبرونا أنك رحلت، لم أصدق، وقعت ارضا وصرخت؟ أبي لم يمت، انتظرت كلمة تريح قلبي لكن لا جدوى.. لم اصدق إلا حين رأيتك جامدا، وتوقفت نبضات قلبك، بقيت اراقب انفاسك علها تعود علك تشعر بألمي وحرقتي وتعود لأني لا أقوى على الحياة بدونك، كنت أبي وقدوتي والان كسرت ظهري. فأنا وحيدة من دونك.

عد يا ابي او خذني اليك فهنا فراقك يكويني، كيف أقوى على ان يكون جزء من قلبي في أحد القبور؟!

يا روحا كانت لي كلّ شيء، عد او فالتتوقف الحياة من بعدك…

موتك يا ابي علمني ان الحياة كذبة كبيرة نعيشها ونرحل كأننا لم نكن…

السابق
الرأي العام أفرج عن حسن يعقوب… وهنيبعل ينتظر الإفراج السياسي
التالي
لعبة ترامب العنصرية تهدد حياة الأميركيين