تفاصيل مخطط عين الحلوة الإرهابي..وهكذا أفشله الجيش!

عين الحلوة

برز أمس لـ”النهار” تطور اكتسب دلالات مهمة وتمثل في تعاقب عمليات تسليم مطلوبين من مخيم عين الحلوة الى مخابرات الجيش وكان من أبرزهم محمد عبد الرحمن شمندر شقيق الفنان فضل شاكر، الى أربعة آخرين.

وعلمت “النهار” في هذا السياق ان الجيش قام بعملية رصد مركزة لتحضيرات كان يعد لها تنظيم “داعش” وجبهة “النصرة” في المخيم ورصد تعاميم موجهة الى مناصري المجموعات الارهابية داخل المخيم وخارجه، وأدرجت هذه التعاميم في اطار حملة تخويف وترهيب ومنع الشبان المطلوبين لدى السلطات اللبنانية من تسليم أنفسهم. ولذا اكتسبت عمليات تسليم عدد من المطلوبين أنفسهم طابعاً مهماً اذ عكست اتساع عملية الحصار التي يقوم بها الجيش للمجموعات الارهابية وسط قرار حاسم بعدم السماح باللعب بالوضع الامني.

ولعلّ الخطير في الامر وفق “الجمهورية” تسليط الارهابيين أنظارَهم على البوّابة الجنوبية، انطلاقاً من مخيّم عين الحلوة، سعياً منهم، وفي التوقيت الملائم لهم، إلى جعلها منفذاً لمخطط خطير، كان الإرهابيون على وشك الشروع في تنفيذه لضربِ الداخل اللبناني بتفجيرات وغزوات وتدمير وإثارة فوضى في المناطق اللبنانية وزرع الفتنة بين اللبنانيين.

وعلمت “الجمهورية” من مصادر موثوقة أنّ المجموعات الإرهابية التكفيرية، عملت في الفترة الاخيرة على تشكيل عدد من الخلايا الإرهابية، وتجنيد الإرهابيين والانتحاريين داخل مخيّم عين الحلوة. وأتبَعت ذلك بإعداد خطة خطيرة حدّدت فيها مجموعة أهداف:

الهدف الأوّل: ضربُ وحدات الجيش المتمركزة في محيط المخيّم، ومحاولة قطعِ خطوط إمداد الجيش ونقاطه ومواقعه الموجودة في أطراف المخيّم أو في المناطق القريبة أو حتى نحو طريق بيروت ـ صيدا. والأهمّ هو ضرب الطرق الحيوية التي يَسلكها الجيش اللبناني نحو ثكنِه بغية قطعِ المؤازرة عنه، وبالتالي يكون الهدف عزل تلك النقاط والانقضاض عليها.

الهدف الثاني: قطعُ طريق الجنوب، صيدا ـ الغازية، وأوتوستراد صيدا – الزهراني الذي يمرّ من مناطق محاذية للمخيّم، بصفته شرياناً حيوياً يجب قطعُه لكي يضيّق الخناق على «حزب الله» وبيئته. على أن يتمّ ذلك، إمّا بالقنص من بعيد من أماكن مشرفة داخل المخيم، وإمّا من طريق الغزو المباشر وتنفيذ هجمات مفاجئة وارتكاب مجازر في حقّ العابرين.

الهدف الثالث: إشغال الجيش وإرباكه، إنْ فكّرَ في شنّ عملية عسكرية ما، أو تنفيذ ضربة عسكرية ما للمخيّم في حال تحرّك ضد المناطق التي تأوي الإرهابيين الفارّين. ويروّج الإرهابيون، كما هو وارد في الخطة، أنّ الجيش سيعمل وفق سيناريو القضمِ، إنْ دخلَ إليها، أي عزلها وتقسيمها بغية تسهيلِ حركته فيها وتطويق الإرهابيين في جيوب صغيرة تمهيداً لقتلِهم أو اعتقالهم أو الانقضاض عليهم.

الهدف الرابع: إحداثُ الفوضى في مدينة صيدا وجوارها عبر عمليات تفجير واغتيالات.

الهدف الخامس: إحداثُ فوضى كبيرة ودمار وترويع في سائر المناطق اللبنانية، وتحديداً في بيروت وضاحيتها الجنوبية عبر استهداف تجمّعات وأماكن سكنية مكتظة. ولقد بلغَت الجيشَ معلومات موثوقة بأنّ أمير “داعش” في مخيّم عين الحلوة عماد ياسين قد تلقّى في الفترة الأخيرة توجيهات مباشرة من مسؤول العمليات الخارجية في “داعش” المدعو أبو خالد العراقي، يطلب فيها القيام سريعاً بعمليات تفجير كبيرة، على غرار تلك التي جرَت في العراق أخيراً وأوقعَت مئات الضحايا.

وقال مرجع أمني كبير لـ”الجمهورية” إنّ “الجيش اللبناني يملك معطيات خطيرة، عن انّ عماد ياسين يخطط لأعمال إرهابية كبيرة في الداخل اللبناني، من صيدا إلى بيروت وسائر المناطق اللبنانية، وأنّ الجيش لن يسمح أبداً لتلك المجموعات الارهابية بأن تعبثَ بلبنان”. أضاف: “هذا الوضع الخطير يدفعنا من جديد للتوجّه إلى سكّان المخيم والفصائل الفلسطينية، لأنّ التراخي في هذا المجال قد تكون له العواقب الوخيمة على المخيّم وأهله وكذلك على محيطه، وهذا يقتضي أن تتحمّل الفصائل وأبناء المخيّم المسؤولية فيَلفظوا الأجسام الإرهابية منه”. ولفتَ إلى أنّ “الجيش قد أوصَل رسائل واضحة وحازمة إلى المعنيين، مفادُها أنّه بمقدار ما تشكّل المجموعات الإرهابية داخل مخيّم عين الحلوة خطراً على لبنان، فإنّها تشكّل الخطر الأكبر على المخيّم، وليس بعيداً أن تحاول الانقضاض عليه في أيّ وقت للسيطرة عليه ومحاولة جعلِه منطلقاً للعمليات الإرهابية إلى الداخل اللبناني مع ما لذلك من آثار وعواقب تدميرية”.

ولاحظت “النهار” في هذا السياق ارتفاع وتيرة التنسيق بين الجيش والامن العام من جهة والفصائل الفلسطينية من جهة اخرى، وقام وفد فلسطيني أمس بجولة على قائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم.

 

السابق
تحركّات مشبوهة لـ«داعش» في الشمال!
التالي
أخبار محلية إقليمية ودولية في سلّة «جنوبية» أمس