هل أمر السيد نصرالله بإعادة حصّة أمل في بلديات الجنوب؟‏

مرحلة جديدة من الاستئثار بقرار الجنوبيين بدأها حزب الله وحركة أمل عبر استقالة عدد من المستقلين الذين نجحوا البلديات التي تخلّت فيها قواعد الحزب عن دعم ممثلي الحركة.

بعد مرور أكثر من شهرين على انتهاء الانتخابات البلدية في جنوب لبنان والتي جاءت بنتائج لم تكن مرضية للثنائية الشيعية حزب الله وحركة أمل في عدد من البلدات والقرى، فان تداعيات الانتخابات لا زالت متواصلة. فإضافة الى الخروقات التي حققها المستقلون في العديد من البلديات الجنوبية، برزت خلافات بين حزب الله وحركة أمل بعدما عمد كوادر الحزب في العديد من البلدات في دعم مرشحين مستقلين مقربين من الحزب، على حساب مرشحين من حركة أمل عبر تشطيبهم من لوائح التوافق من أجل السيطرة على البلديات بشكل كامل.
عدم التزام قواعد وبعض مسؤولي حزب الله بالاتفاق الذي أبرم مركزيًا مع حركة أمل منذ العام 2010 ، والذي يقضي بالتحالف بين الحزبين في المناطق كافة في الجنوب والبقاع والضاحية والمحاصصة داخل المجلس البلدي على قاعدة الالتزام بمفاعيل الانتخابات البلدية لعام 2004، أدى الى وصول مرشحين مستقلين الى بعض المجالس البلدية بدأت تظهر نتائجه في بلدة حاروف، حيث تقدم 8 أعضاء في المجلس البلدي باستقالاتهم إلى محافظ النبطية محمود المولى يوم الإثنين الماضي، بذريعة عدم اتفاقهم على انتخاب رئيس للبلدية ونائب للرئيس. وبالتالي، حُلّت البلدية، بسبب استقالة أكثر من نصف أعضائها الـ15، ليُكلف قئمقام النبطية بمهمات المجلس البلدي إلى حين انتخاب مجلس جديد.

حزب الله وحركة امل
مصدر من بلدة حاروف أكّد لـ«جنوبية» أنّ السبب الرئيس وراء استقالة الأعضاء هو «من أجل حصول حركة أمل على 8 أعضاء وأن يكون الرئيس بالتالي من أمل، وحزب الله 7 أعضاء، ولكن جاءتنتائج الانتخابات ب 7 أعضاء لصالح الحزب و5 أمل و3 مستقلين، الأمر الذي دفع حركة أمل للطلب من ثلاث أعضاء في حزب الله من تقديم استقالتهم من أجل انتخاب بلدية جديدة تحقق التمثيل الصحيح بموجب اتفاق 2010 الآنف الذكر».

إقرأ أيضاً: حركة أمل تنسحب من معركة «بريتال»: حزب الله يلغي الجميع
وأضاف المصدر «قرار حزب الله كان مرنًا مع حركة أمل، واضطرت كوادر الحزب في البلدة للانصياع إلى أوامر القيادة لتصحيح الأمور، ومن المتوقع أن يتكرر في الأيام المقبلة سيناريو حاروف في عربصاليم لحلّ البلدية بعدما دعم حزب الله مرشحين مستقلين وقاموا بتشطيب مرشحي حركة أمل وهذا ما يعتبر إخلالاً بالعهد المبرم بين الحزبين أيضا».
وعلى الرغم من أنّ الخطوة التي اتخذها حزب الله عبر الاستقالة من المجالس البلدية التي وصل إلى مقاعدها مستقلين هي خطوة إلغائية، إلاّ أنه بحسب مصدر مواكب قال لـ”جنوبية” أنّ «الحفاظ على الاتفاق بين حركة أمل وحزب الله هو الخطوة الأهم، فهناك تعليمات من السيد حسن نصرالله وجّهها إلى المسؤولين في الحزب تقضي بإعادة الأمور إلى نصابها في البلديات التي تعرضت فيها حركة أمل إلى خديعة من كوادر حزب الله الذين اختاروا التشطيب في الانتخابات الأخيرة الإثبات بإن شعبيتهم أصبحت تطغي على شعبية أمل».

إقرأ أيضاً: هكذا استولى حزب الله على بلديات لحركة أمل في الجنوب
وأضاف المصدر «ما حصل في الانتخابات البلدية قبل شهرين في الجنوب تسبب بأزمة ثقة حادة بين جمهوري الحركة والحزب كان من الممكن أن تنسحب على كلّ التحالفات السياسية بينهما من تحالفات نيابية ووزارية ونقابية وغيرها، وهو ما يهدد بالاطاحة بالثنائية الشيعية الصارمة التي تشكلت بعد الانسحاب السوري من لبنان عام 2005».
إذًا يبدو أنّ مبدأ المحاصصة واقتسام المغانم بين حركة أمل وحزب الله يفوق كل التوقعات، فتوزيع المقاعد والمهمات في البلديات بين الثنائية الشيعية يجب أن تكون محمية من أي خرق وإن حصلت فتطيير الانتخابات الديمقراطية وهذا «واجب جهادي» جديد!

السابق
بالصورة: هذا هو الكاهن الذي ذبح.. وراهبة ناجية: المهاجمان تحدثا بالعربية وصوّرا نفسيهما
التالي
سجى الدليمي أسيرة المستشفى