مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب في العاصمة العراقية بغداد

انعقد في العاصمة العراقية بغداد مؤتمرا دوليا لمكافحة الارهاب من 22 تموز حتى 24 تموز شارك فيه ممثلون عن 34 دولة عربية واحنبية. وقد ألقى الباحث وعضو اللقاء الروحي وممثل المرجع جواد الخالصي في لبنان الشيخ عباس حرب العاملي من لبنان كلمة جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم
من هنا نبدأ: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ).

اقرأ أيضاً: اطلاق كتاب «الحقيقة و لو بصوت يرتجف» لأسعد شفتري‏

الارهاب لا دين له:
الأخوة الأعزاء في الجبهة العربية الشعبية لمواجهة الارهاب.
لقد ظن الإرهابيون بكافة اشكالهم وانتمائهم أنهم عبر اللجوء إلى العنف والتدمير والقتل والتفجير إنما يؤرخون لمرحلة جديدة من الصراع الدولي حيث اعتبروا أن القوى الرأسمالية تقف في خندق ويقف في مواجهتها في الخندق المقابل دعاة الإسلام من الذين فسروا تعاليم وشرائع هذا الدين الحنيف بما يخدم توجهاتهم وتطلعاتهم وبما يحقق مآربهم وغايتهم الذاتية.
لقد سمح هؤلاء لأنفسهم أن يصنفوا دول العالم كما يشاؤون ما بين عدو وصديق وعمدوا عبر بياناتهم وأطروحاتهم الأيديولوجية وأنشطتهم الإعلامية إلى تكريس هذا التصنيف مستهدفين من وراء ذلك التأثير على العامة من المسلمين ممن يملكون ثقافة دينية محدودة.
وللدلالة على ما يعيش هؤلاء الإرهابيون من ضياع وتشتت في الفكر والعقيدة فقد رفعوا شعارات غير متناسقة ولا متوافقة ولا تحمل في طياتها أي نضج ديني أو سياسي أو اجتماعي بدليل أنهم تارة كانوا يحاربون الغرب لأنه مسيحي كافر وتارة لأنه يعادل المسلمين ويستأثر بمصالحهم . . وهذه التصنيفات طالت أيضاّ الدول العربية والإسلامية علمًا أن هذه القوى الإرهابية التي تتستر بالإسلام لم تقم بأي هجوم على أشخاص أو مصالح (صهيونية) ولم توظف أدنى ما تملك من طاقات وإمكانيات للدفاع عن ( المسجد الاقصى الشريف) الذي تنتهك يوميًّا حرماته.
وعلى الرغم من الدعوات المتكررة التي صدرت من معظم العواصم العالمية ورغم أن الإرهاب بات يهدد كل القوى الكونية دون استثناء فإن أي مؤتمر جدي (لمكافحة الإرهاب على المستوى الدولي) لم ينجح في الإلتئام لأن عواصم صناعة القرار في العالم أغرقت نفسها عن عمد في لعبة المفاهيم بحيث مزجت ما بين (المقاومة للاحتلال وما بين الإرهاب)، على الرغم من أن الفارق بينهما واضح ولا يحتاج لكثير من الدلائل أو من البراهين.
وغالبًا ما يعتمد الإرهاب في تحقيق أهدافه على عنصر هام وهو نشر الأفكار التي يعمل من أجلها وطرحها أمام الرأي العام العالمي والمنظمات الدولية للحصول على دعمها وتأييدها لقضيته.


ومن الأسباب الرئيسية للإرهاب عدم رجوع الشباب إلى مفاهيم الدين الحنيف والعلماء الثقات في تفقهم وتربيتهم الدينية الصحيحه، وقد أدى ذلك إلى ضعف البصيرة عند الشباب.. لقد أثر الإرهاب على المجتمعات وعلى الاقتصاد الوطني والقومي والإقليمي والعالمي وعلى سياسة الدول الداخلية والخارجية وعلى مستوى العلاقات الاجتماعية فساعد على انتشار الرعب بين أوساط المجتمع وزعزعة الثقة بين أفراده وشرائحه كما أثر على الاستقرار النفسي والمعيشي للسكان وعلى المستوى الاقتصادي الوطني بزيادة الإنفاق على أمن الأفراد والمنشآت والمسؤولين السياسيين, على المستوى الداخلي في المطارات وأمن السفارات كما أنه يؤثر على المستوى القومي بانخفاض العائدات من السياحة والاستثمارات وتوقف الشركات الأجنبية عن العمل وتراجع المنتج من الموارد الاقتصادية الأخرى المتعلقة بالزراعة والتجارة لدول عدة.
كما يؤثر على علاقات الدول بالدول الأخرى والتوتر في العلاقات الدولية بحيث يؤدي احياناً إلى التوتر في العلاقات أو إلى الحرب، وهذا والإرهاب المشؤوم شوه صورة الإسلام وعرض الأقليات المسلمة للمضايقة في المجتمعات الأخرى.
وعلى الجانب السياسي فقد أدى إلى ضعف التأثير الإقليمي للدول الإسلامية وتعرض بعضها للتحجيم السياسي واتهامها بإيواء الإرهابيين وتهديد عدد من الدول بالحرب والحصار الاقتصادي وفرض العقوبات بتهمة الإرهاب.
أن بلادنا العربية قد واجهت خلال السنوات القليلة الماضية الكثير من التحديات والمصاعب في إطار تنامي ظاهرة الإرهاب والتي تجسدت في أعمال عنف وخطف وتخريب مختلفة قامت بها جماعات متطرفة.. فالارهابييون الذين يستهدفون الأمن والاستقرار وتخريب المنشآت الوطنية يعتبرون مجرمين وتعتبر جرائمهم خطيرة تستهدف الوطن لإيصاله إلى التفتت والفرقة كما أنها تعرض الوطن لمخاطر وأطماع المستعمرين، فعلينا جميعاً التكاتف والتعاون والتآزر من أجل معالجة التطرف من خلال نشر الوعي الوطني والديني والحرص على تحصين الشباب وحمايتهم من التطرف والعنف بما يبقي بلادنا بعيدة عن كل عوامل الحقد والإرهاب ونحافظ على سيادتنا ونجعل شعارنا الدائم ان سيادة الوطن العربي وحماية أمنه واستقراره مسؤولية الجميع.
إذ المطلوب أن تتضافر اليوم الجهود الدولية لصياغة طريقة بشأن كيفية مكافحة الإرهاب والحد من شيوعه والسعي جديًّا إلى اقتلاعه من جذوره.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

السابق
بالصورة ـ مقتل القيادي في داعش في القلمون
التالي
حقيقة تسليم فضل شاكر نفسه…‏