اسرائيل في احسن حالتها

قامت مجلة فورين أفيرز الأميركية بتمرين سريع ، استطلعت بموجبه أراء حوالي 30 خبيراً استراتيجياً ، حول ما إذا كانت إسرائيل اليوم في أفضل حالاتها اقتصادياً وعسكرياً وأمنياً عما كانت عليه في أي وقت مضى. وافق 21 من هؤلاء على هذا الوصف وعارضه تسعة ، وقد طرحت المجلة وجهات نظر الفريقين باختصار. الاغلبية تعتقد أن إسرائيل اليوم أفضل حالاً من اي وقت مضى ، فهي أغنى ، وأقوى ، وأكثر امناً حسب التعريف المعتمد للأمن ، فهناك التقدم التكنولوجي ، والقوة العسكرية ، وغياب أي خصوم يهددونها من بين جيرانها ، خاصة مع عدم تاثرها بالحالة المضطربة في المنطقة. أما الأقلية التي تعارض هذا الحكم فتشير إلى استمرار الصراع مع الفلسطينيين ، واحتمالات انهيار عملية التنسيق والتعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية ، ووجود كيان معادٍ لإسرائيل في قطاع غزة ، والحالة الصعبة في الإقليم بشكل عام التي تجعل الأمن الإسرئيلي مهزوزاً ، غير مضمون ، ومحل شك. في العالم العربي لا خلاف بين المحللين على أن إسرائيل اليوم أكثر قوة وأمناً مما كانت عليه منذ تأسيسها قبل حوالي سبعة عقود.

إقرأ أيضاً: اسرائيل: ايران افشلت الانقلاب ضد اردوغان عبر مدير مخابرات تركيا وشمخاني يعترف

فليس هناك جيش عربي نظامي يهددها ، واحتمالات حرب عربية شاملة ضد إسرائيل كما حدث في 1948 ، 1956 ، 1967 ، 1973 غير واردة ، وما يحدث من تدمير للعراق وسوريا يثلج صدر إسرائيل. أمن إسرائيل لا تكفله قوتها الذاتية ، ولا المظلة الأميركية على أهميتها ، بل الانقسام الفلسطيني ، والضعف والتخلف العربي ، والحرب العربية الأهلية على أسس دينية وطائفية وعرقية. وإذا كان السلوك العربي هو الذي قدم لإسرائيل أكبر خدمة ، وجعلها في أفضل حال ، فإن السلوك الإسرائيلي هو الذي يلحق بها الضرر ، وفي المقدمة ظهور إسرائيل عالمياً كدولة مارقة ، ودولة احتلال لا تلتزم بالقانون الدولي ، وتمارس الفصل العنصري ، وترفض عملية السلام ، وتفرز حكومة من عتاة المتعصبين والمتطرفين الذين لا يخفون توجهاتهم التوسعية ، واستهدافهم لقيام إسرائيل كبرى تضم الأراضي المحتلة وتحاول التخلص من السكان العرب بطريقة أو بأخرى.

إقرأ أيضاً: الجنرال عشقي لاذاعة جيش الاحتلال: اسرائيل والسعودية «شركاء» ضد ايران والارهاب

قادة إسرائيل كانوا يصفونها بأنها دولة يهودية وديمقراطية ، ولكن التطورات الاخيرة تسير باتجاه المزيد من اليهودية والتراجع عن الديمقراطية.

السابق
السباق السعودي الإيراني للوصول إلى البوابة الإسرائيلية
التالي
دمشق والدمشقيون