إحراق صورة الجسر.. مَن يستهدف الإعتدال في طرابلس؟

كتب عبد الله بارودي في” الجمهورية”: إحراق صورة الجسر… مَن يستهدف الإعتدال في طرابلس؟

ما هي دلالات احراق صورة سمير الجسر؟ ولماذا الجسر؟ من الواضح، أنّ حركة الجسر في الأسابيع القليلة الماضية على المستوى الشعبي والالتفات بشكل مكثف الى مطالب أبناء المدينة الحياتية، وتحديداً في التبانة والقبة والمناطق الشعبية، والاطلالات الاعلامية المتكرّرة، أزعجت البعض، وأكدت لهم بأنّ الرئيس سعد الحريري لم يكن «يمزح» حين أشار في زيارته الأخيرة الى طرابلس بأنّ علاقة جديدة ستولد مع الطرابلسيين مبنيّة أساساً على التواصل المباشر معهم والوقوف على احتياجاتهم الاجتماعية والانمائية والحياتية إن كان عبره مباشرة، أو من خلال قيادات مستقبلية في المناطق تمثل الحالة الحريرية الواقعية والفعلية، ودون تحوير أو تحريف. فانبرى الجسر لهذه المهمة سريعاً في طرابلس، ونجح خلال أيام قليلة في إظهار حنكة سياسية، فعمل مباشرة على وضع خطة متكاملة بالتعاون مع منسّقية طرابلس لإعادة تصويب الأمور في «المستقبل» محلياً بأسرع وقت ممكن، وقام بتصويب وتصحيح مساره السابق بعدم إظهار ما يقوم به على مختلف المستويات التشريعية والشعبية عبر الاعلام. قناعة ولّدت لدى مَن عمل على مسار الانتخابات البلدية، ونجح في وضع قطارها على سكة معيّنة، لإثبات تغيّر المزاج الشعبي في المدينة، بأنّ الأمور تتّجه مجدّداً للخروج عن سيطرته، وبأنّ المدينة تثبت مرة أخرى واقعها السياسي الطبيعي!.. ما جرى، كشف أهداف المرحلة السياسية التي عاشتها العاصمة الثانية طوال الأشهر القليلة الماضية، والتي أراد «المايسترو» استمرارها لحين اجراء الانتخابات النيابية ربيع العام المقبل، لتولد معها طرابلس التي تتلاءم مع أهدافهم وتتطلعاتهم ومشروعهم. تشير اوساط طرابلسية الى أنّ «المطلوب هو ضرب الاعتدال في طرابلس، وضرب مشروع العيش الواحد بين ابناء المدينة، وقطع أيّ طريق أو جسور تواصل بين الطرابلسيين وأبناء المناطق المجاورة. اضافة الى إسكات الخطاب الهادئ والوازن والرصين، ومحاصرة أهل الحكمة والكفاءة والنزاهة». وتضيف المصادر: «المطلوب اليوم، إنهاء ما يُسمى مشروع رفيق الحريري السياسي وكل مَن يمثل هذا المشروع، الذي ولد أساساً على مفاهيم الاعتدال والسلم الأهلي والوحدة الوطنية والتعايش الاسلامي المسيحي».

السابق
معركة تقنين الكهرباء في بيروت فتحت
التالي
ترامب معنا أم ضدنا؟