في الذكرى الخامسة لمذابح العنصري النرويجي أندرس بريفيك.. ذبحت ميونيخ!

ماذا تمثل الذكرى الخامسة للعنصري النرويجي أندرس بريفيك، وماذا صنع؟

أندرس بيرينغ بريفيك، اسم ما إن يسمع به كثيرون حتى ترتعش أوصالهم، كيف لا والفتى أمضى ثلث حياته يدبر مشروعاً متطرفاً جعل منه أشهر المجرمين عنفاً في التاريخ، كتب عن نفسه قائلاً “حظيت بتربية مميزة محاطاً بأشخاص مسؤولين وأذكياء”، مضيفاً إلى نفسه ألقابا مثل “قائد فرسان الحق” تيمناً بالفرسان الصليبيين، إلا أنك ما إن تقرأ سيرته وترى فعلته حتى تحس نقيضاً لا شك فيه يجعلك ترفع حاجب الدهشة إلى أعلاه.

ففي صغره “كان صبياً عادياً، بيد أنه كان منطوياً على نفسه ولم يكترث بالسياسة”، هكذا تحدث والد بريفيك ذلك الشاب الطويل الأشقر، الذي نفذ مجزرة سجلت على أنها الأخطر التي شهدتها النرويج منذ الحرب العالمية الثانية.

ونشأ بريفيك مع والدته في عائلة من الطبقة الوسطى لم تواجه مشاكل مالية، وانقطع عنه والده في 15 أو 16 من عمره، ومأخذه الوحيد هو أنه أعطي “قدراً من الحرية أكثر مما ينبغي”.

وفي عام 1999 التحق بريفيك بحزب التقدم وهو تنظيم يميني شعبوي، أوكلت إليه مسؤوليات محلية مع حركة شبيبة الحزب. ولأن الحزب كان شديد الانفتاح على “التعددية الثقافية” كما يرى بريفيك ترك الحزب في عام 2006.

وقال الحزب إنه كان فتى خجولاً بعض الشيء ونادراً ما كان يشارك في المناقشات، وغالباً ما ينتقد الإسلام والتعددية الثقافية والماركسية على الإنترنت حيث ينشط كثيراً، إلا أنه يعتبر نفسه “أكثر ميلاً إلى التساهل” و”متهاونا”. وإن كانت دوافعه لا تزال غامضة وتعكس تناقضاً، إلا أن تصميمه بات جلياً.

ونشر بريفيك يوم المجزرة شهادة طويلة من أكثر من 1500 صفحة على الإنترنت عرض فيها بشكل مفصل التزامه العقائدي بمكافحة الإسلام والماركسية خلال السنوات التسع الأخيرة، واللحظة الحاسمة في خريف 2009 حين قرر الانتقال إلى تنفيذ مشاريعه.

إقرأ أيضاً: من نفذ هجوم ميونيخ: نازيون أم متطرفون؟

ويشرح بيرينغ بريفيك الذي ولد في 13 فبراير/شباط 1979 أنه عاش طفولة عادية بين والد دبلوماسي وأم ممرضة تطلقا حين كان عمره سنة. ويعرّف عن نفسه بلقب “قائد فرسان الحق” تيمناً بالفرسان الصليبيين، كيف أخفى خططه عن محيطه حتى لا يفشل مشروعه قبل تنفيذه، وقد نجح في ذلك.

وكتب “بعدما بقيت طوال الوقت تحت تأثير عقود من الإرشادات العقائدية التعددية، أشعر بالحاجة إلى التأكيد على أنني في الواقع لست عنصرياً ولم أكن يوماً عنصرياً”.

وتابع “لم يكن الانتماء إلى حليقي الرؤوس يوماً خياراً مطروحاً بالنسبة لي، فملابسهم وخياراتهم الموسيقية قلما أجدها مغرية وكنت أعتقد أنهم شديدو التطرف”، مشيراً إلى أنه كان له عشرات الأصدقاء “غير النرويجيين في شبابي”.

ويصف بريفيك نفسه على الإنترنت بأنه “محافظ مسيحي” يهوى الصيد وألعاب الكمبيوتر.

وقد اشترى مزرعة صغيرة في عام 2009 بالرغم من أن السجلات الضريبية -التي يمكن للجميع في النرويج الاطلاع عليها- تشير إلى عدم تسجيله أي دخل في تلك السنة بعد سنوات من المداخيل الضئيلة جداً.

إقرأ أيضاً: تمّ الكشف عن هوية منفذ هجوم ميونيخ… من هو؟ وما علاقة إيران؟!

وأتاح له شراء المزرعة الحصول في أيار/مايو على ستة أطنان من السماد الكيماوي، استخدمها على ما يبدو لصنع المتفجرات المستخدمة في الهجوم على مقر الحكومة النرويجية، وذلك دون إثارة أي شبهات.

كما انضم إلى نادي رماية، مما سمح له بالحصول على رخصة بحيازة قطعتي سلاح إحداهما بندقية آلية يعتقد أنه استخدمها لإطلاق النار على الفتيان والفتيات المشاركين في مخيم صيفي لشبيبة الحزب العمالي في جزيرة أوتوياه قرب أوسلو.

(الجزيرة)

السابق
لماذا يجب تفكيك الدولة التركية العميقة؟
التالي
جريمة ميونيخ: النازحون منها براء.. وبصمة الإرهابي من إيران!