ذابح العسكريين في المحكمة العسكرية: حلالٌ قتل الشيعي والمسيحي…

مَن مِن اللبنانيين لم يسمع باسم بلال ميقاتي العنصر المتهم في تنظيم <داعش> والذي اعترف بذبح الجندي في الجيش اللبناني علي السيد. ميقاتي ابن 21 عاماً وخلال جلسة استجوابه، كان الجميع ينظر اليه باستغراب وهو واحد من قلة لا يعيرون أهمية لما هم عليه ولا يعربون عن أسفهم لكل ما فعلوه. خلال جلسته تفوق ميقاتي ببرودة أعصابه وضحكاته ولا مبالاته على زميله في الاجرام نعيم عباس، حتى ان العميد ابراهيم اعلن بعد اخراج ميقاتي من قاعة المحكمة بعد الانتهاء من استجوابه <هذه أول مرة أشعر بالقرف. عندما سمعته خفت، وللحقيقة فأنا لم أخف على نفسي وإنما خفت على البلد>.

تحت قوس المحكمة العسكرية، وقف ثلاثة شبان أطولهم لا يصل إلى مستوى المذياع المثبت عند المنصة. واحد منهم لم ينبت حتى شعر لحيته ليغطي بشرته السمراء، إذ انه لا يزال قاصراً فيما يتراوح عمر الاثنين الآخرين بين 18 والـ21 عاماً وان لم يظهر ذلك على محياه. يتبين للجالسين في قاعة المحكمة ان هؤلاء الثلاثة لا يبالون بواقعهم ولا بالاتجاه الذي سوف تسلكه محاكماتهم، لكن السؤال من هو هؤلاء الثلاثة: عمر بازرباشي الملقّب بحفيد البغدادي وبلال ميقاتي الملقّب بـأبو عمر اللبناني وهو ابن عم احمد سليم ميقاتي وعيسى عوض ابن شقيقة احمد سليم ميقاتي الملقّب بأبي مريم. باختصار هم ثلاثة نماذج عن مراهقي <داعش>، لكن المهمة المكلفون بها، كانت الانتقال من الحدود الى داخل لبنان. الأول من اعلاميي <داعش> هو من صوّر عمليتي ذبح العسكريين الشهيدين علي السيد وعباس مدلج، والثاني فهو الذي ذبح السيد، اما الثالث هو انتحاري كان يعد العدّة لتفجير نفسه في مركز أو آلية للجيش بحسب ما تسمح له الظروف.

إقرأ أيضاً: عمر وبلال ميقاتي هربا من «داعش» وسلّما نفسيهما للجيش؟

يقر ميقاتي امام المحكمة: <أنا أحب الدولة الاسلامية علماً انني سبق والتحقت بـ<جبهة النصرة> وخضعت معها لدورتين عسكريتين على حرب تكتيك وحرب العصابات، ومنها انتقلت الى الدولة الاسلامية لانها تحكم بما انزل الله. لكن في الحقيقة ان ميقاتي تشرب هذا الفكر التكفيري منذ صغره حين كان يتابع حرب الشيشان والروس ما دفعه الى الالتحاق آنذاك بالمعهد البخاري الذي درس فيه الشريعة لمدة اربع سنوات كما استعرض ميقاتي خبراته ومهاراته في سيرته الذاتية امام المحكمة، التي حاول رئيسها العميد ابراهيم ان يستشف ما كان في دواخل المتهم حين نحر الجندي الشهيد، وإن كان ميقاتي يلاحق في هذه القضية في ملف على حدة، لكن ابراهيم لم يفلح في ذلك حيث جاءه الجواب: خلّيه للملف الآخر. جل ما كشف عنه ميقاتي في هذا المجال ان عملية الذبح لم تحصل في منطقة اعزاز وان الذبح لا يُدرس انما ثمة قيادات في <داعش> هم الذين يعطون السنة للذبح>.

ولأن الذبح عمل وحشي، فقد بدا رئيس المحكمة مستعجلاً لمعرفة ما شعر به المتهم لدى تنفيذه العملية، فعاد ليسأله بطريقة أخرى عما اذا كانت عملية الذبح امراً عادياً، فاكتفى ميقاتي بالابتسامة دون ان يجيب.

إقرأ أيضاً: غورلي سمّى من ذبح العسكريين اللبنانيين..

هذه الابتسامة رافقت جلسة محاكمة ميقاتي، لم يكن خائفاً او متوتراً لا بل بدا سعيداً في رده على اسئلة الرئاسة بعيونه قبل لسانه، نطق بالكفر على جميع الطوائف من دون استثناء، محللاً قتلهم، بدءاً من <الايزيديين> لانهم عبدة شياطين والمسيحيين الذين اعتبروا المسيح هو ابن الله والشيعي والدرزي الذي لديه احكام عند الدولة الاسلامية، حتى ان السني الذي يخرج عن الطاغوت يُقتل. واضاف بأنه <في دولة الاسلام عليهم دفع جزية او الهجرة من ارضنا او ان يُقتلوا>.

(علي الحسيني – الأفكار)

السابق
مناظر الطبيعيه لمحاصيل زراعية على أشجارها!
التالي
أنقرة تسقط الجنسية عن أكثر من 10 آلاف تركي