قصة المذبوح في حلب لن تغفرها فبركات القاتل …و«جنوبية» توضح وتعتذر‏

ذبح (الطفل - الشاب) عبد الله عيسى، جريمة تُدان انسانياً وأخلاقياً ودينياً، إلا أنّ ما يجري من محاولات وفبركات لتجميل الجريمة وإخراجها من واقعها الذي لا مغفرة به لواقع أخر يلتمس المغفرة، هو المذبحة الحقيقية بحقّ الضحية التي نحرت.

بطريقة بربرية تُشابه نظام الأسد وتنظيم داعش، وبإرهاب لا يقل وطأة عن البراميل المتفجرة التي تسقط فوق رؤوس الأطفال، حمل “الثورجي” التابع لحركة نور الدين زنكي سكينه وذبح عبد الله من الوريد إلى الوريد بحركة استعراضية.

صورة لا إنسانية نقلها الفيديو، والذي لم تتوقف شناعة دقائقه عند الذبح، بل تكاملت بما أقدموا عليه سابقاً بحق الأسير من تنكيل وتعذيب وإساءة، وصولاً لحرمانه المياه ولتجاهل رجاءه الأخير وهو أن يعدم برصاصة.

دواعش الثورة، وجه النظام المعارض، من العناصر المتفلتة غير المنضبطة لم يكتفوا بجريمتهم بحق عبد الله عيسى بل جاهروا بها وعمدوا إلى تعميم أشرطة فيديو تدينهم حتى القيامة.
هذه الجريمة أو المذبحة، هزّت الرأي العام الداعم للثورة، الذي التمس في بعض النماذج الثائرة على الأسد صورة أكثر سوداوية منه، ونماذج تخطت بوحشيتها عناصر النظام الطاغي.

بذبح عبد الله عيسى، ذبحت الثورة السورية، ونزفت هويتها، لا سيما وأنّ وسائل إعلامية أكدّت أن الضحية لم يتجاوز الـ12 عاماً، وهو فلسطيني من سكان حي باب السباع في مدينة حمص، بهذه الجريمة المنكفأة على جرائم لا تمت لا للإنسانية ولا للحرية ولا لأي شريعة، أصبحت حركة نور الدين زنكي أمام مساءلة لا سيما وأنّ أول بيان قد تمّ تعميمه لم يحمل الإدانة المتوقعة.

إلاّ أنّ تطورات جديدة حوّرت القضية عن محورها، وحاولت تخفيف العملية الإجرامية، إذ ظهرت صفحة فيسبوكية تحمل اسماً مستعاراً وهو “Loly Alamora”، ادّعت أنّ الضحية ابن خالها، وأنّه سوري من حماه، وعمره 19 عاماً، مهاجمة كل من شوّه الحقيقة حتى الإعلام السوري الرسمي.

صاحبة هذه الصفحة، التي لا هوية واضحة لها، تثير الريبة بهدوئها، وبتجاوزها كل المأساة لمسألة عمرية لا يشكل توضيحها من فائدة بقدر ما يقدّم مبرراً يتمكن الثوار من خلاله أن يجدوا مخرجاً أمام المنتقدين ويقللون بالتالي من هول الإدانة.

منشور قريبة الطفل المذبوح
أما عمّا أوردته بأنّه ليس فلسطيني الجنسية فهذا يتعارض مع إدانة واستنكار أكثر من منظمة فلسطينية للحادثة.

إقرأ أيضاً: بأي حق وتحت أيّ اسم وأيّ عقيدة أو أيّ اسلام يذبح هذا الطفل السوري؟

ما كتبته “لولي الأمورة” نجح و وقعنا في الفخ (جنوبية أيضاً وقع) فصدقنا الرواية وتناقلناها كما العديد من المواقع لنكتشف مؤخراً أنّ صاحبة الصفحة قد ألغت حسابها، ممّا أكدّ أنّ كل تساؤلات التشكيك واقعية وأنّ “لولي” ليست إلا خطة للتأثير على المناخ العام المستنفر أمام هذه المأساة.

منشور قريبة الطفل المذبوح

من “لولي”، لبطاقة عسكرية تؤكد على الدور القتالي لحاملها وتفصل معلومات محددة عن الضحية وأهمها مسألتي العمر والجنسية، تتكامل اللعبة المخطط لها للخروج من مأزق العملية الآثمة.
إلا أنّها بطاقة لا مصداقية حقيقية لها فأيّ كان يمكن له أن يفبركها، وهذا ما شهدته مواقع التواصل الاجتماعي إذ تمّ إعداد بطاقتين في معرض المزاح لكل من الإعلامية كارول معلوف والفنان راغب علامة.

الهوية العسكرية للطفل

البطاقة التي فبركت لكارول معلوف
البطاقة التي فبركت لكارول معلوف

إذا، وبناءً على ما تقدم فإنّ الراسخ حالياً أنّ الضحية هو طفلٌ فلسطيني لا يتجاوز الـ12 عاماً، وكل كلام في غير هذا السياق لا يملك لا حجة ولا دليلاً.

إقرأ أيضاً: ماذا قالت جماعة نور الدين زنكي لـ«جنوبية» عن جريمة نحر الطفل الفلسطيني؟

ختاماً، مهما تكن الحقيقة أو الصورة الحقيقية وسواء كان عبد الله عيسى سوري أو فلسطيني أو أفغاني، ومهما بلغ عمره ولو كان في الأربعين، الجريمة التي قام بها فصيل الثورة لا تغتفر، وشناعة الصورة لن يبررها لا جنسية ولا فئة عمرية.

كما لا يمكن أن يقلل من المأساة التلطي بجرائم الأسد وهذا ما يحاول عناصر حركة نور الدين زنكي القيام به عبر ربطهم الجريمة بمجازر النظام .. إذ كيف لكم أن تحاربوا أسداً ماثلتموه نهشاً؟

وموقع جنوبية الذي وقع في خطأ الإنجرار عن غير قصد إلى بعض ما تم! تداوله من محاولات للتخفيف من وقع الجريمة. يهمه لأن يؤكد أنّه في وجه كل مجرم وضد كل جريمة سواء كان المرتكب باسم الثورة او باسم الأسد ..الجريمة جريمة ونقطة على السطر،….ولا يسعنا إلا الاعتذار من خطأ لم نتقصده ولم نقصده،

السابق
جنيد الأسير لدى «النصرة»: خان «الطائفة» ومع «حزب الله»
التالي
رسالة مفتوحة إلى الله ..