من أرسل طائرة الاستطلاع إلى الجولان المحتل: حزب الله أم روسيا أم النظام السوري؟!

يكتب يوآب ليمور، في “يسرائيل هيوم” انه على الرغم من عدم استكمال التحقيق في حادث تسلل طائرة غير مأهولة الى اسرائيل، امس، الا أنه يبدو حدوث فشل من قبل منظومة الدفاع الجوي.

منظومة الدفاع الجوي الاسرائيلية في الشمال تتواجد منذ عدة سنوات في حالة تأهب عالية، خشية تسلل طائرات من الأراضي اللبنانية او السورية. في 2013 ارسل حزب الله طائرة غير مأهولة الى الأجواء الاسرائيلية فتم اعتراضها واسقاطها فوق البحر مقابل حيفا. وفي ايلول 2014 تم اسقاط طائرة حربية من طراز سوخوي 24 تسللت من الأراضي السورية الى هضبة الجولان. ورغم انه لم يكن من الواضح آنذاك ما اذا كانت لدى الطائرة أي نوايا عدوانية ازاء اسرائيل الا انه تقرر عدم المخاطرة، وتم اسقاطها بواسطة صاروخ باتريوت، وتمكن الطيارون من مغادرة الطائرة والهبوط في الأراضي السورية.

ويوم امس تم تفعيل بطارية الباتريوت ضد الطائرة غير المأهولة التي اجتازت الحدود الى اسرائيل. ويسود التقدير بعد الحادث ان الطائرة اجتازت الحدود هذه المرة، ايضا، نتيجة خطأ، ولكنه تقرر على الفور عدم المخاطرة واسقاط الطائرة، وتم اطلاق صاروخيباتريوت لكنهما لم يسقطاها فعادت الطائرة الى الأجواء السورية. ولم يصل احد الصاروخين بتاتا الى الهدف وسقط بالقرب من كيبوتس اييلت هشاحر.

لم يكن واضحا حتى يوم امس، من هي الجبهة التي قامت بإطلاق الطائرة غير المأهولة. هناك ثلاث جهات “مشبوهة” محتملة: روسيا وسورية وحزب الله. صحيح ان روسيا ناشطة جدا في الأجواء السورية، لكنها تقلل من استخدام الطائرات غير المأهولة في منطقة هضبة الجولان؛ وفي كل الأحوال هناك تنسيق وثيق معها، منع حتى الآن اسقاط طائرات حربية روسية اجتازت الحدود الى الأراضي الاسرائيلية. مع ذلك، اذا تبين ان الطائرة كانت روسية، ستكون هناك حاجة الى فحص عدم التنسيق المسبق وكيف يتم منع حادث مشابه في المستقبل (والذي يمكن ان يتدهور الى ازمة بين الدولتين، ليست اسرائيل معنية بها).

إقرأ أيضاً: اسرائيل تسقط طائرة سورية بصاروخ باتريوت في هضبة الجولان المحتل

حزب الله يكثر من جمع المعلومات الاستخبارية في هضبة الجولان، بل يقوم بين الحين والآخر، بفحص منظومة الدفاع الاسرائيلية، لكنه حسب المعلومات المتوفرة لم يقم حتى الان بعمل جوي في قطاع هضبة الجولان. كما تقوم سورية بتفعيل طائرات غير مأهولة فيحربها ضد المتمردين، لكنه من غير المعقول انها رغبت بضرب اسرائيل او جر رد عليها.

رغم انه يتضح بأنه لم تكن للحادث نوايا هجومية، فانه من المفروض ان يثير مسائل ليست قليلة في الجيش الاسرائيلي. صحيح ان منظومة رصد الطائرات عملت بشكل ممتاز وسمحت بالتعقب المتواصل للطائرة، لكن منظومة الاعتراض فشلت. هناك اخفاقات مفهومة ومعروفة لمنظومة الباتريوت، لكنه يفترض فيها ان تواجه الطائرات بنجاح كبير يفوق مواجهة الصواريخ والقذائف. يجب ان يفحص التحقيق مسافات الاكتشاف والتشخيص والاعتراض، ولماذا فشل احد الصواريخ بشكل مطلق وسقط في بلدة مدنية.

إقرأ أيضاً: القصة الكاملة لاستهداف دورية اسرائيلية في الجولان: من أين جاءت القنبلة؟
في سلاح الجو الاسرائيلي يترسخ مصطلح “كاد يصاب”: التعامل مع شبه الحادث يتم كالتعامل مع حادث وقع فعلا، لكي يتم استخلاص العبر ومنع الحادث القادم. وفي الاستعارة من هذا المصطلح، فان “كادت تسقط” في يوم امس، يجب ان يولد نتائج واضحة، من اجل زيادة فرص الاعتراض الناجح في الحادث القادم.

السابق
أمين حطيط يغادر استديو الجديد غاضباً: لقد وقعتم في الفخ!
التالي
طائرة الجولان التي لم تتجرأ «الممانعة» على تبنيها أو الاشادة بها