طائرة الجولان التي لم تتجرأ «الممانعة» على تبنيها أو الاشادة بها

حدثان هامان ضجّت بهما ساحة الجولان المحتلة، فاُخْتُرِقَ العدو الاسرائيلي أمنياً أولاً ليسقط اثنين من عناصره بانفجار قنبلة يدوية، واخترق جوياً ثانياً، بطائرة استطلاع دون طيار حلقت فوق الجزء المغتصب من الأرض السورية.

“قتل جنديان وأصيب 3 آخرون بجروح متفاوتة نتيجة انفجار قنبلة يدوية في مدخل موقع عسكري في جبل الشيخ”، بهذا الحدث بدأ التطورات تشير صباح يوم أمس (الأحد) إلى تداعيات سوف تشهدها جبهة الجولان، إذ أنّ الفرضيات استنتجت أنّ عملية كهذه لا بدّ أن يكون لمحور المقاومة صلة بها، فمحور الممانعة وإن أضاع بوصلة فلسطين، إلا أنّه لا يمكن له أن يتجاوز أثناء قتاله في سوريا الشعب السوري وخياره أنّ هناك جزءًا محتلاً لا بدّ من استهدافه، لا لأجل دحر العدو ولكن لإيصال رسالة ومفادها أنّ التحالف مع روسيا حليفة اسرائيل لن يحوّل الأخيرة إلى صديقة.

هذه المعطيات تتابعت بحدث ثانٍ، وثالث، في وقت لاحق من يوم أمس، وهو ما تردد عن طائرة استطلاع مجهولة، تسللت للأجواء “الإسرائيلية” من الجهة الشمالية، اطلق عليها العدو صاروخين من نوع باتريوت، وما أكدته وسائل إعلام اسرائيلية عن سماع صوت صافرات الانذار تدوي هضبة الجولان المحتلة.

هذه الأحداث اللوجيستية مجتمعة نأى حزب الله بنفسه عنها، فتعامل إعلامه وإعلام الممانعة والحلفاء مع الحدث بأسلوب “النقل” عن وكالات إسرائيلية وكأنّهم يقولون للإسرائيليين نحن برّاء ممّا ألّم بكم.

فمحطة المنار الناطقة باسم حزب الله تعاملت مع الحدث بحيادية فنقلت الخبر واعتكفت، فيما موقع تلفزيون العالم الايراني الناطق بالعربية أكدّ أنّ “صحيفة “جيروساليم بوست” الإسرائيلية، قد نقلت عن مصدر في الجيش، أن القنبلة انفجرت في يدي سائق عربة عسكرية مدرعة تابعة للكتيبة 601 من قوات الهندسة، كان ممسكا بها وهو يتحدث مع زملائه قرب نقطة مجدل شمس للتفتيش.”.

jaoulan

بدورها أشارت قناة الميادين القريبة من طهران ودمشق وفي تقرير مصوّر أنّ الطائرة قد لا تكون بالضرورة سورية – حزباللهية وإنّما يمكن أن تكون طائرة روسية وما حدث هو خلل في التنسيق بين الروس والاسرائيليين.

في سياق آخر استوقنا ما نقله موقع لبنان 24، في مقالة كتبها الزميل علي منتش، تحت عنوان “هل أسقط “حزب الله” الخطوط الحمر في الجولان؟”.

إقرأ أيضاً: من أرسل طائرة الاستطلاع إلى الجولان المحتل: حزب الله أم روسيا أم النظام السوري؟!

منتش أشار الى أنّ “مصادر إعلامية إسرائيلية تقول أن المشتبه به الأول في إطلاق هذه الطائرة هو “حزب الله” اللبناني”.

ليضيفّ “أنّ الحزب أراد الردّ على أي تصعيد إسرائيلي بأن جبهة الجولان ستكون جاهزة للتحرك في أي لحظة رغم كل الإنشغالات”.

خاتما مقالته أنّ “حزب الله لم يتجاوز الخطوط الحمر في الجولان، وإلا كان قام بعملية عسكرية بسيطة واضحة المعالم، تشبه عملياته في جنوب لبنان”.

ما كتب الزميل يعكس تعارضاً في ما نقلته المصادر، على صعيد توّرط الحزب بأحداث أمس والذي ألمح إليه ليعود وينفيه نفياً قاطعاً.

مصادر متابعة، تؤكد أنّ حزب الله أو النظام السوري ليسا بجهوزية لفتح جبهة الجولان ولا بفتح ايّ مواجهة مع اسرائيل، مع العلم أنّ الجولان في مرحلة الاستقرار السوري في ظل حكم الأسد الأب و الابن كانت حدوده مستقرة، فكيف الآن ورأس النظام غارقٌ في مستنقع الحرب؟

إقرأ أيضاً: القصة الكاملة لاستهداف دورية اسرائيلية في الجولان: من أين جاءت القنبلة؟

من جهة ثانية، فإنّ روسيا حليفة الاثنين كانت قد ضمنت أمن اسرائيل ممّا يؤكد أنّ أي من حلفائها السوري واللبناني بالنيابة عن الايراني لن يجرؤ على تخطي حدود المنطقة الشمالية باعتبار ان معركة الممانعة اليوم هي مع السعودية ومختلف المعارضات السورية ومن الغباء فتح جبهتين في نفس الوقت.

خلاصة الأمر، أحداث الأمس تؤكد أنّ اسرائيل ليست العدو الاوّل لمحور الممانعة وإنّما اطراف عربية وسورية، يكفي الانتباه الى ان احداً لم يعلن مسؤوليته عن الطائرة حزب الله لم يتبن ولم يشد بالعملية…  جبهة الجولان محتلة، فيما من يدّعون المقاومة يحاربون مع من أهدى العدو غنائم المقاومة ومن اعلن انه ينسق مع العدو بما يخص امن اسرائيل، هذه روسيا التي تتباهى دول الممانعة بانها حليفها القوي في سوريا.

السابق
من أرسل طائرة الاستطلاع إلى الجولان المحتل: حزب الله أم روسيا أم النظام السوري؟!
التالي
تركيا: لماذا فشل انقلاب 2016؟