من يفكر بالانقلاب في لبنان؟

الديموقراطية هي القاعدة الصلبة للعيش المشترك لدى معظم شعوب العالم٠هي النظام الأساسي لأكثر من مئة وستين دولة في العالم وحتى الأنظمة العسكرية والانقلابية اضطرت تحت الضغط الشعبي الى افساح المجال لقيام أنظمة تحفظ حقوق المواطن وكرامته في إطار ديموقراطي دستوري٠فقط بعض الدول العربية والإفريقية وبعض الأنظمة التي ترتكز على ايديولوجيات من زمن اخر بقيت تُمارس الاستبداد والتسلط وعبادة الفرد مقابل إنكار اي حقوق للمواطن وخصوصاً الحقوق السياسية٠
لم يعد اي عاقل يفكر بإنقلاب عسكري خصوصاً على الديمقراطية سوى بعض جنرالات الجيش التركي كما شاهدنا بالإضافة الى جنرال متقاعد لبناني اسمه ميشال عون ومعه حزب الله وجهابذة الممانعة وعلى رأسهم مع الأسف رئيس مجلس النواب وكلهم تعاونوا بالحيلة والارهاب على تعليق العمل بالدستور منذ اكثر من سنتين لأنهم يريدون تعيين رئيس بدلاً من انتخاب رئيس كما ينص الدستور٠هذا الانقلاب بدأمنذ يوم٧آيار المشؤوم عام ٢٠٠٨ وهو مستمر بقيادة البلد الى الانهيار والإلغاء تبعاًلخطة ايران في إدارة التوحش في المنطقة عن طريق إلغاء الدول في المشرق العربي وإحلال الفوضى والمذهبية مكانها٠
الانقلاب التركي عسكري ودموي اما الانقلاب في لبنان فهو ميليشيوي بدأ دموياً في السابع من أيار ثم بدأت عملية تغليفه بالتحايل على الدستور مرة عن طريق طاولات حوار تعطي شهادات حسن سلوك للإنقلابيين ومرة عن طريق اتفاقات مثل الدوحة واليوم بحديث عن سلة من التفاهمات تفرض إرادة السلاح والمرشد المحلي على البلد٠الإنقلاب اللبناني عنصري أيضاً لا يعترف بحقوق القسم الأعظم من اللبنانيين٠للبعض حق فرض الرئيس وللبعض الاخر فقط حق الاذعان٠
الأتراك اسقطوا الانقلاب خلال اقل من يوم واحد اما اللبنانيين فتركوه يحل محل الدستور فصار كلام المرشد وتوجيهاته هو الكلام الإلهي المطاع٠كل ما نطلبه اليوم مما بقي من روح ١٤ آذار هو عدم الاذعان وافشال أهداف هذا الانقلاب بالحفاظ على لبنان الوطن ضد مشروع ايرن اي قيام شيعستان (دولة شيعية من لبنان الى سوريا فالعراق يحكمها جنرال من قياس قاسم سليماني ) وضد مشروع مارونستان اي كانتون مسيحي في جزء صغير جداً من لبنان يحكمه شكلاً جنرال اسمه ميشال عون وربما الصهر الأصغر قامة.

السابق
مئة عام من الضحك والحرية
التالي
قاووق: نتطلع إلى نصر في سوريا أعظم من نصر تموز