لحزب الله: أمام «التعطيل السعودي»… إنتخب عون فوراً

خلاصة الكلام الذي يعبر عنه قاووق والموسوي أنّ هناك دولة اسمها السعودية هي دولة متآمرة على لبنان، وترسل الجماعات الإرهابية لتخريبه وتمنع انتخاب رئيس للجمهورية اسمه العماد ميشال عون.

رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق أنّ “النظام السعودي في سياساته بالمنطقة إنّما يمثل كارثة على مستوى الأمة”، وأضاف: “ما هو أشدّ إيلاماً على اللبنانيين أنّ النظام السعودي يسلّح جبهة النصرة التي هي عدوة لبنان وتحتلّ أرضنا في البقاع وجرود رأس بعلبك وعرسال، فالسلاح الذي حجبته السعودية عن الجيش اللبناني يصل إلى جبهة النصرة في حلب”.
فيما ناشد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي  “أصدقاء لبنان، والقوى السياسية اللبنانية، إلى أن تمارس تأثيرها على أصدقائها بتجاوز (عقبة موقف السعودية التي ترفض انتخاب العماد ميشال عون) التي تحول دون أن نستعيد مؤسساتنا الدستورية، من رئاسة الجمهورية إلى المجلس النيابي، لأننا في لبنان بأمس الحاجة إلى تفعيل هذه المؤسسات”.

خلاصة الكلام الذي يعبر عنه قاووق والموسوي أنّ هناك دولة اسمها السعودية هي دولة متآمرة على لبنان، وترسل الجماعات الإرهابية لتخريبه وتمنع انتخاب رئيس للجمهورية اسمه العماد ميشال عون.

حزب الله وميشال عون
حزب الله وميشال عون

نريد من موقعنا، كمواطنين منهكين من هذا الإنهيار لمؤسسات الدولة ومن تردّي الأوضاع الإقتصادية ومن التعدّيات على الأملاك العامة وسرقتها، ومن نقص المياه وأزمة الكهرباء وتلوث نهر الليطاني، أن نصدق ما قاله المسؤولان في حزب الله: السعودية هي أصل الأزمة وسبب استمرار الاستنزاف في الدولة. ولا نريد أن نحملّ حزب الله أيّ مسؤولية بسبب تورطه في الأزمة السورية. وبطبيعة الحال لا نريد في هذه اللحظات أن نبرئ السعودية من جرائمها اللبنانية بإلقاء المسؤولية على العدو الصهيوني فنقول أنّ اسرائيل تمنع انتخاب رئيس للجمهورية أو تمنع إقرار قانون انتخاب وتحول دون إجراء انتخابات نيابية.

إقرأ أيضاً: تعطيل الدولة لا يصنع من «حزب الله» دولة

كما لا نريد أن نتهم العدو الصهيوني بأنّه هو الذي يقف وراء عملية تلوث نهر الليطاني، أو هو الذي يشجع على التعدّيات على نهر الليطاني. ليس المرامل فحسب بل حتى المنشآت غير الشرعية ولا القانونية، التي تنتشر كالفطر على طول مجرى النهر، بحيث تحوّل النهر إلى ملكيات خاصة، تساهم في تلويث مجرى النهر ولا من يسأل. يمكن إحالة هذه الاوضاع المزرية إلى الجماعات التكفيرية وطبعاً من يدعمها أي السعودية.

كل هذه الأوضاع التي يعيشها لبنان اليوم، تشكل السياسة السعودية أحد أهم عقباتها التي تمنع عودة المؤسسات الدستورية إلى عملها الطبيعي. كما فهمنا من كلام النائب الموسوي. إزاء ما تقدم وإزاء القناعات التي وصل إليها حزب الله، من حق المواطن أن يسأل: لماذا السكوت على هذه السياسة السعودية التعطيلية؟ أليس من واجب حزب الله، الذي ليس له مهمة على هذه الأرض إلاّ الدفاع عن كرامة لبنان واللبنانيين، ألا يقف مكتوف اليدين في مواجهة مؤامرة سعودية لضرب الدولة اللبنانية؟ أليس من الأولى لحزب الله، الذي ذهب سورياً من دون أن يستأذن أحد لمواجهة التكفيريين ومن وراءهم، أن يواجه مشروعهم على الأرض اللبنانية؟ هل سيعجز السيد حسن نصرالله، الذي يتولى شخصياً مسألة الرئاسة كما قال الموسوي، في إقناع حلفائه والمتزلفين لسلطته في مجلس النواب أن ينتخبوا عون رئيساً للجمهورية؟

إقرأ أيضاً: هل الحراك العوني مقدمة لانتخابه رئيساً للجمهورية؟

هل يريد لنا حزب الله أن نصدق أنّ تيار المستقبل يمكن أن يأتيَ برئيسٍ للجمهورية لا يسميه نصرالله؟ أقول “المستقبل” لأن الرئيس نبيه بري لا يمكن أن يختلف مع السيد نصرالله حول قضية استراتيجية كالتي يمثلها قرار مواجهة تخريب لبنان ومؤسساته. فكيف بالنائب سليمان فرنجية ووليد جنبلاط، الذي وجه أكثر من رسالة تودد واسترحام، مبدياً استعداده للسير في انتخاب عون؟ كما أنّ القوات اللبنانية باتت تزاود في حبّها للجنرال عون رئيساً للبلاد على وفاء المقاومة له. كل المؤشرات، وميزان القوة، تؤكد أنّ حزب الله إذا قرر أن يأتيَ بعون رئيساً فالطريق سالك، وإذا كان حزب الله يخاف من “أزمة ضمير” في عدم مساهمة تيار المستقبل بانتخاب عون، فإنّ هذا التيار قال أكثر من مرة انه مستعد للقبول بأيّ نتيجة تقررها صندوقة الإقتراع. وبالتالي حتى لا نتحدث في حسابات سياسية لا ترقى إلى المبادئ التي يضحي من أجلها حزب الله بالغالي والنفيس، فإنّ الحزب أمام قرار سعودي بضرب لبنان، ليس عليه إلاّ أن يردّ عن لبنان الخطر وينتخب الجنرال عون رئيساً، بالأكثرية التي يحوزها مع أصوات بري وحنبلاط وجعجع… وأن يتخفف من المناشدات. لأنّ تسيير المؤسسات الدستورية ليس ترفاً بل حاجة وجودية للدولة اللبنانية التي يقاتل حزب الله من أجل بقائها… في آخر المعمورة.

السابق
الحياة: مخابرات الجيش رصدت أشخاص على صلة بداعش والنصرة بعين الحلوة
التالي
تركيا…الإنقلاب والخطر القائم