الوظيفة اليهوديّة

"الوظيفة اليهوديّة – مِن ارتحششتا إلى بلفور"، هو عنوان الكتاب الصادر مؤخراً عن (دار الفارابي في بيروت، في طبعة أولى 2016)، للباحث والرِّوائي والكاتب الدكتور فهد حجازي.

ويستهلّ الكاتب مقدّمة الكتاب بقوله: “لعل من أكثر المواضيع التي شغلت الباحثين في القرنين الماضيين، هو موضوع اليهودية كديانة سماويّة محيِّرة، وكِتابها التّوراة… إلاّ أن أحداً لم يتطرّق إلى موضوع الوظيفة التي أُسِّستْ لأجلها هذه الدّيانة على أيدي الفُرس في القرن الخامس قبل الميلاد”.

من هنا كان هذا الكتاب، القائم على عدّة عناوين: يبدأ في الحديث عن تاريخ كنعان حتى تأسيس الدّيانة اليهودية والبدء بتحرير التوراة، ثم تسليط الضوء على مملكة إسرائيل الكنعانيّة الحقيقيّة بين القرنين العاشر والثامن قبل الميلاد، يليها تسليط الضوء على مملكة أورشليم الكنعانيّة التي عاشت بين القرنين الثامن والسّادس قبل الميلاد، يلي ذلك البحث في تأسيس الدِّيانة اليهوديّة، عبر المندوبين الفارسيَّين نحميا وعزرا (أليعيزر)، حيث يبدأ التأريخ الواقعي لروايات التّوراة…

إقرأ أيضاً: قس أمريكي يعيد بناء «سفينة نوح» ويحرم المسلمين واليهود من دخوله

اليهودية

فلقد كان غالباً ما يجري تناول الموضوعة اليهودية باعتبار أن اليهود شعب واحد عبر التاريخ وعبر العالم، ولم تجر الانتباه إلى هذه الإشارة إلا من قبل الباحث عبد الوهاب المسيري. كما لم يسبق أن تناولت بحوث تاريخ الجماعات اليهودية الدور الوظيفي الذي تأسست من أجله هذه الديانة، وهي الوظيفة الاستيطانية العنصرية التي ابتدعها الأخمينيون الفرس في زمن ارتحششتا في القرن الخامس قبل الميلاد، وتبنّتها من بعدهم القوى التي سيطرت في المشرق والعالم، وصولاً إلى تبني الوصفة الفارسية بحذافيرها من قبل الإنكليز عبر وعد بلفور، ومن ثم تنفيذ هذا الوعد بحذافيره وذلك لحاجة استعمارية لا علاقة لها بالتاريخ والأخلاق وحقوق الإنسان.

ولأن البحوث والحفريات الأثرية حسمت أن إسرائيل وأورشليم التاريخيتين هما مملكتان كنعانيتان سابقتان على الاحتلال الفارسي، وبالتالي سابقتان على تأسيس اليهودية، فإن الذرائعية التاريخية حول “إسرائيل” التوراتية تكون قد سقطت علمياً، ولكن مفاعيلها تبقى قائمة ما بقيت حاجة قوى النهب العالمي إلى اليهودية كوظيفة عنصرية جغرافية ومالية.

إقرأ أيضاً: الإرهاب اليهودي ابن شرعي للسياسات الإسرائيلية

من هنا فإنَّ هذا الكتاب يسلط الضوء على تاريخ كنعان ومن ضمنها مملكتا إسرائيل وأورشليم، ويعرض للاحتلال الفارسي وتأسيس اليهودية على يد عزرا البابلي بتكليف من ارتحششتا، وكذلك لتاريخ الجماعات اليهودية عبر العالم ووظيفتها، وأنماط هجرات أفرادها وتهجيرهم، وإلقاء الضوء على أبرز مزايا العنصرية والدموية والفساد الأخلاقي والجشع في التوراه والتلمود، مروراً بالـ”إسرائيليات” التي كوت وعي المسلمين

والمسيحيين على السواء، وصولاً إلى دراسة مقتضبة عن الصهيونية المسيحية، ثم الصهيونية العالمية وتداعياتها عبر وعد بلفور وتأسيس ثكنة “إسرائيل” في قلب العالم العربي والعالم.

السابق
«مجاهدو خلق»… ورحلة الدم الإيراني المسفوك قمعاً وثأراً (2)
التالي
سراج الدين زريقات: العربية قناة الشر والفساد!