هيدي حرب…!

اشيع مؤخراً بين الأوساط الشبابية في لبنان مصطلح جديد تحت مسمى “هيدي حرب”، لتبرير جرائم حزب الله والنظام السوري في العديد من المناطق السورية وخاصة معركة الزبداني وحصار بلدة مضايا.

لم أتخيل يوماً، أن يخرج من أفواه زملاء مقاعد الدراسة وأصدقائي في الحياة العامة هذا المصطلح، ولكن حدث ما هو أسوء من ذلك لقد أصبح بعض الذين ألتقي بهم سواء من باب القرابة أو الصداقة أو حتى المعرفة السطحية يببرون تلك الجرائم تحت مسمى “هيدي حرب”.

مخطئ جداً من يعتبر أن الحرب السورية محصورة فقط بسورية، فالنار التي تشتعل في حلب يصلنا رمادها والقنبلة التي تسقط في ريف دمشق نسمع صوتها، ولكن المجازر التي تحدت على بعد كيلو متر من حدودنا لم نعد نبالي لها.

هل دخلنا في أزمة أخلاقية!؟ ربما، ولما لا، فنحن في لبنان اعتاد أباؤنا على رؤية المجازر المتتالية في الحرب الأهلية والقتل على الهوية، ونحن جيل ما بعد الحرب شهدنا على العدوان الإسرائيلي، والاقتتال الداخلي في 7 أيار.
كعادتي في كل مساء أطرح على نفسي الأسئلة التي تأخذ حيزا كبيرا من تفكيري. لماذا الإنسان يبرر الجريمة علماً أنه ليس هو من إرتكبها.

من خلال مراقبتي للعديد من صفحات وتغريدات الموالية لحزب الله أجدهم عاجزين، ضعفاء ليس بيدهم حيلة لإنقاذ ما تبقى من أصدقائهم في المدرسة والجامعة أو في القرية التي ولدوا بها سوية.

النظام السوري وحزب الله

لا يمثل بشار الأسد لهؤلاء الشباب شيئاً ولا يعرفون شيئاً عن المجتمع السوري سوى من المسلسلات التي يتابعونها في كل شهر رمضان، وأجزم أن هؤلاء الفتية لم يسمعوا يوماً عن داعل في درعا وبابا عمرو في حمص والدرباسية في الحسكة.

لقد قسم حزب الله الشباب إلى مقاتل قاتل ومقاتل يبرر القتل، وإستخدم الشباب اللبناني لخوض حروبه العبثية لإنقاذ أسوأ نظام راديكالي شمولي في المنطقة.

بعيداً عن إختلافنا السياسي مع الشارع الآخر، علينا أن نمد أيدنا وقلوبنا إليهم لأنها “هيدي حرب” التي لا يجب أن يقتل بها اللبنانيين خصوصاً، “هيدي حرب” نهاية نظام عاث فساداً وخراباً في بيروت وزحلة وطرابلس وصيدا وسائر المناطق اللبنانية.

هيدي حرب، ولكن يجب عليها أن لا تنزع من قيمنا الإنسانية لتبرير جرائم الحرب القذرة التي تحصل في سورية.

اقرأ أيضاً: في الذكرى العاشرة لآخر حروب حزب الله مع اسرائيل

رسالتي إلى الشباب اللبناني، لا تدعوا الخوف من داعش يسيطر على إنسانيتكم فإن الخوف عدو الذات قبل كل شيء.

فهيدي حرب مش حربكم…

 

السابق
جعجع عرض الاوضاع مع سفيرة النمسا واستقبل وفد اتحاد ومجالس بلديات دير الاحمر
التالي
من اغتصب طرابلس؟