رغم كثافة الإطلالات غاب السيد عن أوّل تموز… فهل يحضر في «آب»

لم تأتِ الذكرى العاشرة لحرب تموز مصحوبة بإطلالة للسيد، والذي عوّدنا مؤخراً على حضوره، وعلى خطاباته المتتالية في كل مناسبة.

عشر سنوات، على حرب تموز، هدنة تشبه سلاما ضمنيا مع الاسرائيلي، حلف مع الروسي، وانصهار بالإيراني، تحوّل خلالها حزب الله من مقاومة لبنانية وطنية، إلى سلاح لا شرعي له تفلت في شوارع 7 أيار، وتموضع منذ 2011 ضد الثورة السورية.

حزب الله فقد حضوره الوطني، فأصبح المقاوم يقاتل مع الظالم، وخسر الزخم العربي الذي أعاد إعمار الضاحية بعد حرب تموز، ليجتمع العرب، بعدما عبث الحزب بأمنهم بخلاياه المرسلة الى الخليج، وبعد كَيْل الشتائم والتهديدات التي وجهها السيد نصر الله في كل منبر وإطلالة، ويجمعون على تصنيفه كحزب إرهابي.

كذلك لم يعد للحزب أيّ خصوصية دولية، فنظرية المقاومة سقطت أمريكياً وأوروبياً عند اتهامه من قبلهم بتجارة المخدرات وتبييض الأموال، والانخراط في سوريا والبحرين واليمن، وانكشاف هذا الحزب في عديد من المخططات التخريبية الإيرانية.

عشر سنوات، وتحوّلت معها عبارة “لبيك نصر الله”، لمانشيت ترويجي يكثف السيد إطلالاته ليؤكد على الولاء، وتحولت جملة “بأبي وبأمي أنت يا سيد نصر الله”، إلى “فدا اجر السيد“.

عشر سنوات، وتموضعت الضاحية طائفياً ومذهبياً، وانقسمت طريق الجديدة ضمنياً سنّة وشيعة لا سيما بعدما اجتاحت القمصان السود بيروت، وبعدما عطل انصار حزب الله الوسط التجاري باعتصام تخريبي، وبعدما قال سيدهم للجيش اللبناني “مخيم نهر البارد خط أحمر”، ومن ثم أطلقت خلايا تخريبة لتخل بأمن الشمال.

حرب تموز

نصر الله لم يطل بالذكرى العاشرة، فمقاومة اسرائيل اصبحت خلف الحزب، ولم يعد لسيدها سوى تكرار العبارات التي لم تعد تطرب.

إقرأ أيضاً: 10 سنوات على حرب تموز: إسرائيل تريد بقاء سلاح حزب الله

اسرائيل لم تعد العدوّ الأوّل للحزب، كما الحزب لم يعد يخافها وإنّما عامل الاطمئنان هو المتناسق، فروسيا هي المفتاح بين الطرفين وأمن اسرائيل سورياً من أمن حزب الله إذ لكل منهما مصالحه، ولكل منهما خطّ يريد الحفاظ عليه.

لا إطلالة حتى اللحظة معلنة للسيد حسن نصرالله، المعارضون كانوا ينتظرون كلمته، وكانوا يبنون التوقعات ويرسمون طريق القدس التي سوف يطرحها وكيف سيربط بين اسرائيل والنزاع معها وبين الحلف القائم مع حليفها في سوريا.

جمهور السيد بدوره اختار الصمت، لم يعلق، السيد لم يصعد لم يبارك حرب تموز، حرب “لو كنت أعلم”، فيما إعلامه الحربي منغمسٌ بحلب والمستنقع السوري.

نصر الله قد اقتنع ربما أنّ انتصار تموز كان مجرد تسوية، وأنّ حرب “لو كنت أعلم” لم تهزم الاسرائيلي ففاز بها بالقرار 1701، وقرر أن يخرج من تكرار المانشيتات التي اعتمدها منذ شقّ طريق المقاومة بالأراضي العربية.

إقرأ أيضاً: تموز 2006.. يا فرحة ما تمّت

هو يعلم أنّ ما سوف يقوله لن يقنع الجمهور، وإنّما سيفتح الكثير من التساؤلات، فمن كانوا شهداء حرب شرعية ضد الصهيوني، هم اليوم قتلى في حرب عبثية في سوريا.

عشر سنوات… وحرب تموز دفعنا جميعاً ثمنها، الرابح الأكبر كان سلاح حزب الله وهو ترجم الانتصار بتوجيه سلاحه نحو لبنان وسوريا، بمباركة دولية ولكن لاغراقه وداعمته ايران في مستنقع بلاد الشام متكبدا الاف القتلى والجرحى في حرب لا يبدو انها سوف تنتهي في وقت قريب.

وأخيرأً، رغم أنّ السيد لم يطل بذكرى حرب تموز إلا أنّ ذكرى انتصار آب لم تأتِ بعد… وما زالت الإطلالة قيد التوقع.

السابق
الجميل: التيار وحزب الله يضعان لبنان رهينة.. ولماذا لم يستنكر حزب الله انفجار blom bank؟
التالي
سقوط عنصر لحزب الله في حلب…