الملك سلمان لسلام: الحريري إبننا

ما استخلصه رئيس الحكومة تمام سلام من زيارته الاخيرة للمملكة السعودية في 5 تموز، ولقائه الملك سلمان بن عبد العزيز، لم تفصح ثمارها سوى عن الطريقة نفسها التي يعامل بها الغرب لبنان، بالتركيز على دعم حكومة سلام ومساعدتها على الاستمرار، ومنعها من الاستقالة اياً تكن الدوافع، على انها الواجهة الوحيدة للشرعية الدستورية في لبنان في ظل غياب رئيس للجمهورية. كلام مماثل، في سياق موازٍ مختلف، يقال لقائد الجيش العماد جان قهوجي في اثناء زياراته دولا عربية واخرى غربية، مزدوج المطلب: حافظ على الاستقرار وحافظ على الجيش. في حصيلة زيارة سلام الذي يحلو له وصفها بأنها «كسرت الجليد»، تعبيراً عن استعادة حكومته حرارة العلاقة بالمملكة، كانت ثمة اشارتان مباشرتان من الملك من شأنهما ترجمة موقف الرياض من الوضع اللبناني في المرحلة القريبة، من دون ان يؤتى على ذكر الاستحقاق. لم يفاتح اي من العاهل السعودي ورئيس الحكومة اللبنانية الآخر فيه، ولم يمر ــــ وإن عابراً ــــ في احاديثهما. كمنت الاشارة الاولى في قول الملك لسلام في الافطار العام الموسع: لن نتخلى عنكم.وهي عنت مدّ حكومته بمزيد من التأييد ودعم استمرارها. على ان الاشارة الثانية خصت الرئيس سعد الحريري، الذي حضر الافطار، بموقف عكس تقديراً مغايراً تماماً لكل ما شاع عن تردي علاقته بالسعودية، كان احد ملامحه الصعوبات المالية التي يواجهها من دون ان تنجده، والانهيار الذي تواجهه شركاته هناك، ناهيك بالاهمال الذي اظهره تعاملها معه في الاشهر المنصرمة على نحو حمله على الاستقرار في بيروت، وبدا انه يختبر للمرة الاولى ما لم يُمتحن فيه والده الرئيس رفيق الحريري حينما حاذر الوقوع في تقاطع تناقض الخلافات ووجهات النظر والاجنحة في العائلة الحاكمة، فاذا الحريري الابن يبصر نفسه عند التقاطع الملتبس داخل العائلة، بين ولي العهد وولي ولي العهد. لم يتردد سلام في اضافة جرعة دعم قوية لسلفه علناً، بتأكيده انه هو الذي يتنكب الطائفة في لبنان ورجالاتها، في معرض الايحاء بأن الحريري لا يزال عمودها الفقري في شؤونها ومشكلاتها واستقرارها، كما في صلب المعادلة السياسية الوطنية، ما حمل الملك على القول له: انه إبننا.

(الأخبار)

السابق
لبنان يطلب من روسيا تسهيلات بالدفع لتنفيذ صفقة اسلحة
التالي
من هو رئيس الجمهورية الذي تريده تل ابيب؟