نموذجان للأزمة المالية في الإعلام: المستقبل والـ OTV

الإعلام اللبناني عامةً في ازمة مالية متفاقمة، صحف تلوح بالإغلاق، وأخرى لم تصرف الرواتب منذ شهور، وغيرها قررت التحوّل من الورقي للالكتروني أو أقلّه تخفيض عدد صفحات النسخة المطبوعة للنصف.

في ظلّ ما يعانيه الإعلام اللبناني من مخاض عسير، كانت أزمة تلفزيون المستقبل هي “أمّ الصبي”، فتحوّل الموظفون ورواتبهم المعلقة لمادة مستهلكة في النشرات الأخبارية وعلى صفحات بعض الصحف كما تمّ استغلال ملفهم في كلّ مناسبة للتصويب على الرئيس الحريري وعجزه المالي.

إلا انّ اللافت في ملف الأزمات المالية الإعلامية هو ما حصل عليه موقع “جنوبية” من معلومات تشير إلى أنّ تلفزيون الـ OTV هو من المؤسسات التي لم تصرف الرواتب لمراسيلها منذ شهور طويلة، بل وأكثر من ذلك، فإنّ المسؤولين بها لا يتواصلون مع الموظفين بهذا الشأن ولا يظهرون لهم لا الامتنان ولا التقدير لانهم يتحملون قطع رواتبهم ولا حتى تكلف السؤال.

أحد المراسلين في التلفزيون العوني من المعنيين بهذا الملف وفي حديث لـ”جنوبية”، أكدّ أنّهم لم يتقاضوا ولا راتب منذ سنة كاملة، وأضاف “حينما نراجع الإدارة يقولون لنا ما من تمويل ولا إعلانات”.

وأردف المراسل “عدد المتضررين من الأزمة 12 مراسلاً أما الأخرين فيتقاضون رواتبهم فقط دون حوافز”.

معلقاً “المزعج في ملفنا أنّه ما من أحد يهتم ولا أحد يسأل عنّا ويتعاملون مع مسألة رواتبنا المعلقة بتجاهل ولا مبالاة”.

وعن موقفهم الحالي من الأزمة والتعاطي معها، أوضح “لم نعد نرسل إليهم الأخبار، إذ لم نجد بعد أيّ حلول قريبة وكلما توجهنا باستفسار يقولون ما من إجابة”.

OTV-FUTUR

وفيما يتعلق بموقف الجنرال ميشال عون والوزير جبران باسيل، قال “لقد أرسلنا رسالة عبر المنسق العام للتيار الوطني الحر بيار رفول للجنرال ميشال عون ولكننا نشك أنّها وصلت، أما رئيس التيار جبران باسيل فيقول لنا من جهته هذه مشلكة بالتلفزيون وهناك أزمة”؟

إقرأ ايضًا: هذا سرّ دمعة سعد الحريري عندما زار «المستقبل»!

ويردف الزميل”المشكلة الكبرى هي عند مدير الأخبار جان عزيز والمدير العام روي الهاشم، الذين يستكترون علينا الكلمة الطيبة”.

معلقاً “لو كان هناك من تقدير وامتنان لصبرنا ولما كنا اعترضنا ولكنا صبرنا حتى تنفرج الأزمة”.

إذاً، الـOTV بحسب مراسليها، تستكتر على موظفيها كلمة “شكرا”، هذه المشهدية تعيدنا للحظة زيارة الحريري لتلفزيون المستقبل قبل شهرين وللدمعة الصادقة التي ذرفها وهو يوجه إليهم الشكر.

المسائل ليست مادية بقدر ما هي أخلاقية، والموظف ليس “روبوت”، هو إنسان مؤمن بمهنته، والحوافز المعنوية بالنسبة إليه أكثر تأثيراً من المادية.

إقرأ أيضاً: موظفو «المستقبل»: أوفياء للحريري.. وأزمته هي أزمتنا‏

موظفو المستقبل مستمرون بالرغم من الأزمة وتفاقم ديونهم، ربما لثقتهم بأن المؤسسة لن تخذلهم في نهاية المطاف وهي التي يعترف صاحبها بأنه مقصر تجاه موظفيه، وهذا بحد ذاته وان كان غير كاف، الا انه يعزز العلاقة الاخلاقية بين صاحب المؤسسة والعاملين فيها بينما ادارة الـ OTV ترفعت عن مواساة موظفيها من المراسلين المقطوعة عنهم رواتبهم منذ عام، فلم تمنحهم حقوقهم المادية ولا هي ضمنت احترام حقوقهم المعنوية.

السابق
تقرير المالية أثار السنيورة فوقعت المجابهة بين أمل و المستقبل
التالي
في الاخبار احتفاءً بمذكرة توقيف عليق…