ديك الحج سعد في حرب تموز

هو آخرالفلاحين في قريتي واكثرهم رقة وعنادا وثقة بنفسه وارضه وفدانه وب”مسبحة الصلاة الوردية” التي لا تفارق اصابعه
داهمته حرب تموز وهو يقرفص بين شتلتي بندورة— الاولى جبلية”شحمية” بحجمها الكبير, والثانيةاميركية بطعمها المائل الى ” الحموضة “—وفي حضنه رغيف صاج وعلى فخذه كمشة ملح وفحل بصل….
نزح كل اهالي القرية بمن فيهم زوجته واولاده واحفاده وكاهن الرعية العجوز الذي يشبه الامير بشير الشهابي والذي تطوع الحج سعد لخدمة قداديسه بصفة ” شماس”منذ عشرات السنين.

إقرأ أيضاً: من ذاكرة الحرب: إنّه رصاص العدو.. من سيكون الشهيد الأوّل بيننا!
بقي الحج سعد وحيدا في قريتي رافضا الهجرة والنزوح بالرغم من مناشدة الجميع له بمن فيهم المسلحون…؟ كيف و لمن يترك البقرات والماعز وتيسها و”الغنمة الحلوب” و “الدجاجات البياضة” والحاكورة الخضراء بل لن يترك “خيال الصحرا” وحيدا…
واخترقت طائرة معادية
جدار صوته وحفيف عرقه
على كومة القش
والحج في العراء
على مصطبة بيضاء
يحتمي بحائط الكلين
في ظل شجرة خضراء….

وكان ما كان
من انتصار
بوقف اطلاق النار
وآخر قذيفة سقطت
شوت بشرته السمراء
واسقطت معها بسمته الدائمة
في اسطبل
تناثرت دعائمه
من حجر
وبقر
وتدحرجت دمعة
جافة
بين اشلاء الدجاج
الاً
من ديك
لا زال يصيح
على مصطبة فارغة

السابق
أنقرة «واثقة» من عودة العلاقات مع سوريا
التالي
حرب تموز: عيون في المربع الأمني